تقرير أممي: 1.3 مليون شخص يلقون حتفهم كل عام بسبب مقاومة مضادات الميكروبات

تقرير أممي: 1.3 مليون شخص يلقون حتفهم كل عام بسبب مقاومة مضادات الميكروبات

أطلقت 4 وكالات أممية منصة الشراكة المتعددة لأصحاب المصلحة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، بالتزامن مع الأسبوع العالمي للتوعية بشأن مضادات الميكروبات، وذلك بهدف ضمان التحرك العالمي في مواجهة التهديدات والآثار المتزايدة الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات، حيث تشير التقديرات إلى أن 1.3 مليون شخص حول العالم يلقون حتفهم كل عام بشكل مباشر جراء مقاومة مضادات الميكروبات.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، فإن المنظمات الأربع هي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

وكثفت الوكالات الأربع جهودها بشأن هذه المبادرة من أجل إبراز التهديد الذي تشكّله مقاومة مضادات الميكروبات بالنسبة إلى الإنسان والحيوان والنبات والنظم الإيكولوجية وسبل العيش.

وقال مدير عام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إن هذه المنصة ستؤدي دورا حيويا في إبراز ما تتسم به معالجة مقاومة مضادات الميكروبات من أهمية وإلحاح بموازاة بناء الزخم السياسي والدعم العام والحفاظ عليهما، وستساعد على دفع عجلة التنسيق العالمي بحيث تكون استجابتنا الجماعية أكثر استراتيجية واستدامة وكفاءة من حيث استخدام الموارد.

وتمثل منصة الشراكة الجديدة منتدى شاملا ودوليا يجمع أصواتا من جميع المجالات والقطاعات والمنظورات من خلال نهج صحة واحدة الشامل والمطبق على نطاق المنظومة، بهدف تكوين رؤية مشتركة تلبي الحاجة إلى تحسين تنسيق الجهود التي يبذلها عدد كبير من أصحاب المصلحة.

كما تمثل المنصة طريقة من أجل مضاعفة الجهود الجماعية الرامية إلى إنقاذ ملايين الأرواح والحفاظ على فعالية مضادات الميكروبات لصالح أجيال الحاضر والمستقبل عن طريق استخدامها على نحو مستدام.

وستقوم المنصة الجديدة بإشراك أصحاب المصلحة عبر نطاق نهج صحة واحدة وتزويدهم بمقومات التمكين بطريقة شاملة وشفافة لتكوين توافق في الآراء بين أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص بشأن الرؤية العالمية حيال مقاومة مضادات الميكروبات واكتساب المعارف لتعزيز فهم جماعي للتحديات والفرص الناشئة عن مقاومة مضادات الميكروبات واتخاذ إجراءات متعددة وعلى أصحاب المصلحة بغية احتواء مقاومة مضادات الميكروبات ومكافحتها وعكس مسارها تماشيا مع خطة العمل العالمية وخطط العمل الوطنية.

وقالت المديرة العامة للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، مونيك إليوت: إنه "يمكننا أن نتغلّب على مقاومة مضادات الميكروبات عن طريق الشراكات ونماذج التعاون المناسبة.. وقد حان وقت العمل.. ونحن نبذل قصارى جهدنا لحماية الجميع من التهديد الذي تشكّله مقاومة مضادات الميكروبات".

وتشير التقديرات إلى أن 1.3 مليون شخص حول العالم يلقون حتفهم كل عام بشكل مباشر جراء مقاومة مضادات الميكروبات، وقد يرتفع هذا العدد بشكل هائل إن لم تُتخذ إجراءات بهذا الشأن، ما من شأنه أن يفضي إلى زيادة تكاليف الصحة العامة ويدفع بالمزيد من الناس إلى هوة الفقر، لا سيما في البلدان المنخفضة الدخل، وهذا ما يبرز الحاجة إلى هذه المنصة لحشد المزيد من الجهود المنسقة.

وتؤدي المضادات الحيوية وغيرها من مضادات الميكروبات دورا رئيسيا في نجاح الطب الحديث وأسفرت عن تحسين مستوى صحة الإنسان والحيوان إلى حد كبير، ولكن ظهر أن استخدامها على نحو مفرط وسيئ قد أضعف فعاليتها، فزاد عدد مسببات الأمراض التي طورت قدرتها على البقاء وتحمّل مضادات الميكروبات المصممة من أجل القضاء عليها.

وتظهر مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتوقف البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات عن الاستجابة للعوامل المضادة للميكروبات، ونتيجة لمقاومة العقاقير، تصبح المضادات الحيوية والعوامل الأخرى المضادة للميكروبات غير فعالة، ما يجعل من الصعب أو المستحيل معالجة العدوى ويزيد من خطر انتشار الأمراض وحالات الاعتلال الشديد والوفاة.

وعلاوة على ذلك، يعتمد 1.3 مليار شخص على الثروة الحيوانية و20 مليون شخص على تربية الأحياء المائية من أجل كسب لقمة عيشهم، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ويؤدي انتشار سلالات مسببات الأمراض المقاومة لمضادات الميكروبات إلى إلحاق أضرار جسيمة بسبل عيشهم، حيث إنها تزيد من معاناة الحيوانات وخسارتها، كما أنّ رش المحاصيل بالمبيدات، فضلًا عن التخلص غير الصحيح من الأدوية غير المستخدمة أو منتهية الصلاحية والنفايات الناجمة عن الصناعات والمجتمعات المحلية، كلّها مسائل يمكن أن تؤدي إلى تلوث التربة وجداول المياه، التي تنشر العوامل التي تحفز الكائنات الحية الدقيقة غير المرغوب فيها على تطوير مقاومة للأدوات المصممة من أجل احتوائها والقضاء عليها.

وقال مدير عام منظمة الفاو، شو دونيو: "إن مقاومة مضادات الميكروبات تهدد صحة الحيوان وسلامة الأغذية والأمن الغذائي والازدهار الاقتصادي والنظم الإيكولوجية في مختلف أنحاء العالم، ولا بدّ للعالم من أن يوحد جهوده الآن من أجل الحيلولة دون ظهور أمراض مقاومة للأدوية والحد من تداعياتها".

ومن جانبها، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أنغر أندرسن، إنه "لا يمكن فهم التحديات التي تفرضها مقاومة مضادات الميكروبات أو مواجهتها بمعزل عن مواجهة الأزمات التي تعصف بكوكبنا، ممثلة في أزمة تغير المناخ وأزمة فقدان التنوع البيولوجي وأزمة التلوث والنفايات وغيرها، وجميعها أزمات سببتها الأنماط غير المستدامة في الاستهلاك والإنتاج".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية