«الغارديان»: إقليم راخين يواجه أزمة إنسانية متفاقمة في ميانمار بسبب نقص الغذاء والدواء
«الغارديان»: إقليم راخين يواجه أزمة إنسانية متفاقمة في ميانمار بسبب نقص الغذاء والدواء
يشهد إقليم راخين في ميانمار أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة للصراع المسلح المستمر والحصار الاقتصادي الشامل، ما أدى إلى تدهور معيشي حاد يهدد حياة الملايين، إذ يعاني سكان الولاية من نقص شديد في الغذاء والدواء.
تدهور اقتصادي وتضخم في الأسعار
أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية السبت في تقرير بأنه وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، يواجه نحو نصف الأسر في راخين انخفاضًا كبيرًا في دخلها، مما يجعلها عاجزة عن توفير الاحتياجات الأساسية، ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، باتت حياة السكان في خطر داهم، حيث وصل التضخم إلى مستويات غير مسبوقة.
وذكرت أنه في تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أشار المسؤول الأممي كاني ويجناراجا إلى أن الأوضاع الحالية في ميانمار لم يسبق لها مثيل من حيث انهيار الاقتصاد وتأثير الحصار التجاري المفروض من الجيش، ما أدى إلى نقص غذائي حاد وارتفاع أسعار الأرز والزيت إلى عشرة أضعاف في بعض المناطق.
خطر المجاعة يهدد الملايين
تتوقع الأمم المتحدة أن حوالي مليوني شخص في راخين سيواجهون خطر المجاعة خلال الأشهر المقبلة، في ظل انخفاض إنتاج الأرز بنسبة تصل إلى 80٪ مقارنة بالسنوات السابقة، حيث يتوقع أن يُنتج الإقليم هذا العام نحو 97 ألف طن فقط، وهو ما يكفي لتغطية 20٪ من الاحتياجات الأساسية فقط.
معاناة النازحين
وأكدت الصحيفة أن الوضع يصبح أكثر سوءًا بالنسبة لأكثر من 511 ألف نازح، بينهم الآلاف من الروهينغا، الذين يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية، لافتة أنه وسط القيود التي فرضها الجيش، أصبح الوصول إلى المناطق المأهولة بالسكان محدودًا للغاية، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية الأساسية مثل الباراسيتامول الذي وصل سعر عبوته إلى أكثر من 3 دولارات، وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على الأسر التي تعاني بالفعل من انخفاض دخلها.
دعوات دولية لرفع القيود
أعرب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن حاجته الملحة إلى تمويل إضافي لتوسيع عملياته في الإقليم، مشددًا على ضرورة رفع القيود التجارية للسماح بدخول السلع الأساسية، كما دعا إلى تسوية سياسية شاملة لإنهاء الأزمة، محذرًا من أن استمرار الأوضاع الحالية قد يؤدي إلى عواقب إنسانية كارثية تتجاوز أزمة المجاعة لتصل إلى انهيار سياسي شامل.
وأشار التقرير إلى أن عمليات نزوح الروهينغا في تزايد وسط غياب الاهتمام الدولي مع تدهور الأوضاع في راخين، حيث سجلت الأمم المتحدة ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الروهينغا الذين يخاطرون بحياتهم عبر رحلات بحرية للوصول إلى بلدان مجاورة، حيث وصل نحو 395 لاجئًا إلى إندونيسيا خلال شهر أكتوبر، مقارنة بـ49 فقط في الشهر نفسه من العام الماضي، ما يعكس مدى يأس السكان وحاجتهم الملحة للأمان والرعاية الدولية.
وأكدت الصحيفة أن تفاقم أزمة راخين يومًا بعد يوم وسط غياب الاهتمام الدولي، يضع مزيدًا من الضغوط على المجتمع الدولي، وخاصة دول جنوب شرق آسيا، للتحرك من أجل تسوية سياسية تضمن رفع الحصار وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة للأسر المتضررة في ميانمار.