كيف تحافظ على سلامة أسرتك عاطفياً؟

كيف تحافظ على سلامة أسرتك عاطفياً؟

 

 

وسط أجواء الحياة العاصفة وأنوائها المتقلبة تواجه أسرنا يوماً تلو الآخر مصاعب العبور معاً إلى بر الأمان ، وليس سراً أن كثيراً من الأسر صغيرة السن تواجه حالات انفصال سريعة ، وقد رأينا في العقدين الأخيرين أعلى معدلات الطلاق في عالمنا العربي ، وبات السؤال كيف لنا أن نحافظ على أسرنا من التفكك والانهيار القادم من بعيد وبخاصة بعد أن حملت لنا العولمة أنماطاً لا تتفق بالضرورة مع سياقات حياتنا قبل عدة عقود ؟

 

 

أحد المؤلفين الفرنسيين ” شارلي .و. شيد ” حاول التصدي للإجابة عن السؤال عنوان هذا الموضوع ولذا فقد أقدم على كتابة مجموعة من الرسائل كانها أقاصيص طيبة كتبها  أب حكيم ، عيناه  إلى الواقع الإنساني ، بينما قلبه ينبض بالإيمان الملتزم والمحبة الساهرة فضمنها  خبرة بالحياة واسعة ، وتحليلاً  لمواقف النفس البشرية وتقلباتها وحالات ضعفها ومللها ، وحملها  نصائح رشيدة  لا تستخف بالأمور ولو صغيرة ، ولا تغفل من دقائق الواقع شيئاً .

 

 

وفي مواجهة حالات الخرس أو الصمت الزوجي المعروفة يقدم لنا هذا الأب بعض المسالك التي تساعد في الحفاظ على درب الحياة الزوجية، ما يشدد عزم الأزواج في طريق الحياة الصعبة ، وتتمثل في النقاط السبع التالية التي تمثل عقداً إضافياً إلى عقد الزواج الأصلي برضا الزوجين معاً :

 

 

** سنسعى إلى أن نكون أفضل  صديقين : وبما أن  الصداقة يبنيها الوقت الذي نمضيه معاً، فسيكون بيننا في كل يوم حديث حلو وسننظم برنامجنا على هذا الأساس ، ونضعه في رأس جدول أعمالنا اليومية .

 

** سنخرج معاً مرة في الأسبوع على الأقل : نفيد من عشاء خارج البيت أو غداء أو أي شيء آخر  لكي يقرأ كل منا ما يجول في خاطر الآخر ، ولن ندع  الأولاد ولا الأصحاب ولا ميزانية البيت ولا اجتماعات اللجان ، ولا طغيان ما يجب وما لا يجب  أن يشغلنا  عن هذا الوقت المخصص لنا .

 

** سنجعل الصدق هدفنا الدائم : وبما أن ذلك يتطلب أن يكون كلانا صادقاً مع نفسه أولاً ، فسنمضي بعض الوقت في تحليل الذات تحليلاً سليماً  ونسعى ، عن طريق  الاطلاع والدراسة والنقاش ، إلى  معرفة  ما لأمورنا الشخصية  من تأثير على زواجنا .

 

** سنحدد فترة مثالية مدتها  ثمانٍ واربعون ساعة  لتحليل ذاتي أمين : ولما كان من غير المستطاع تحديد وقت نهائي  لذلك ، فقد اتفقنا  على الاستمرار في المحاولة ما دمنا لا نستطيع التعبير عن شعورنا بالكلام ، وسنسلم بأننا لا نزال في صراع داخلي ونلتمس المزيد من الصبر .

 

** سيكون هدفنا  التوصل إلى الرأفة  والغفران بصورة كاملة : قد نطرح الأسئلة  ولكننا  لا ندين . وسنسعى  إلى شجاعة روحية متبادلة متبادلة بحيث يسمع الاعتراف بحنان . وسنكون شاكرين عندما يتاح لنا أن نواجه حقيقة ذواتنا .

 

** سيحترم كل منا خصوصيات الآخر : فلا نعطل تبادل الأفكار والمشاعر بيننا في التحقيقات الفضولية ، ومع إدراكنا  أن ما نحبه  ربما كان ضاراً ، فلن يدع أحدنا للآخر سبيلاً إلى  هدم ذاته ، ولن نلجأ يوماً إلى الضغط لأن الكشف عن الذات  يجب أن ينبع من الداخل .

 

** سنتذكر أن السرية نعمة : وسنعمد إلى الرفق  ، لأن سد جميع الثغرات بيننا بوثيق الصلة يستغرق الحياة بطولها ، وسنحب ما أعطي لنا اليوم منتظرين ما سيحمله الغد بمنتهى الأمل .

 

يمكن أن نسمي البنود المتقدمة اهدافاً، والمرور منها يعني وثبة عالية في حياتك الزوجية ، ما يمكنكما من التقدم على  درب النعيم وإن بطيئاً لكن من دون رجوع إلى الوراء بالمرة ،فالإفساح في المجال لشخص  ما  لكي يلج قلبك ، قد يكون أمراً بغيضاً بالنسبة إليك ، بل قد يكون مروعاً أحياناً ، لأنه يكشف  عن أشياء حميمة كائنة فيك .

 

من هنا يبدو ميلنا إلى المقاومة ، وهي التفسير النفساني لهربنا بسرعة وصفق الباب وراءنا قائلين ” لننسَ الأمر كله ” .

 

لذا قليلون هم الذين يتحلون بالصفات المطلوبة للوصول إلى الشفافية الأصيلة ، ولكنك أنت قادر على ذلك .لوح بيد محبة ، تبلغ المستويات الرفيعة التي يبلغها عادة الغائصون معاً في الأعماق .. أعماق الحب الزوجي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية