لاعبو المنتخب اليمني يثيرون الجدل في "خليجي 25"

لاعبو المنتخب اليمني يثيرون الجدل في "خليجي 25"

سلبت الحرب من اليمنيين كل شيء ومنها هامش مساحة الاحتجاج في ساحاتها ووسائلها التقليدية، حتى أصواتهم وآراؤهم ورفضهم، ولم يتبقَ لهم من وسيلة للتعبير سوى مواقع التواصل الاجتماعي، ومنذ أيام قليلة استخدم اليمنيون هذا الحق في التنديد بما أسموه "فضيحة الاتحاد اليمني لكرة القدم"، لاضطرار أعضاء المنتخب تبديل الملابس الرياضية الخاصة بحماية الأرجل مع بعضهم بعضا، بحيث يخلعها أحدهم ويرتديها آخر والمعروفة لديهم بـ"الكسارات"، وسط المباراة.

الموقف حدث مطلع الأسبوع الحالي، فيما كان يسعى المنتخب اليمني إلى تحقيق فوزه الأول في تاسع مشاركة له في كأس الخليج، عندما التقى نظيره السعودي في النسخة الخامسة والعشرين التي انطلقت الأربعاء الماضي في مدينة البصرة بجنوب العراق، حيث كان يبحث المنتخب اليمني عن انتصاره الأول بعد أن خاض 30 مباراة، تعادل في ست منها، وهزم في البقية. 

كشفت الواقعة عن افتقار الكرة اليمنية لأبسط المستلزمات الرياضية بعد أن عجزت وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة عن توفيرها بحجة عدم وجود الدعم الكافي، ما دفع عدداً من رجال الأعمال إلى إعلان التبرع لدعم المنتخب بما يحتاج إليه من مستلزمات.

وفي المباراة، خسر منتخب اليمن الأول أمام نظيره السعودي بهدفين نظيفين، وهي المشاركة التاسعة لليمن في البطولة الخليجية، إذ لم يكن اليمنيون جزءاً من المسابقة في انطلاقتها عام 1974، قبل أن يتم اتخاذ قرار المشاركة بدءاً من نسخة 2003 في الكويت. 

ظهر المنتخب اليمني في البطولة متأثرا بالأزمات التي تعصف بالبلاد والحرب الدائرة منذ سنوات، ليخرج عقب الهزيمة من المنتخب العماني رغم آماله في تحقيق نتائج جيدة.

وجلب الأداء الذي ظهر عليه منتخب اليمن والندية التي أبداها لاعبوه، الثناء والإشادة من العديد من المراقبين والمحللين الرياضيين، إلى جانب علامات الرضا من الجماهير عن اللاعبين الذين تجاوزوا الظروف الصعبة وسجلوا بحماسهم واندفاعهم أداء مميزا أحرجوا من خلاله منافسهم المرشح للقب.

كأس آسيا.. اليمن يتلقى هزيمة

فرقتهم الحرب ولم تجمعهم كرة القدم

فرقت الحرب الشباب اليمني وكذلك لم تجمعهم الكرة المستديرة التي طالما فعلت مع باقي الشعوب، ففي الوقت الذي ندد فيه يمنيون بما أسموه "فضيحة الاتحاد اليمني لكرة القدم"، حزنًا على ما آل إليه حال بلادهم، لم يتورع البعض في إظهار شماتتهم بالمنتخب، وكأن حال كرة القدم يعبر عن الوضع السياسي للبلد.

فعلى صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فسيبوك، انتقد الناشط اليمني محمد نشوان الجملولي الوضع بتدوينة قال فيها: "فضيحة الاتحاد اليمني لكرة القدم، اللاعب عمر الداحي يتبادل مع زميله الكسارات أثناء التغيير بين اللاعبين عشان مش متوفرات معاهم كسارات رياضية وجالسين كل واحد يتسلف حق الثاني حتى وسط المباراة.. #اتحاد_التيكتوك".

فيما انتقد آخر شماتة البعض ممن أعزاهم إلى ميليشيا الحوثي، واصفًا إياهم بـ"الفساد والفشل"، وكتب: "مع عدم وجود أي دعم حكومي أو آسيوي أو دولي للاتحاد والمنتخب الوطني، على الرغم من كل هذا نشارك ببعض البطولات، عن أي منافسة تتحدثون مع عدم وجود دعم مالي من الرئاسة أو الحكومة أو الاتحاد الآسيوي".

فيما دونت الناشطة اليمنية إبها عقيل: "لو كان مع حكومتنا بقايا كرامة لكانت انسحبت من خليجي ٢٥ بعذر أننا بحرب وشدة، هل هناك مقياس للإهانة أكثر من هذا؟ أهنتم الرياضة والبلد واللاعبين، حتى المدرب ذو المرتب المرتفع شعر بالإهانة وهو يسألكم بقايا احتياجات اللعب".

Aucune description disponible.

استهداف الإساءة للاتحاد

بدوره، علق المتحدث الرسمي للمنتخب اليمني، العزي العصامي، قائلًا، إن الأمر كله متعلق بتبادل الواقيات التي تحمي الساق فقط، لأن اللاعب البديل طلب من زميله اللاعب المستبدل أن يبدله الواقيات، وتم الأمر بعفوية من اللاعبين، والفيديو يوضح ذلك لكن المغرضين استغلوا الموقف للإساءة للاتحاد.

وأضاف العزي في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست": كرة القدم اليمنية تعاني صعوبات جمة تتعلق بوضع البلاد والحرب والتشظي وتعثر إقامة الدوري اليمني منذ ٢٠١٤ بشكله الطبيعي، وبالتالي فقدت أجيال فرصتها في الظهور عبر الأندية والمنتخبات الوطنية، وفقدت فرصة الاحتراف الداخلي أو الخارجي. 

وتابع: إمكانيات الاتحاد المالية متراجعة، لا يوجد دعم من أي جهة وحتى الدولة تخلت عنه وعن المنتخب، الأندية اليمنية نفسها التي يفترض أن تصنع اللاعبين لا توجد لديها بنية تحتية ولا إمكانيات ولا رعاية وتعتمد على دعم الدولة المنقطع منذ سنوات، لقد توقف الدوري، وكذلك صعوبة إجراء المباريات الدولية التجريبية قبل البطولات يؤثر على اللاعبين الذين يحتاجون لوقت كافٍ كي يُصنع منهم فريقا تنافسيا، المال والاستقرار هما عصب أي تنمية وأي تطور وهما أيضًا عصب كرة القدم وهذان العنصران مفقودان.

Peut être une image de 1 personne, position debout et costume

اتحاد الكرة اليمني ينفي

وقال مصدر مسؤول باتحاد الكرة اليمني، إن اعتزازنا كبير بالجماهير اليمنية في الداخل والخارج وهي دائماً مساندة للمنتخبات وحاضرة بالتشجيع والدعم والمؤازرة، وتعلم جيداً حجم المعاناة وكيف تتحقق النجاحات الكروية في ظروف بالغة التعقيد، لكن هناك قلة قليلة لا تمثل الجمهور اليمني المحب والحريص، تسعى في كل مشاركة لترصد أي خسارة أو أي خطأ قد يحدث لإثارة السخط، وتتمنى الخسارة من أجل تنفيذ مآرب وأهداف لا تخدم سوى التفكك والتشظي والقضاء على المنتخبات الوطنية.

وأضاف في بيان نشرته الصفحة الرسمية لاتحاد الكرة اليمني: “موضوع (الكسارة) الخاصة بأحد لاعبي المنتخب والذي قام باستبدالها مع لاعب آخر يكشف وبوضوح مدى (الاستقصاد) والاستهداف لتحطيم معنويات اللاعبين، فكل احتياجات ومتطلبات المنتخب تم توفيرها وشراؤها من أكبر الشركات العالمية المتخصصة وبمبالغ كبيرة، ورئيس الاتحاد يوفر كل الاحتياجات لجميع  أفراد المنتخب ويؤمن مراحل الإعداد الداخلي والخارجي وتكاليف السفر والمعسكرات والمشاركات خلال السنوات الماضية والتي تصل إلى ملايين من الدولارات”.

وكشف البيان عن معوقات يواجهها المنتخب: “واجهنا أعاصير قوية وما زلنا من أجل استمرار كرة القدم، وإقامة كل البطولات ومشاركة جميع المنتخبات، سيظل الاتحاد قوياً وموحداً ويحمل راية اليمن ويحرص على إنجاح الوطن وإسعاد كل أبنائه”.

 وأكد البيان أسف أعضاء الاتحاد البالغ مما أظهره البعض من تناول غير واقعي ومنطقي بعد مباراة المنتخب اليمني أمام المنتخب السعودي، والتي ظهر فيها بأداء مقبول وكان قريباً من التسجيل رغم فارق الإمكانات وانعدام الدعم من قبل المعنيين.منتخب اليمن لكرة القدم - ويكيبيديا

وأشار البيان إلى اعتزاز اتحاد الكرة اليمني الكبير بالجماهير اليمنية الكبيرة في الداخل والخارج، والتي تظل دائماً مساندة للمنتخبات وحاضرة بالتشجيع والدعم والمؤازرة وهي تعلم جيداً حجم المعاناة وكيف تتحقق النجاحات الكروية التي تسعد كل اليمنيين مع مختلف المنتخبات في ظل ظروف بالغة التعقيد.

ولفت إلى أن هناك قلة قليلة لا تمثل الجمهور اليمني المحب والحريص على دعم أي نجاحات ورفع معنويات اللاعبين، وتلك القلة تسعى في كل مشاركة لترصد أي خسارة أو أي خطأ قد يحدث لإثارة السخط، مستغرباً من وجود تلك القلة التي تتمنى الخسارة لمنتخب وطنها من أجل تنفيذ مآرب وأهداف لا تخدم سوى التفكيك والتشظي والقضاء على المنتخبات الوطنية لكرة القدم، بعد أن تم إيصال الوطن الى ما هو عليه الآن.

 تاريخ مشاركات اليمن في البطولة 

خاض المنتخب اليمني في البطولات الخليجية السابقة 30 مباراة، تعادل في ست منها، وهزم في البقية، وتعد هذه المشاركة التاسعة لليمن في البطولة، كما بدأ المنتخب اليمني المشاركة في البطولة لأول مرة بنسخة 2003 في الكويت، وتلقى المنتخب 3 هزائم خلال الدور الأول في 2009 و2010 و2013 رغم أن نسخة 2010 أقيمت على أرضه وبين جماهيره. 

عادت النتائج السلبية خلال "خليجي 23" في الكويت عام 2017، إذ خسر منتخب اليمن جميع مبارياته الثلاث في الدور الأول، وفي "خليجي 24" تعرض المنتخب اليمني لخسارة قاسية أمام قطر بسداسية نظيفة، وسقط أمام الإمارات صفر-3، في حين تعادل مع العراق سلبا، ومؤخرا في خليجي 25 تعرض للخروج عقب خسارته أمام منتخبي السعودية وسلطنة عمان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية