كاليفورنيا تستعد لفيضانات "كارثية" تسببها عواصف عاتية

كاليفورنيا تستعد لفيضانات "كارثية" تسببها عواصف عاتية

تواجه ولاية كاليفورنيا الأمريكية المكتظة بالسكان خطر "فيضانات كارثية"، إثر هطول أمطار بمعدلات تاريخية فيها وسلسلة من العواصف بلغت ثمانية حتى الآن. 

ويثير الأمر ذعر السلطات بسبب سقوط عدد من الضحايا وتزايد الانهيارات الأرضية وانقطاع التيار الكهربائي وتأثر البنية التحتية، فيما بدأت عمليات إخلاء للسكان في مناطق عدة في الولاية، وفق وكالة فرانس برس.

وتشهد الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في الولايات المتحدة، منذ 3 أسابيع، طقسا صعبا أودى بحياة 19 شخصا على الأقل، وفقا للسلطات الأمريكية.

وعانى السكان فيها بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية وانقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي وتساقط الأشجار في الولاية.

وسجل منخفض جوي جديد في كاليفورنيا، الجمعة، ما أثار قلق السلطات في وسط الولاية.

وبحسب التوقعات، قد تجد شبه جزيرة مونتيري نفسها معزولة عن العالم، بسبب ارتفاع الأمواج، وأن تنغمر بالمياه مدينة ساليناس البالغ عدد سكانها 160 ألف نسمة.

ومن المتوقع أن تغمر المياه أكثر من 36 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وكل البنية التحتية والطرق والمنازل معرضة لخطر حدوث أضرار جسيمة كذلك.

وتلقت مناطق عدة في الولاية تعليمات بالإخلاء، في حين تواجه شبه جزيرة مونتيري خطر الانقطاع عن العالم في حال تسببت المياه بقطع الطرق.

وحذر المسؤولون في مونتيري في وقت سابق هذا الأسبوع، من أن "سكان شبه الجزيرة ومنطقة ساليناس، يجب أن يتوقعوا أن ينعزلوا تماما لمدة يومين أو ثلاثة".

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذيرات أممية

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية