على هامش فعاليات "كوب 15".. غوتيريش يدعو لإبرام اتفاق سلام مع الطبيعة

على هامش فعاليات "كوب 15".. غوتيريش يدعو لإبرام اتفاق سلام مع الطبيعة

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إبرام اتفاق سلام مع الطبيعة وأن نورث أطفالنا عالما أفضل، وأكثر اخضرارا، وأكثر زرقة، واستدامة، جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي "كوب 15" المنعقد في مدينة مونتريال الكندية.

ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن غوتيريش، قوله إن هذا المؤتمر يدور حول المهمة الملحة لصنع السلام لأننا اليوم غير متناغمين مع الطبيعة، مشيرا إلى أن إزالة الغابات والتصحر يؤديان إلى خلق أراضٍ قاحلة من نظم إيكولوجية كانت مزدهرة ذات يوم.

وقال غوتيريش: "أرضنا ومياهنا وهواؤنا مسمومة بالمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية ومخنوقة بالبلاستيك.. أدى إدماننا للوقود الأحفوري إلى جعل مناخنا في حالة فوضى، من موجات الحر وحرائق الغابات إلى المجتمعات التي عطشت بسبب الحرارة والجفاف، أو التي غمرتها المياه ودمرت بسبب الفيضانات المرعبة".

ويعقد المؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي في الفترة من 7 إلى 19 ديسمبر الجاري، ومن المقرر أن يشهد المؤتمر اعتماد إطار التنوع البيولوجي العالمي، الذي يوفر رؤية استراتيجية وخارطة طريق عالمية للحفظ والحماية والاستعادة والإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية للعقد القادم.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن مؤتمر الأطراف الخامس عشر يمثل فرصتنا لوقف هذا الدمار، وللانتقال من الخلاف إلى الانسجام، وأشار إلى ثلاثة إجراءات ملموسة في سبيل إبرام ميثاق سلام مع الطبيعة.

أولا: يجب على الحكومات وضع خطط عمل وطنية جريئة عبر جميع الوزارات، من المالية والغذاء إلى الطاقة والبنية التحتية، تعيد تقديم الإعانات والإعفاءات الضريبية بعيدا عن الأنشطة المدمرة للطبيعة نحو حلول خضراء مثل الطاقة المتجددة، والحد من البلاستيك، وإنتاج الغذاء الصديق للطبيعة، واستخراج الموارد المستدامة.

ثانيا: يجب على القطاع الخاص أن يدرك أن الربح والحماية ينبغي أن يسيرا جنبا إلى جنب، ففي اقتصاداتنا المعولمة، تعتمد الشركات والمستثمرون على هدايا الطبيعة من جميع أنحاء العالم، لذلك من مصلحتها وضع الحماية أولا، وهذا يعني أن الصناعة الغذائية والزراعية تتجه نحو الإنتاج المستدام والوسائل الطبيعية للتلقيح ومكافحة الآفات والتسميد، أي يجب أن تكون الشركات والمستثمرون حلفاء للطبيعة وليسوا أعداء.

ثالثا: يجب على الدول المتقدمة أن تقدم دعما ماليا جريئا لبلدان الجنوب العالمي كحماة للثروة الطبيعية لعالمنا، حيث إنه لا يمكننا أن نتوقع من البلدان النامية أن تتحمل العبء بمفردها، فيجب على المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف مواءمة محافظها مع حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام.

وتابع غوتيريش: لقد أعطتنا هذه البيئات الطبيعية الكثير.. حان الوقت لرد الجميل"، محذرا من أن الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين يؤديان إلى زيادة الانبعاثات بشكل كبير، مما يؤدي إلى تدهور أرضنا وبحرنا وجونا.

وقال: "اليوم، تدهور ثلث مجموع الأراضي، مما يجعل من الصعب إطعام السكان المتزايد عددهم، بما في ذلك النباتات والثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك واللافقاريات، كلها معرضة للخطر، حيث إن مليون نوع يتأرجح على حافة هاوية (الانقراض)، ويؤدي تدهور المحيطات إلى تسريع تدمير الشعاب المرجانية التي تحافظ على الحياة والنظم الإيكولوجية البحرية الأخرى، ويؤثر بشكل مباشر على المجتمعات التي تعتمد على المحيطات في كسب عيشها".

وقال الأمين العام إن الشركات متعددة الجنسيات تملأ حساباتها المصرفية بينما تفرغ عالمنا من الهدايا الطبيعية، محذرا من أن النظم البيئية أصبحت مجرد أدوات من أجل الربح، مع تزايد شهيتنا التي لا حدود لها للنمو الاقتصادي غير المنضبط وغير المتكافئ، منوها بأن البشرية أصبحت سلاحا للانقراض الجماعي.

وحذر غوتيريش من أن فقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي يأتي بتكلفة بشرية باهظة، موضحا: "تكلفة نقيسها في فقدان الوظائف والجوع والمرض والوفيات.. تكلفة نقيسها بخسائر سنوية تقدر بثلاثة تريليونات دولار أمريكي بحلول عام 2030 من تدهور النظام البيئي.. تكلفة نقيسها بارتفاع أسعار المياه والغذاء والطاقة.. وهي تكلفة نقيسها في الخسائر الجائرة للغاية والمتعددة التي تتكبدها أفقر البلدان والسكان الأصليون والنساء والشباب".

وقال غوتيريش إن أهم درس ننقله للأطفال هو تحمل المسؤولية عن أفعالهم، ثم تساءل قائلا: "ما القدوة التي نضعها (لأطفالنا) عندما نفشل نحن أنفسنا في هذا الاختبار الأساسي؟".

وأضاف: إنه يستلهم دائما من نشطاء البيئة الشباب حول العالم الذين يدعون إلى التغيير والعمل، لكنه قال إنه يدرك جيدا أنه لا يمكننا تحميلهم مسؤولية تنظيف الفوضى التي نسببها، مشيرا إلى أن الأمر متروك لنا لتحمل المسؤولية عن الضرر الذي تسببنا فيه واتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاحه.

وبغض النظر عن الأحلام المضللة لأصحاب المليارات، قال الأمين العام إنه لا يوجد كوكب بديل، مضيفا: "يجب أن نصلح العالم الذي نعيش فيه.. يجب أن نصنع السلام مع الطبيعة.. كثفوا العمل من أجل الطبيعة.. كثفوا العمل من أجل التنوع البيولوجي.. كثفوا العمل من أجل الإنسانية".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية