أهالي ريف دير الزور يواصلون احتجاجاتهم ضد ميليشيا "قسد" بسوريا
لليوم الرابع على التوالي
تواصلت لليوم الرابع على التوالي احتجاجات الأهالي بريف دير الزور الغربي على ممارسات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) "المرتبطة بالجيش الأمريكي"، مطالبين بطردها من مناطقهم، بحسب وكالة الأنباء السورية "سانا".
وذكرت مصادر أهلية لوكالة "سانا"، أن أهالي بلدتي الكبر والكسرة خرجوا اليوم في مظاهرات قطعوا خلالها الطرقات بالإطارات المشتعلة، ورددوا هتافات ضد (قسد) وما يسمى قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لقسد وممارساته.
وتشهد عدة قرى في ريف دير الزور الغربي منذ الحادي والعشرين من الشهر الجاري مظاهرات احتجاجية متواصلة ضد "قسد" وممارساتها ضد الأهالي، وارتكابها مختلف أنواع الجرائم والانتهاكات بحقهم.
اختطاف وقتل
واشتعلت الاحتجاجات الشعبية ضدّ "قسد" في ريف دير الزور، تنديداً بجريمة اختطاف فتاتين لجأتا إلى أحد شيوخ قبيلة البكارة واغتصابهما وقتلهما، وإلقاء جثتهما في إحدى قرى ريف دير الزور الغربي.
واتّهم الأهالي شقيق قائد "مجلس دير الزور" العسكري التابع لـ"قسد" أحمد الخبيل (أبوخولة) بارتكاب الجريمة، ومحاولة إخفاء ملامحها.
وعلى إثر ذلك، اندلعت أمس مظاهرات واسعة في قرى ريف دير الزور الغربي، احتجاجاً على ارتكاب الجريمة، مع المطالبة بمحاسبة الجناة، وحلّ " مجلس دير الزور العسكري".
وسيطر المتظاهرون على عدد من مقرات "قسد" في قريتي الجيعة والحصان بريف دير الزور الغربي، مع تأكيدهم عدم الخروج منها لحين تحقيق مطالبهم بحلّ "مجلس دير الزور" أو خروج " قسد" من كامل المناطق التي يحتلونها.
تظاهرات ضدّ الجريمة
وامتدت المظاهرات إلى معظم قرى خط ريف دير الزور الغربي في الحصان وحوايج بومصعة ومحيميدة والكبر والجيعة، ووصلت إلى بلدة مركدة وقرية زين المبرج بريف الحسكة الجنوبي، مع قطع للطرقات العامة، عبر الإطارات المشتعلة.
وأصدر عدد من شبان قبيلة البكارة، بياناً أكدوا فيه استعدادهم للدفاع عن مناطقهم في وجه ممارسات مجلس دير الزور العسكري التابع لـ"قسد"، مهددين التحالف الدولي بإخراجه من المنطقة، كما أخرج أجدادُهم الفرنسيين والعثمانيين.
تحقيق شامل
وفي محاولة لامتصاص غضب الأهالي، أصدرت القيادة العامة لـ"قسد" بياناً أكدت فيه أنّها “أطلقت تحقيقاً شاملاً لمعرفة ملابسات وجوانب الجريمة والمتورطين فيها، مع التعهد بملاحقتهم والقبض عليهم وتقديمهم إلى القضاء لمحاكمتهم”، مشيرة إلى "محاولة بعض المجموعات المنفلتة التابعة للأطراف المعادية استثمار الجريمة لضرب الأمن والسلم الاجتماعي في المنطقة".
ويعيش ريف دير الزور الخاضع لسيطرة "قسد" تدهوراً متواصلاً في الأوضاع المعيشية، مع خروج مظاهرات بشكل متكرر تندد بتهميش العشائر العربية في المنطقة، مع اتّهام "قسد" بسرقة النفط، وحرمان الأهالي من حقهم بالحصول على المحروقات، ما أدى لتدهور الزراعة والاقتصاد، وانتشار البطالة في صفوف الأهالي.
نزاع دامٍ
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011، حيث أودت الحرب التي اندلعت في البلاد بحياة نحو 500 ألف شخص، وما زال الآلاف في عداد المفقودين، ولا تزال عائلاتهم بانتظار أخبار عن مصيرهم.
ودمرت البنية التحتية والقطاعات المنتجة في البلاد وشرد الملايين من الأشخاص الذين فروا إلى دول الجوار العربية والغربية، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، فضلاً عن أزمة اقتصادية واجتماعية كبيرة سيعاني منها الشعب السوري لسنوات خاصة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية عن التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا، أو وقف جرائم انتهاكات حقوق الإنسان، رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.