التضخم في بريطانيا يسجل أعلى مستوى منذ 41 عاماً
التضخم في بريطانيا يسجل أعلى مستوى منذ 41 عاماً
كشفت بيانات اقتصادية نُشرت مؤخرا في بريطانيا، أن ارتفاع فواتير الطاقة المنزلية وأسعار المواد الغذائية دفع معدل التضخم في المملكة المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 41 عاما في أكتوبر.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، اليوم الأربعاء، إن المعدل السنوي لتضخم أسعار المستهلكين ارتفع إلى 11.1% في أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 1981، من 10.1% في سبتمبر، وفق رويترز.
وجاءت الزيادة أعلى من توقعات اقتصاديين في استطلاع أجرته رويترز بارتفاع معدل التضخم إلى 10.7 بالمئة.
وقال المكتب إن التضخم كان من الممكن أن يرتفع إلى 13.8% تقريبا في أكتوبر، لو لم تتدخل الحكومة لوضع حد أقصى لفواتير الطاقة المنزلية عند 2500 جنيه إسترليني (2960.25 دولار) في المتوسط سنويا.
وأفاد بأن أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية زادت بأسرع معدل منذ عام 1977.
جاء ذلك، قبل يوم من إعلان وزير المالية البريطاني جيريمي هنت عن زيادات ضريبية وخفض الإنفاق للسيطرة على زيادة الأسعار.
وتعليقا على البيانات، قال هنت -الذي من المقرر أن يطرح الخطوط العريضة لميزانية جديدة غدا الخميس- إن التصدي لارتفاع الأسعار يتطلب قرارات “صعبة لكن ضرورية”.
وأضاف هنت في بيان “من واجبنا مساعدة بنك إنجلترا في مهمته لإعادة التضخم إلى النطاق المستهدف من خلال معالجة شؤون المالية العامة للبلاد بمسؤولية”.
وقال مكتب الإحصاءات إن الأسر ذات الدخل المنخفض تتضرر بشكل أكبر من التضخم مقارنة بالأسر الأغنى، إذ تستهلك تكاليف الطاقة والغذاء نسبة أكبر من نفقاتها.
وأضاف أن الأسر ذات الدخل الأقل واجهت معدل تضخم يبلغ 11.9%، مقابل 10.5% لأصحاب الدخل الأعلى.
وتشهد بريطانيا ودول أوروبا ارتفاع التضخم، حيث أعاقت الحرب الروسية في أوكرانيا إمدادات الطاقة والمواد الغذائية الأساسية مثل القمح.
وارتفعت الأسعار بالفعل قبل الحرب، حيث أدى التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة كوفيد-19 إلى طلب قوي من المستهلكين.
دفعت أسوأ أزمة غلاء معيشة تشهدها بريطانيا منذ أجيال كثيراً من سكان برادفور في شمال إنجلترا نحو مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لاستلام حصص توصف بأنها "إنقاذية"، فيما خرج آلاف المواطنين في وسط العاصمة البريطانية "لندن"، احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة.
وأدى ارتفاع أسعار الوقود إلى تفاقم أزمة كلفة المعيشة للأسر البريطانية، التي تعاني من ارتفاع فواتير الطاقة وأعلى معدل تضخم خلال 4 عقود.
وارتفعت أسعار الديزل في المملكة المتحدة بسبب قرار الدولة حظر شحنات الوقود من روسيا، وهو ما زاد من حالة الاستياء لدى شريحة كبيرة من فئات الشعب البريطاني التي لا يسمح دخلها بمواكبة التضخم وارتفاع الأسعار.