إيرانيون يبحثون عن تطبيقات تسمح لهم بالوصول للإنترنت رغم القيود الحكومية
إيرانيون يبحثون عن تطبيقات تسمح لهم بالوصول للإنترنت رغم القيود الحكومية
زادت خبرات المواطنين الإيرانيين من حيث أساليب وإتقان الوصول إلى الإنترنت بشكل جوهري، عقب تشديد القيود الحكومية المفروضة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إثر اندلاع الاحتجاجات.
وكان المستخدمون العاديون قد فقدوا إمكانية الوصول التدريجي إلى جزء كبير من هذه الشبكة العالمية، أو لجؤوا إلى استخدام أدوات لتجاوز الحجب والتي تعرض أمنهم الرقمي للخطر، وفق موقع “إيران إنترناشيونال”.
وامتزجت قصة ظهور الإنترنت في إيران منذ السنوات الأولى تقريبًا بتطبيقات تجاوز الحجب، وعلى الرغم من أن المستخدم الإيراني يستوعب جيدًا الحاجة إلى استخدام مختلف أدوات تجاوز الحظر، إلا أنه في هذه الأيام يجد نفسه عاجزًا أكثر من أي وقت مضى عن إيجاد ثغرة للهروب من هذا السجن.
زيادة الطلب وارتفاع الأسعار
وقام بائعو تطبيقات كسر الحجب (VPN)، الذين لدى جزء كبير منهم علاقات علنية وسرية مع الدوائر الحكومية، بزيادة رسوم اشتراكهم عدة مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وتسببت هذه القضية في أن العديد من المستخدمين الذين كانوا يوفرون الإنترنت من البائعين أنفسهم، لم يتمكنوا من شراء اشتراك.
تجدر الإشارة إلى أنه من الصعب على العديد من الأسر الإيرانية أن تدفع مبلغا يصل إلى نحو 100 ألف تومان إيراني شهريا لاستخدام تطبيقات تجاوز الحجب إلى جانب دفع مبالغ لباقات الإنترنت، وأدى هذا الأمر إلى أن يتوقف كثيرون في إيران عن شراء تطبيقات كسر الحجب.
ونتيجة لذلك، من المحتمل أن تفقد شرائح المجتمع محدودة الدخل، إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مع مرور الوقت.
انخفاض الجودة
شهدت شبكة الإنترنت خلال الأشهر الماضية تراجعا ملحوظا في الجودة حتى في حال الاتصال بتطبيقات كاسر الحجب.
وقد أرهق هذا الموضوع الناشطين في مجال تكنولوجيا المعلومات، ناهيك عن المواطنين العاديين.
وأكد خبير في مجال تكنولوجيا المعلومات في مقابلة مع موقع "انتخاب" الإيراني، أجراها الأسبوع الماضي أن الإدارات التقنية للشركات الناشئة انتقلت إلى الدول المجاورة حتى تستطيع الوصول إلى الإنترنت.
وفي الأشهر الماضية، قام عدد من شركات الإنترنت بنقل جزء من موظفيها التقنيين في فنادق بدول مثل تركيا والإمارات، حتى يتمكن الموظفون من الوصول إلى الإنترنت بحرية دون الحاجة إلى تطبيقات كاسر الحجب.
الأمان الرقمي على الهامش
يعتبر الأمن الرقمي للمستخدمين من القضايا التي أصبحت هامشية، بسبب تراجع التعليم، ونقص الوعي الجماعي بهذا الخصوص، ففي هذه الأيام، وبسبب تشديد قيود الإنترنت وزيادة الطلب على الوصول إلى أدوات تجاوز الحجب، تحولت بعض المحلات -وبينها محلات البقالة المحلية- إلى بائعي تطبيقات كسر الحجب.
وقال فرشيد صديقي، الناشط في مجال السياحة، في مقابلة صحفية، إنه في مدينة مشهد، "تقوم معظم المحال التي تقدم خدمات التليفون المحمول، بل ومحال المكسرات، وبشكل عام المحال التجارية التي فيها زبائن كثيرة، ببيع تطبيقات كاسر الحجب".
يأتي هذا في غياب دراسة موثوقة حول سلامة هذا النوع من التطبيقات، ففي وقت سابق، تطرقت شركة "بيت ديفندر" للأمن السيبراني في تقرير لها إلى تطبيق إيراني لكسر الحجب يسرق معلومات مستخدميه، وقالت إنه تطبيق تجسس لا يزال يعمل.
احتجاجات إيران
وتتواصل المظاهرات الشعبية في إيران منذ أشهر، على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر، بعد 3 أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، في حين تستمر القوات الأمنية بقمع المتظاهرين والمحتجين من كل الفئات بكل الوسائل.
ومنذ ذلك الوقت، استعملت السلطات كل أساليب العنف بحق المحتجين من أجل إخماد تلك الاحتجاجات، وقتل مئات الأشخاص، فيما اعتُقل الآلاف وأُعدم البعض وسط تنديد دولي بتلك الانتهاكات المتواصلة.
وتشير الإحصائيات إلى أن 161 مدينة في مختلف أنحاء إيران كانت مسرحا للاحتجاجات خلال ما يزيد على 3 أشهر، كما تم تنظيم ما مجموعه نحو 1200 تجمع احتجاجي في المدن والجامعات الإيرانية.