فتاة إيزيدية ظنت أنها لن تنجو من داعش… فشيدت قبرها

فتاة إيزيدية ظنت أنها لن تنجو من داعش… فشيدت قبرها

 

انهار تنظيم داعش الإرهابي.. لكنه ترك في العالم أبشع وأقسى صور التعذيب, والدمار, والموت.. كهذه الصورة المؤثرة لإيزيدية في مقتبل العمر تجلس بجانب قبرٍ عليه لافتة تحمل اسمها “سيبان خليل إسماعيل”.. فما قصتها؟

 

بداية المعاناة

 

قصة سيبان هي قصة آلاف الفتيات الإيزيديات، وتبدأ فصولها المؤلمة في الثالث من أغسطس 2014، حين اختطف مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي الطفلة سيبان، ابنة الـ14 عاماً، من قريتها “كوجو” في قضاء سنجار غربي مدينة الموصل وفقاً لما رواه موقع سكاي نيوز عن قصة سيبان.

واحتجز المقاتلون سيبان مع عدد كبير من سكان القرية في المدارس قرابة أسبوعين، وتم فصل النساء والفتيات عن الرجال وتصفيتهم دون رحمة ومنهم والد وشقيق سيبان وفق ما ذكرته في مقابلة لها مطلع أغسطس الماضي مع مصدر إيزيدي.

 

أسواق للاستعباد

 

جرى نقل الفتيات إلى “أسواق الاستعباد الجنسي” في مدينة الرقة السورية حيث تم احتجاز سيبان مع آلاف المختطفات، في سجون في المدينة لثلاثة أيام، وفي اليوم الثالث بدأ فصل آخر لن يُمحى من ذاكرة الطفلة سيبان، حيث زار السجن عشرات المقاتلين يرأسهم داعشي برتبة “أمير”، يكنى بأبي محمد العدادني، وكان نائباً لـ”أبوبكر البغدادي”، الخليفة المزعوم.

 

وزع “العدادني” الفتيات على حاشيته من المقاتلين، واختار لنفسه سيبان وفتاة أخرى ونقلهما إلى جحيم منزله حيث عاشت الطفلة هناك لقرابة الثلاث سنوات مع معاناة الاغتصاب رغم صغر سنها.

 

تفاقمت مأساة سيبان بعد أن قام “العدادني” بتقديمها هدية لـ”أبوبكر البغدادي” وأقامت في منزله نحو نصف عام ذاقت خلاله الاستعباد والظلم والضرب المبرح من قبل البغدادي وزوجاته.

 

 

الزواج من داعشي

 

ترك البغدادي “سيبان” للبيع في سوق نخاسة مدينة الرقة، وهناك اختارها داعشي آخر للزواج في محكمة المدينة وعتقها من الاستعباد بحسب النظام المتبع آنذاك.

عاشت ابنة الـ18 عاماً مع زوجها نحو ثلاث سنوات في مدينة الرقة التي شهدت غارات جوية عنيفة، حيث أصيبت في إحدى الغارات في بطنها وأنقذتها العناية الإلهية من موت محقق.

 

القبر الرمزي

 

وفي أحد الأيام التقت “سيبان” صدفة شقيقها المختطف في الرقة، وطلبت منه في حال تحرر وعاد إلى “كوجو” أن يقيم قبراً رمزياً باسمها حيث لم تمتلك أملاً بالعودة أبداً.

وتمكن شقيقها من التحرر لاحقاً وأبلغ أهلها بطلبها وهو ما تحقق فعلاً بناء على رغبة “سيبان”.

 

انهيار الخلافة.. والحرية

بعد مواجهات وغارات شديدة مع قوات التحالف الدولي، بدأ انهيار تنظيم “داعش” الإرهابي، ومع انهياره ظهرت شبكات من المهربين الذين ساعدوا المئات من مقاتلي داعش وعائلاتهم على الهروب إلى العراق ولبنان مقابل أجور خيالية، ومنهم “سيبان” وزوجها الداعشي.

 

وفي الطريق إلى لبنان مروراً بدرعا لقي زوجها والمهرب مصرعهما في انفجار لغم أرضي، وأصيبت سيبان في قدميها إلا أنها استطاعت السير لساعات طويلة بحثاً عن أقرب قرية في درعا، وهناك لجأت إلى إحدى العائلات التي قامت بمعالجتها وحمايتها لعام كامل، وساعدتها على إيجاد عائلتها حتى تمكنت من العثور على صفحة شقيقها.

 

البيت الإيزيدي.. والهروب

وبالتنسيق مع شقيقيها والبيت الإيزيدي، استطاعت سيبان الهروب إلى دمشق، ومن هناك سافرت إلى مدينة القامشلي، ثم الحسكة وأقامت عدة أيام لدى البيت الإيزيدي في المدينة، وبعدها دخلت سنجار وعادت إلى عائلتها.

 

“لن أعود للقرية”

في مقابلة مصورة لمصدر إيزيدي مطلع أغسطس الماضي، قالت سيبان إن سعادتها لا توصف بالكلمات بعد انقضاء الكابوس الذي عاشته لسبع سنوات.

وأضافت أن فرحتها ينقصها لقاؤها بوالدتها التي هربت إلى ألمانيا مع أفراد عائلتها المتبقين.

وعندها سؤالها عن عودتها للقرية أكدت سيبان أنها لن تعود أبداً، قائلة: “صعب أشوف قبر والدي وأخي، صعب أشوف القرية مدمرة، لا أريد تذكر اليوم الأسود”.

 


موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية