تحذيرات من أسبوع عاصف بالولايات المتحدة يصل لحد الأعاصير
تحذيرات من أسبوع عاصف بالولايات المتحدة يصل لحد الأعاصير
استعدت العديد من مناطق وسط الولايات المتحدة، بداية من جبال روكي إلى الغرب الأوسط، اليوم الثلاثاء، ولمدة أسبوع تقريبا لظروف تشبه العاصفة الثلجية، في حين تم تحذير الولايات الواقعة في أقصى الجنوب من خطر حدوث فيضانات وأعاصير بسبب احتمالية هبوب عاصفة هائلة في جميع أنحاء البلاد.
وذكرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن المنطقة التي تمتد من ولاية مونتانا إلى غرب نبراسكا وكولورادو تستعد لتحذيرات من عاصفة ثلجية.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، إن سقوط ما يصل إلى قدمين (61 سم) من الثلج يظل تقديرا ممكنًا في بعض مناطق غرب داكوتا الجنوبية وشمال غرب نبراسكا، في الوقت نفسه، يُتوقع سقوط جليد وصقيع في السهول الكبرى الشرقية.
وحذرت الهيئة من أن ما يصل إلى نصف بوصة (2.5 سم) من الجليد قد يتشكل وقد تصل سرعة الرياح إلى 45 ميلًا في الساعة (72 كيلومترًا في الساعة) في أجزاء من ولايات آيوا ومينيسوتا وداكوتا الجنوبية، ما قد يعطل التيار الكهربائي ويتسبب في تلف الأشجار.
وحثت إدارة السلامة العامة بولاية ساوث داكوتا -في تغريدة نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي- الناس على تخزين الضروريات والبقاء في المنزل بمجرد أن تضرب العاصفة مناطقهم.
ويُتوقع إغلاق أجزاء من الطرق السريع عبر ولاية ساوث داكوتا في الساعات القادمة بسبب الأمطار المتجمدة والثلوج الكبيرة وانخفاض الرؤية والرياح العاتية، وفقًا لوزارة النقل بالولاية.
وقالت هيئة الأرصاد الوطنية، إن المناطق الواقعة في أقصى الجنوب في ولايتي تكساس ولويزيانا قد تتعرض أيضًا لأمطار غزيرة مصحوبة بفيضانات وبَرَد وأعاصير خلال الساعات القليلة المقبلة.
من ناحيته، قال خبير الأرصاد الجوية في المقر الرئيس لخدمة الطقس الوطنية في كوليدج بارك بولاية ماريلاند مارك تشينارد: "سيكون أسبوعًا مزدحمًا وثقيلًا في جميع أنحاء البلاد"، مشيرًا إلى تحطم حافلة سياحية في شمال ولاية يوتا، حيث غطت الثلوج المنطقة.
وقالت دورية الطرق بالولاية، في بيان، إن الحافلة انقلبت على جانبها في مدينة تريمونتون بعد أن فقد السائق السيطرة أثناء تبديل المسارات، مشيرة إلى أن 23 راكبا أصيبوا بجروح، البعض منهم في حالة خطرة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.