ألمانيا.. بنوك الطعام تعجز عن استقبال المزيد من الفقراء والمحتاجين
ألمانيا.. بنوك الطعام تعجز عن استقبال المزيد من الفقراء والمحتاجين
زادت الضغوط على بنوك الطعام في ألمانيا وارتفعت حاجتها للتبرعات، مع تزايد عدد الأشخاص الذين يقصدونها، وبات الوضع يتجه من سيئ إلى أسوأ مع ارتفاع الأسعار ومعدل التضخم إلى أكثر من 10% ولجوء الحكومة الألمانية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة أزمة الطاقة.
وتأثراً بتداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وتزايد ارتفاع تكاليف المعيشة أضحت الصحف المحلية في أنحاء ألمانيا تتقاسم عناوين تفيد بصعوبة استقبال المنظمات الخيرية والتطوعية للمزيد من الفقراء والمحتاجين بسبب تزايد الضغوط على بنوك الطعام خاصة مع تزايد أعداد الفقراء رغم الدعوات لجمع تبرعات أكثر لإعانة المحتاجين، وفق موقع "ألمانيا بالعربي".
وأفادت أحدث أرقام صدرت عن "تافل دويتشلاند" وهو الاسم الذي يُطلق على اتحاد بنوك الطعام في ألمانيا، بتسجيل زيادة في طلبات الانضمام للحصول على خدمات بنوك الطعام بنسبة بلغت 50% مقارنة بالعام الماضي وذلك في 60% من بنوك الطعام في أنحاء ألمانيا والبالغ عددها 960 بنك طعام.
وباتت 30% من بنوك الطعام تستقبل ضعف العدد الذي كانت تستقبله من قبل، ويقول الخبراء، إن سبب ذلك يعود بشكل جزئي إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويقول الشاب الألماني غونتر غيزا والذي يعمل منذ سنوات في بنك للطعام بمدينة بون: تزايدت طلبات الحصول على خدمات بنوك الطعام بشكل كبير منذ بداية العام الجاري، مضيفا: “لا يمكننا في الوقت الحالي قبول أعضاء جدد إلا إذا قام عضو سابق بإلغاء عضويته.. لقد تجاوزنا قدراتنا”، وبنبرة أسى يقول إن الأمر أصبح “مخزيا” حيث إن “الناس يزدادون قلقا حول وضعهم المادي وبحاجة لمساعدتنا”.
ومع تدفق الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين إلى ألمانيا بدأ دمج البعض منهم في النظام الروتيني لبنوك الطعام بالتزامن مع تزايد عدد الأسر التي ترغب في الحصول على خدمات بنوك الطعام بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة جراء أزمة الطاقة.
وتشير الأرقام الصادرة عن "تافل دويتشلاند" إلى أن الوضع قد يزداد سوءا في المستقبل، إذ إن أكثر من 60% من بنوك الطعام قدمت مواد غذائية وأطعمة أقل خلال أغسطس الماضي وسط توقعات بزيادة هذه النسبة في الوقت الراهن.
وعلى وقع ذلك، أرغمت نصف بنوك الطعام على زيادة ساعات عملها لمعالجة الأزمة مما أثقل كاهل المتطوعين، لكن ما زاد الطين بلة تسجيل المنظمة "انخفاضا كبيرا" في حجم التبرعات مع تزايد الأعباء المالية على المواطنين.
وفى ضوء ذلك، أصدرت "تافل دويتشلاند" بيانا ناشدت فيه الناس بضرورة “تقديم المزيد من الدعم لبنوك الطعام خاصة مع قرب فصل الشتاء البارد”، وجاء في مناشدتها: "اتصل بأقرب بنك طعام واسأل عن المواد والأشياء التي يحتاج إليها أكثر وبشكل طارئ في الوقت الراهن".
يشار إلى أن المعهد الألماني للبحوث الاقتصادية "دى آي. دبليو- DIW" قدر عدد الأفراد الذين يعتمدون على تدبير احتياجاتهم الغذائية من بنوك الطعام في ألمانيا بنحو 1,1 مليون شخص، وتفترض بنوك الطعام نفسها الآن أن هناك أكثر من مليوني شخص يستفيدون من الخدمات التي تقدمها ما اضطرها للمناشدة بزيادة التبرعات النقدية والعينية المقدمة للفقراء ومن هم في أمس الحاجة للمساعدة.
وفق بيانات رسمية يعيش نحو 13,8 مليون شخص في ألمانيا على أو تحت خط الفقر، لكن خبراء يشعرون بالقلق إزاء تزايد هذا الرقم في ضوء تضاعف عدد الأسر الفقيرة في البلاد بين عامي 2021 و2022 مع تآكل الموارد المالية لأسر الطبقة الوسطى بسبب ارتفاع فواتير الطاقة وانخفاض المستوى المعيشي.