تقرير يرصد خلطة نتفليكس السرية لحصد المشاهدات العالمية

تقرير يرصد خلطة  نتفليكس  السرية لحصد المشاهدات العالمية

 

 

أثار عرض مجموعة من السلاسل التلفزيونية الناجحة في الفترة القليلة الماضية من خلال منصة “نتفليكس” الشهيرة جدلاً كبيراً حول أداء المنصات التلفزيونية وأسباب نجاح بعضها بصورة مطّردة أكثر من غيرها.

 

وأشار تقرير حديث، إلى أنه بعد مليارات الساعات من البث التلفزيوني وملايين الأفكار وعشرات الآلاف من القنوات التي تتنافس لجذب المشاهد، كان من المحتم ظهور صيغة عرض مختلفة، لجذب المتابعين، خاصة بعد عقود حققت فيها بعض السلاسل التلفزيونية نجاحاً كبيراً، مثل مسلسلات آل سيمبسون والأصدقاء ثم لعبة العروش، بكل الخيال المثير الذي جعله أيقونة عالمية للمشاهدة.

 

وكشف تقرير أعدته صحيفة “الجارديان” البريطانية، عن أن كل هذه الأسماء الناجحة للمسلسلات في عالم الدراما والمشاهدة التلفزيونية كانت مجرد بداية أو مجرد إحماء لطاقة الإبداع الذي كانت نتفليكس تجهز له بهدوء في استوديوهاتها بولاية كاليفورنيا الأمريكية خاصة بعد النجاح الكبير لمسلسلي “لعبة الحبار” و”سرقة المال”.

 

واعتبر التقرير، أن هذه المسلسلات احتوت على الخلطة السرية للنجاح من خلال أربعة عناصر تضمن نجاح وجاذبية العمل التلفزيوني، وهي: رجال في ملابس الإعدام، رشاشات، فقراء يائسون، ومكافآت مالية ضخمة، وهي خلطة سهلة ومضمونة يسيل لها لعاب المشاهدين في كل أنحاء العالم.

 

ويعتبر مسلسل “سرقة المال” الإسباني أكبر مسلسل غير ناطق بالإنجليزية يحقق نجاحاً، وهو الذي تدور أحداثه من خلال شخصية البروفيسور الغامض شديد الذكاء الذي يجمع من حوله مجموعة من اللصوص ببدل حمراء أنيقة ورشاشات مجهزة، تجمعهم خطة شديدة الدهاء للقيام بعملية سرقة كبيرة في العاصمة الإسبانية مدريد.

 

واللعبة تتكرر بتفاصيل مشابهة إلى حد كبير في المسلسل الكوري الفائق النجاح لعبة الحبار، وهذه المرة نحن داخل أحد السجون الكورية للمحكوم عليهم بسبب الديون المالية التي فشلوا في سدادها، تحرسهم مجموعة من أصحاب البدل الحمراء الزاهية في لعبة لتبادل الأدوار على ما يبدو مع مسلسل سرقة الأموال، وتبدأ اللعبة بمسابقة للسجناء مليئة بالمتاعب المنتصر فيها يحصل على مبالغ مالية ضخمة كافية لسداد ديونه التي ساقته إلى السجن والخاسر يخسر حياته في المقابل.

 

ويحمل المسلسل كل عناصر الجذب التلفزيوني، من رجال يرتدون ملابس حمراء برشاشات، وجودهم إشارة واضحة لحجم الإثارة المنتظر في المسلسل حيث لا شيء يهم بالنسبة لهم، وبالتأكيد سيطلقون النيران في كل اتجاه في أي لحظة.

 

وهو الأمر الكافي لربطك بالشاشة أطول وقت ممكن في اختيار مضمون وناجح من صناع العمل لمفردات يدركون تماماً مدى جاذبيتها.

 

وتأتى لعبة المكافآت المالية الضخمة لتخلق اكتمال الإثارة لدى المشاهد واتحاده مع الشخصيات، فلطالما كان الفقر والثراء النقيضين الدافعين لأفعال غير متوقعة على الإطلاق.

 

ويمكن للمشاهد العادي -غير المرتبط في حياته اليومية بأي أهداف كبيرة- تبني أهداف الأبطال ويشعر معهم بمشاعر القهر أو الانتصار تبعاً لخط سير الأحداث.

 

ويشير التقرير إلى أنه في المسلسلين يظهر الأشرار والأخيار إلى حد سواء هم ضحايا للنظام العالمي الجديد، فاللصوص في المسلسلين يتعاملون بطيبة مع العامة ولا يعمدون إلى إيذائهم، أما اللصوص الحقيقيون والأشرار فهم أصحاب الأفكار المدمرة والنوايا الخفية التي لا تظهر إلَّا في صور الدمار الإنساني للعالم.

 

 

وعلى الرغم من الجوائز الدولية التي حائزها العملان والشهرة الواسعة، فإنهما لا يزالان قيد التقييم النقدي لدى العديد من النقاد في دول العالم، خاصة مع وجود أعمال أخرى لم تحظَ بنجاحهما تفتقر إلى تلك الخلطة السرية التي نجحت “نتفليكس” في صياغتها وتقديمها باللغة الإنجليزية على الرغم من انطلاق أحداثها من أماكن مختلفة من دول العالم.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية