الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بتضييق الهوة بين الأغنياء والفقراء
قبل وصول سكان العالم لـ8 مليارات نسمة
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في افتتاحية صاغها قبل وصول العالم إلى 8 مليارات شخص، الأسبوع المقبل، قائلا: "ما لم نجسر الهوة المتسعة بين من يملكون ومن لا يملكون في العالم، فإننا نهيئ أنفسنا لعالم مليء بالتوترات وانعدام الثقة والأزمات والصراعات"، مستشهداً بمئات الملايين الذين يواجهون الجوع، والأعداد القياسية التي فرت، طلباً للإغاثة من الديون والمشقة والحروب وكوارث المناخ.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن "غوتيريش"، قوله إن حفنة فقط من المليارديرات يسيطرون على نفس القدر من الثروة الذي يسيطر عليه النصف الأفقر في العالم، في حين أن نسبة 1% الأكثر ثراء الأعلى تمتلك خُمس دخل العالم.
ويمكن لمواطني الدول الأكثر ثراءً أن يتوقعوا العيش لمدة تصل إلى 30 عامًا أطول من تلك الموجودة في أفقر البلدان.
وبالانتقال إلى أزمة المناخ المتسارعة والتعافي غير المتكافئ من فيروس كورونا، لاحظ "غوتيريش" أنه "نظرًا لأن العالم أصبح أكثر ثراءً وصحة في العقود الأخيرة، فقد نمت هذه التفاوتات أيضًا".
وأوضح: "نحن نتجه مباشرة نحو كارثة مناخية، بينما تستمر الانبعاثات ودرجات الحرارة في الارتفاع، وتجتاح الفيضانات والعواصف والجفاف بلدانا مدمرة لم تسهم بأي شيء تقريبًا في الاحتباس الحراري".
وحذر "غوتيريش" من أن التأخير والمأزق بشأن مجموعة من القضايا، من نزع السلاح النووي إلى الإرهاب والصحة العالمية، يثير "الغضب والاستياء ضد الدول المتقدمة" إلى نقطة الانهيار، مضيفا "يجب علينا كبح هذه الاتجاهات المدمرة، وإصلاح العلاقات وإيجاد حلول مشتركة لتحدياتنا المشتركة".
وضع الأمين العام للأمم المتحدة المسؤولية على الدول المتقدمة لاستخدام مؤتمر المناخ COP27 الجاري في مصر وقمة مجموعة العشرين في بالي الثلاثاء المقبل، لإجراء تغيير.
وقال: "آمل أن يشهد COP27 ميثاق تضامن مناخي تاريخي تتحد بموجبه الاقتصادات المتقدمة والناشئة حول استراتيجية مشتركة وتجمع قدراتها ومواردها لصالح البشرية"، وأضاف: "أملنا الوحيد يكمن في البلدان الأكثر ثراءً في تزويد الاقتصادات الناشئة الرئيسية بالدعم المالي والتقني للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري".
وحث الأمين العام القادة على الاتفاق على خارطة طريق وإطار مؤسسي لتعويض البلدان في الجنوب العالمي عن الخسائر والأضرار المرتبطة بالمناخ والتي تسبب بالفعل معاناة هائلة.
وأكد أنه يمكن اعتماد حزمة تحفيز خلال اجتماع مجموعة العشرين لتزويد تلك الحكومات بتخفيف الديون وإعادة الهيكلة.
واستغرق نمو سكان العالم 12 عامًا من 7 إلى 8 مليارات، لكنهم سيصلون إلى 9 مليارات في حوالي 15 عامًا، في عام 2037.
ونظرًا لأن البلدان ذات أعلى مستويات الخصوبة تميل إلى أن يكون لديها أدنى دخل للفرد، فقد أصبح النمو السكاني العالمي مركّزًا في أفقر دول العالم، ويعمل النمو السكاني على تضخيم الأثر البيئي للتنمية الاقتصادية، حيث يؤدي ارتفاع دخل الفرد إلى زيادة الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين.
ويمكن أن يساعد تباطؤ النمو السكاني على مدى عقود في التخفيف من الأضرار البيئية في النصف الثاني من القرن الحالي.
وفي الوقت نفسه، تستمر حرب أوكرانيا في تأجيج أزمات الغذاء والطاقة والتمويل المستمرة، ما يلحق الضرر الأكبر بالاقتصادات النامية، حيث يواجه الجنوب العالمي ديونًا ضخمة، وزيادة الفقر والجوع، والآثار المتزايدة لأزمة المناخ.











