مباراة أمريكا وإيران في كأس العالم.. اللعب خارج أسوار السياسة

مباراة أمريكا وإيران في كأس العالم.. اللعب خارج أسوار السياسة

اشتعلت المواجهة بين أمريكا وإيران، بسبب المشهد السياسي والثقافي الذي يحيط بمباراة حاسمة في المجموعة الثانية من كأس العالم في قطر 2022.

بعد ساعات قليلة ستحسم المعركة الكروية، حيث ينتظر المنتخب الإيراني مواجهة حامية أمام نظيره منتخب أمريكا، في المباراة التي تجمعهما ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الثانية ببطولة كأس العالم قطر 2022، تحت شعار "الفائز مولود.. والخاسر مفقود".

ما يزيد اشتعال المعركة أكثر، أن الفائز سيتأهل للدور الثاني بينما سيودع الخاسر منافسات المونديال. 

وبعيدا عن كون المباراة حاسمة في مشوار الفريقين في المونديال، إلا أن هناك عاملًا آخر يزيد من اشتعالها وهو الخلافات السياسية بين البلدين، إذ دائمًا ما تكتسي المواجهات الرياضة بين إيران وأمريكا بثوب السياسة، خاصة أن طهران وواشنطن قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينها منذ عام 1980، بعد سنة من الثورة الإسلامية بقيادة الخميني.

والسؤال، وسط ترقب جماهيري ومناوشات بين الفريقين بدأت مبكرًا، هل تستطيع كرة القدم أن تصلح ما أفسدته السياسة؟

مناوشات على مستوى المدربين

المناوشات بدأت باكرًا على صفحات التواصل الاجتماعي قبل بداية المعركة الكبرى في الملاعب بين المدربين.

حيث هاجم يورجن كلينسمان مدرب منتخب أمريكا وألمانيا السابق، منتخب إيران ومدربه كارلوس كيروش قائلا: "كارلوس مناسب جدا لإيران ولثقافتهم، لقد فشل في أمريكا الجنوبية مع كولومبيا، ثم فشل في التأهل لكأس العالم مع مصر، وعاد لإيران قبل بداية البطولة مباشرة، وهو المكان الذي عمل فيه لمدة طويلة".

فيما رد كارلوس كيروش مدرب منتخب إيران على الهجوم، مشيرًا إلى أن تصريحات كلينسمان هي عار على كرة القدم.

وكتب كيروش رسالة لكلينسمان عبر حسابه على فيسبوك، وجاءت كالتالي: "عزيزي يورجن، لقد أخذت زمام المبادرة وناديتني بكارلوس لذلك من المناسب أن أناديك يورجن صحيح؟".  

وتابع: "حتى لو لم تعرفني بشكل شخصي، ولكنك شككت في شخصيتي بحكم متحيز، وبغض النظر عن مدى احترامي لما فعلته داخل الملعب، فإن هذه التصريحات حول ثقافة إيران والمنتخب واللاعبين هي وصمة عار على كرة القدم". 

الكلام فهم خارج السياق

وأضاف: "لا أحد يستطيع أن يشكك بنزاهتنا إن لم يكن في مستوانا بالطبع، وعلى الرغم من قول ذلك نود أن ندعوك إلى زيارة معسكرنا كضيف والتواصل مع لاعبي إيران والتعلم منهم عن البلد والشعب والشعراء والفن والجبر وكل جيل الألفية الثقافية الفارسية وأيضا الاستماع من لاعبينا عن مدى حبهم لكرة القدم واحترامهم لها". 

وشدد: "كشخص أمريكي/ ألماني نحن نتفهم عدم دعمك لنا، لا مشكلة، وعلى الرغم من ملاحظاتك الفاضحة على (بي بي سي) التي تحاول تقويض جهودنا وتضحياتنا ومهارتنا فإننا نعدك بأننا لن نصدر أي أحكام بشأن ثقافتك وجذورك وخلفيتك وأنك ستكون دائما موضع ترحاب في عائلتنا"، وأتم: "في الوقت نفسه نريد فقط أن نتابع باهتمام كامل قرار فيفا بشأن منصبك كعضو لمجموعة الدراسة الفنية لقطر 2022 لأنه من الواضح أننا نتوقع منك الاستقالة قبل زيارة معسكرنا".

اشتعال السوشيال ميديا

واشتعلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالتراشق والسخرية في انتظار المباراة الحاسمة، وكانت أكثر التغريدات ترمي ساخرة من مآرب أمريكا وإيران من اليمن والعراق.

وقال حمد محمد عبر صفحته الشخصية على موقع" تويتر": أول مرة يلعبوا خارج اليمن".

فيما غرد آخر:" أول مرة في التاريخ ستقام اليوم مباراة بين أمريكا وإيران خارج الأراضي العراقية. نتمنى ألّا يتضرر العراق من هذه المباراة".

وقال أحمد مطر عبر صفحته على"تويتر": "اضبط ساعتك واستعد لحرب عالمية ثالثة، فصل جديد من فصول الحرب الباردة بين العدوين اللدودين أمريكا وإيران ولكن هذه المرة في كأس العالم قطر 2022 في مباراة ستكون حاسمة على الصعود".

Aucune description disponible.

وغرد عز الوحيشي عبر صفحته الشخصية على موقع "تويتر": "نتيجة مباراة أمريكا وإيران اليوم حسب رؤية ألينا رومانوسكي لن تكون سبباً في تفرقة الدولتين، بل لا تتعدى أن تكون  وسيلة لجمعهما على حب اللعبة. اليوم مباراة أمريكا وإيران ومن جمال كرة القدم وروعتها، أنه لا توجد شعارات رنانة ولا لعب من تحت الطاولة ولا اتفاقات من خلف الكواليس ولا عنتريات من الطرفين للتغرير والتدليس، مواجهة حقيقية بينهم ربما هي الأولى بعيدا عن دجلهم علينا في الواقع البائس".

لا دخل للكرة بالسياسة

بدورها، علقت الناقدة والمحللة الرياضية، نجوى مصطفى قائلة، إن سياسة الفيفا تقتضي إبعاد القضايا السياسية عن كرة القدم، وبرز ذلك في رفض الفيفا دعم بعض الفرق للمثليين، معللة ذلك بأن الملاعب لكرة القدم فقط، فلا تسحبوها لما هو خارج البساط الأخضر، وعليه نؤكد كما يؤكد كثير من المحللين أن المباراة ليس لها علاقة بالتوترات السياسية بين البلدين، ولن تخرج عن كونها مباراة كرة قدم وإن كان متوقعًا أن تكون ملتهبة وقوية.

وأضافت كابتن نجوى في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، أجمع يورجن كلينسمان وكارلوس كيروش مدربا الفرقين، على أنها مباراة من 90 دقيقة سيصفق بعدها الخاسر للفائز وسيحترم الفائز الخاسر، كما أن منتخب إيران فرصه أكبر من حيث احتياجه للفوز أو تعادل إنجلترا وويلز، بعكس منتخب أمريكا الذي فرصته الوحيدة في الفوز فقط، وبعيدًا عن السياسة فإن المباراة ستكون معركة حامية الوطيس.

Aucune description disponible.

وعن الجماهير استكملت: الرؤيا السياسية هي المسيطرة على المشهد، والجميع في البلدين ينتظر فوز فريقه انتصارًا لزعامة مزعومة وأحقية بديهية، هي معركة الفوز فيها انتصار وخسارتها انكسار، ووسائل التواصل الاجتماعي مشتعلة منذ أمس وهناك تراشق كبير وواضح يليق بالتوترات السياسية بين البلدين.

ونفت الناقدة الرياضية، إمكانية حدوث مناوشات بين الجماهير نظرًا للتنظيم الجيد الذي أعدت له قطر البلد المستضيف، كذلك فإن هناك سيطرة أمنية تمنع وتوقف أي شغب أو عنصرية، ورأينا ذلك خلال الأيام الماضية، لن يخرج الأمر عن مجرد التراشق على السوشيال ميديا.

وأتمت: سبق للمنتخبين أن التقيا في كأس العالم 1998 الذي أقيم في فرنسا، ضمن منافسات المجموعة السادسة، وحققت إيران حينها فوزًا تاريخيًا 2-1، كان الانتصار الأول لها في النهائيات، حيث سجّل لإيران حينها حميد إستيلي ومهدي مهدفيكيا.

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية