"واشنطن بوست": بعد العاصفة الثلجية.. الأمريكيون يستعدون للفيضانات
"واشنطن بوست": بعد العاصفة الثلجية.. الأمريكيون يستعدون للفيضانات
بعد مصرع 28 شخصاً في العاصفة الثلجية التي ضربت الولايات المتحدة، تستعد مدينة بافالو بولاية نيويورك لبضع بوصات من مياه الأمطار الغزيرة التي تقترب من الفيضانات.
بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تنتاب المدينة مخاوف من ذوبان ما يقرب من 4 أقدام من الثلوج التي غطت غرب نيويورك منذ أواخر الأسبوع الماضي.
ونوهت الصحيفة إلى استمرار سريان حظر القيادة في مدينة بافالو، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها نحو 276 ألف شخص، كما ظل ما يقرب من 5 آلاف شخص بدون كهرباء، فيما بدأ السكان الخروج بحثًا عن الطعام والإمدادات مع إعادة فتح بعض متاجر الطعام المحلية.
وحثت السلطات الأمريكية الناس على الابتعاد عن الطرقات بسبب مخاوف من أن تعيق حركة المرور جهود الإنقاذ.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.