«في عصر التعليم عن بعد».. ما مصير ملايين الطلاب في الدول الفقيرة؟
«في عصر التعليم عن بعد».. ما مصير ملايين الطلاب في الدول الفقيرة؟
فرضت جائحة “كوفيد-19” الإغلاق التام للمدن في أكثر من 188 دولة، ما أجبر الحكومات على المسارعة في خوض تجربة التعليم عن بعد، بدلا من الحضور إلى المدارس؛ سعيا منها لمنع انتشار الفيروس بين الأطفال.
وتلقى نحو 25 % من طلاب المدارس حول العالم تعليمهم عن بعد خلال عامي الجائحة، وفقاً لإحصاءات اليونيسف لعام 2020، لكن ماذا عن البقية؟
الحرمان من التعليم
أظهر تقرير جديد لليونيسف وجود ما لا يقل عن 200 مليون طالب مدرسي يعيشون في بلدان منخفضة الدخل غير مستعدة للجوء إلى التعلّم عن بُعد في حالات إغلاق المدارس الطارئة.
ومن بين هؤلاء الطلاب، حُرم نحو 102 مليون طالب من أي نوع من التعليم، حيث بقيت المدارس مغلقة تماماً أو جزئياً لمدة لا تقل عن نصف مدة جائحة كوفيد-19.
تقدم بطيء
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور: “حتى في وسط حالة طارئة جارية، نحن نعلم أن ثمة حالة طارئة أخرى قادمة، بيد أننا لا نحقق تقدماً كافياً لضمان أن الطلاب لن يُجبروا على مغادرة مدارسهم في المرة المقبلة، وضمان توفير خيارات أفضل لهم”.
البلدان الأكثر حاجة
ووفقاً لتقرير المنظمة فإن البلدان الأكثر حاجة لتحسين قطاع التعليم هي كل من إثيوبيا، وبنين، وبوروندي، وتوغو، وكوت ديفوار، والكونغو، ومدغشقر، وملاوي، والنيجر.
وحذّر التقرير من ازدياد الوضع سوءاً، أكثر مما تشير إليه البيانات الحالية، بسبب انعدام المساواة في إمكانية الوصول إلى “التعلم عن بعد”.
استعداد متفاوت للدول
وبينت نتائج تقارير كشفت عنها اليونيسف أن 31 دولة في العالم لا تمتلك أي استعداد لتطبيق نظام التعلم عن بُعد، و17 بلداً آخر يمتلك قدرة متوسطة من الاستعداد، فيما حقق 19 بلداً مستوى فوق المتوسط من حيث إمكانية تطبيق النظام.
وعلقت المنظمة على هذه النتائج بالقول: “على الرغم من ذلك، وحتى ضمن البلدان التي أحرزت درجات مرتفعة على المؤشر، ثمة تفاوت ضمن البلدان، ما يعني أن الأرجحية أكبر بكثير أن يخسر الأطفال الذين يعيشون في الأسر المعيشية الأشد فقراً أو في المناطق النائية تعليمهم أثناء إغلاقات المدارس”.
مخاطر مناخية
وأوضحت المنظمة أن الأمر لا يتوقف على جائحة كوفيد-19، إذ يمكن للأزمات الأخرى، من قبيل الأزمات الناتجة عن تغيّر المناخ، أن تؤثر على إمكانية الحصول على التعليم. حيث يواجه 23 بلداً حول العالم خطر التعرض لكوارث مناخية وبيئية، ما يحرم 196 مليون طالب مدرسة من تلقي التعليم أثناء الطوارئ لعدم توفر إمكانية التعلم عن بعد.
بارقة أمل
شددت اليونيسف على ضرورة التعاون الدولي لمنح فرص متساوية للطلاب في كل أنحاء العالم في تلقي تعليمهم في الظروف كافة.
ومن جانبها، أطلقت المنظمة مبادرة “رؤية جديدة للتعليم”، لتوفير أنظمة التعليم الرقمي لـ3.5 مليون طالب في دول منخفضة الدخل بحلول عام 2030. ولتحقيق هذا الهدف، طورت المنظمة منصة “جواز سفر التعلّم”، وهي منصة تعلّم عالمية تم تطويرها بالتعاون مع شركة “مايكروسوفت” لدعم تعليم 1.6 مليون طالب أثناء إغلاق المدارس.
إضافة إلى ذلك، أطلقت المنظمة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات مبادرة “جيجا” الهادفة لربط كل مدرسة بشبكة الإنترنت.
وحتى أكتوبر الماضي، تمكنت المبادرة من وضع خريطة لمليون مدرسة في 41 بلداً وربطت أكثر من 3000 مدرسة تتوزع على 4 قارات، ما عاد بالفائدة على 700.000 متعلم.