طالبان تهدد المدافعين عن حقوق الإنسان بالاعتقال.. والأمم المتحدة تحذر

 طالبان  تهدد المدافعين عن حقوق الإنسان بالاعتقال.. والأمم المتحدة تحذر

 

كشفت خبيرة مستقلة في الأمم المتحدة عن أن المدافعين عن حقوق الإنسان في أفغانستان يقولون إنهم يعانون حالياً من الخوف والتهديدات، نتيجة الأوضاع السائدة في البلاد.

 

من جانبها، دعت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور، إلى استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، مؤكدة أن الخطر الذي يحدق بهم حقيقي جداً.

 

وأضافت: “يخبرني المدافعون عن تهديدات مباشرة، بما في ذلك تهديدات ضد النساء، بالضرب والاعتقال والاختفاء القسري وقتل المدافعين”.

 

وتابعت لولور أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم الذين يوثقون جرائم الحرب، والنساء، ولا سيما المحامون الجنائيون، والمدافعون عن الحقوق الثقافية، وخاصة أولئك الذين يعملون في قطاعات محظورة مثل العروض الموسيقية، وغيرهم من الأقليات.

 

وقالت إن بعضهم اضطروا لحذف بياناتهم على الإنترنت للتهرب من تحديد الهوية، مشيرين إلى أن طالبان تستخدم طرقاً أخرى للعثور عليهم، حيث تم التعرف على أحد المدافعين من إصابة في ساقه.

 

مداهمات لمقراتهم

وكشفت لولور عن أن عناصر من حركة طالبان داهموا مكاتب منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، بحثاً عن أسماء وعناوين وجهات اتصال.

 

وقالت خبيرة الأمم المتحدة: “العديد من المدافعين معروفون جيداً في مجتمعاتهم المحلية، لا سيما في المناطق الريفية، وقد غادروا المدن من أجل إخفاء هوياتهم، ولكن حتى هناك، اضطروا إلى تغيير مواقعهم باستمرار. لقد فقد معظمهم أيضا مصدر دخلهم، مما حد من خياراتهم للعثور على الأمان”.

 

دعم فوري

 

ودعت لولور المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل وتقديم دعم فوري، بما في ذلك خطة لإجلاء الأشخاص المعرضين لخطر كبير، إلى جانب عائلاتهم. مضيفة أن “هؤلاء هم الأشخاص الذين ناضلوا لمدة 20 عاما من أجل النهوض بحقوق الإنسان في البلاد والآن يشعرون بأنه تم التخلي عنهم”.

 

وشددت الخبيرة على ضرورة بذل المزيد من الجهد لتوفير تأشيرات ووثائق سفر وطرق للحصول على اللجوء لمئات من المدافعين المعرضين للخطر.

 

شهادات المؤلمة

وتلقت المقررة الأممية شهادات عبر الإنترنت من نحو 100 من المدافعين عن حقوق الإنسان في أفغانستان، حيث أخبرتها ناشطة أنه يتم اعتقال 5 أو 10 أشخاص كل يوم، وتخشى العائلات من أن يتم التعرف عليها. وقالت أخرى إنها لا تستطيع مغادرة منزلها والذهاب إلى المكتب. وقالت إن أشخاصاً مثلها “يتم تشويه سمعتهم ووصفهم بأنهم عملاء أجانب”.

 

مستقبل مظلم      

ومن بين الشهادات التي تلقتها المنظمة، شهادة ناشط آخر قال إنه “لا يمكن توقع أن تلتزم طالبان بوعدها” وإن “المستقبل يبدو مظلما”.

 

فيما أكد مدافع آخر أنه تم الإفراج عن 38 ألف سجين، بعضهم يعاني من مشاكل مع العاملين في مجال العدالة وسيادة القانون، وهم الآن “يشكلون تهديدا مباشرا على المدافعين عن حقوق الإنسان”.

 

غياب للسلطة

وأوضحت المقررة الأممية أنها عانت التهميش إلى جانب المدافعين عن حقوق الإنسان في أفغانستان، وشعرت بالعجز وغياب السلطة بعد تلقيها شكوى من أم بكت من تعذيب طالبان لطفلها البالغ من العمر 12 عاما، وطلبت المساعدة.

 

وقالت “لقد اعتقدت أنه حتى الآن يمكننا الدفاع عن حقوق أطفالهم، ولكن ما لم يكن واضحا بالنسبة للأم هو أنه لم يعد لدي المزيد من السلطة والقدرة على الدفاع عنها وعن ابنها؛ لأنه تم تهميشي أنا شخصيا إلى جانب المدافعين عن حقوق الإنسان”.


موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية