الأمم المتحدة: الاستجابة الإنسانية في اليمن تحصد 55% “فقط” من التمويل المطلوب
الأمم المتحدة: الاستجابة الإنسانية في اليمن تحصد 55% “فقط” من التمويل المطلوب
أفادت الأمم المتحدة بأن الاحتياجات الإنسانية في اليمن تظل كبيرة للغاية على الرغم من انخفاض مستوى الأعمال العدائية هذا العام، وأنه على الرغم مع بقاء عدة أسابيع فقط على نهاية العام، تظل خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة باليمن –التي تتطلب 4.27 مليار دولار- ممولة بنسبة 55% فقط.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة عن ستيفاني ترمبلاي من مكتب المتحدث الرسمي عن آخر المستجدات في البلاد، خلال المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، قولها: "إن أكثر من نصف عدد السكان، (17 مليون شخص)، يواجهون انعدام أمن غذائي حاد، والملايين لا يزالون نازحين".
وأوضحت ترمبلاي نقلا عن الزملاء الإنسانيين أن الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد وانهيار الخدمات الأساسية هما المحركان الأساسيان للمعاناة في البلاد، إضافة إلى أن نصف جميع المرافق الصحية فقط تعمل بشكل كامل، وشبكة المياه في وضع حرج.
وشددت ترمبلاي على أنه يجب على المجتمع الإنساني أن يعمل بلا كلل لتسليم المساعدات للأكثر ضعفا، والتعامل مع عراقيل الوصول المتزايدة في العديد من المواقع في البلاد، والقيود على الحركة والتدخلات البيروقراطية وانعدام الأمن، مشيرة إلى أن كل ذلك يشكل تحديا على القدرة على تقديم المساعدات يوميا.
ومع بقاء عدة أسابيع فقط على نهاية العام، تظل خطة الاستجابة الإنسانية الخاصة باليمن –التي تتطلب 4.27 مليار دولار- ممولة بنسبة 55% فقط، وهو ما يمثل فجوة كبيرة بالنسبة للعمليات الإغاثية التي تدعم 10.5 مليون شخص شهريا بالمساعدات المنقذة للحياة.
وقالت ترمبلاي: "نحن ممتنون لجميع الجهات المانحة التي قدمت مساهمة على الرغم من الأزمات المتعددة التي تتطلب الاهتمام، ونحتاج إلى مواصلة الدعم لسكان اليمن".
أزمة سياسية ومعاناة إنسانية
ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 7 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.
ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.
وكان المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد أعلن أن أطراف النزاع "استجابت على نحو إيجابي" لمقترح الأمم المتحدة بشأن هدنة لمدة شهرين دخلت حيّز التنفيذ اعتباراً من الثاني من إبريل الماضي وتم تجديدها بعد انقضاء فترة الشهرين بموافقة جميع الأطراف.
فيما أخلّت ميليشيا الحوثي بالتزاماتها، بما في ذلك رفع حصارها المفروض على محافظة تعز وقامت بخرق الهدنة مرات كثيرة لتزيد من انتهاكاتها خلال الأسبوع الأول من أكتوبر الماضي برفض تجديد الهدنة الأممية.
وتسعى الأمم المتحدة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.