تمديداً للتفاوض.. قمة المناخ "cop 27" في اختبار تحديات تنفيذ الوعود

تمديداً للتفاوض.. قمة المناخ "cop 27" في اختبار تحديات تنفيذ الوعود

رغبة في عدم خروجها خالية الوفاض، قرر المجتمعون بالقمة العالمية للمناخ "cop 27" تمديد أعمالها ليوم آخر، لحسم الخلافات بشأن تمويل الأضرار التي تتكبدها الدول الفقيرة جراء التغير المناخي.

والجمعة، كان من المفترض أن تصل قمة المناخ إلى محطتها الأخيرة، بعد مناقشات وحوارات بين مختلف الجنسيات دامت أكثر من 12 يوما، لكن تقرر تمديدها إلى يوم آخر لتنتهي يوم غدٍ السبت.

وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، تمديد مؤتمر المناخ بشرم الشيخ إلى يوم غدٍ السبت، لمحاولة حسم القضايا الخلافية والتي لم تصل بعد إلى اتفاقات مرضية بين الأطراف المشاركة.

ويهدف التمديد إلى حسم الخلافات التي تجتاح المشاركين في القمة بشأن تعويض الأضرار الناجمة عن التغير المناخي ووفاء الدول الغنية بالتزاماتها تجاه الدول الفقيرة، والتي لم تحسمها طاولة المفاوضات خلال الأيام الماضية.

وتطلعا منه إلى رأب صدع الخلافات، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "الثقة مفقودة بين دول الجنوب والشمال (..) والطريقة الأنجع لإعادة بناء الثقة هي إيجاد اتفاق طموح وموثوق حول الخسائر والأضرار والدعم المالي للدول الفقيرة".

ووافقت دول الشمال التي تحفظت لفترة طويلة على فتح مفاوضات محددة حول هذه المسألة، على إدراجها رسميا للمرة الأولى على جدول أعمال cop 27، إلا أنها طالبت بأن تستمر المباحثات فترة أطول. 

وتعثرت مفاوضات القمة الحالية حول الوفاء بالتزامات تمويل التكيف في الدول النامية وخفض الانبعاثات المسؤولة عن الاحترار الكوني، فيما تسعى لتعزيز مصادر الطاقة المتجددة وإعادة تأكيد أهداف اتفاق باريس للمناخ.

وتحدد اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، هدفاً يتمثل في الحفاظ على متوسط ارتفاع لدرجة الحرارة العالمية، ضمن "حدود آمنة" أقل بكثير من درجتين مئويتين وهي الدرجة التي كانت سائدة في ما قبل الصناعة الكثيفة وتحددت في أقل من واحد ونصف درجة مئوية.

ووفق تقارير إعلامية أجنبية، جرت المفاوضات المالية في قمة المناخ بأجواء من التشكيك والريبة، لا سيما في ظل فقدان الثقة بالتزام الدول الغنية بزيادة التمويلات للدول النامية بشأن التكيف، وخفض انبعاثات الغازات إلى 100 مليار دولار اعتبارا من 2020.

بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن القضايا الخلافية تحتاج إلى الإرادة السياسية العالمية، حتى تجد طريقها بالكامل إلى غرف التفاوض في قمة المناخ "cop 27".

وأضاف شكري: "العالم ينتظر منا أن نظهر الجدية التي نتعامل بها مع هذه المسألة، وكمجتمع من الدول يجب علينا أن نرقى إلى مستوى توقعاتهم".

وقال تحالف العدالة المناخية لعموم إفريقيا "باكجا"، في بيان الجمعة، إن مخرجات قمة المناخ "cop 27" لم ترتقِ إلى مستوى تطلعات القارة السمراء أو تلبي إلحاح كارثة المناخ بالعالم.

وبحسب البيان، فإن "نتائج قمة المناخ جاءت على عكس ما توقعته إفريقيا، ما يترك ملايين الأفارقة في معاناة مستمرة متعلقة بالمناخ"، إذ قال المدير التنفيذي للتحالف ميثيكا مويندا "لسوء الحظ  فإن نهاية مؤتمر الأطراف تعتبر بمثابة صدمة".

وخلال السنوات الماضية، شهدت العديد من الدول الإفريقية النامية، كوارث بيئية عديدة مرتبطة بتغير المناخ من فيضانات وحرائق غابات وموجات جفاف تؤثر على المحاصيل الزراعية، رغم أنها الأقل إسهامات في الانبعاثات الغازية الضارة بالعالم.

وإزاء هذه الكوارث الطبيعية، تطالب دول جنوب الكرة الأرضية خلال مؤتمر المناخ، بالتوصل إلى اتفاق مبدئي لإنشاء صندوق مكرس فقط للتعويض عن هذه "الخسائر والأضرار".

ويهدف مؤتمر الأطراف حول المناخ، الذي نظمته الأمم المتحدة في شرم الشيخ بمصر، إلى زيادة التزامات حوالي 200 دولة مشاركة في الحد من هذه الانبعاثات الحرارية الضارة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية