سواحل اليمن تلتهم مهاجرين أفارقة غير شرعيين وتلفظ جثثهم للشاطئ

سواحل اليمن تلتهم مهاجرين أفارقة غير شرعيين وتلفظ جثثهم للشاطئ

عثر مواطنون في مديرية المخا باليمن، على جثة على شاطئ المدينة بالقرب من المحطة البخارية لتوليد الكهرباء تعود لمهاجر إفريقي، لا تزال حديثة الوفاة، ما قد تكون مؤشرا على وجود ضحايا آخرين غرق قاربهم قرب الشاطئ.

وقالت مصادر محلية، إن المهاجرين من القرن الإفريقي تتم هجرتهم عبر مهربين يستخدمون قوارب متهالكة، وهو ما يعرض حياة الكثير منهم إلى للموت غرقا، وفق صحيفة المنتصف اليمنية. 

وتوقعت المصادر وجود ضحايا آخرين نتيجة تحطم القارب الذي كان يقلهم بسبب الرياح القوية أثناء قيامهم برحلة غير شرعية. 

ويهرب اللاجئون الأفارقة وغالبيتهم من الإثيوبيين والصوماليين من الفقر والاضطرابات، وغالبا ما يتسللون إلى اليمن على متن قوارب، قبل أن يواصلوا رحلتهم إلى الحدود مع السعودية.

وأشارت إحصائيات غير رسمية إلى أن أكثر من نصف مليون شخص معظمهم من الصوماليين والإثيوبيين والإريتريين وصلوا خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى اليمن، الذي يستقبل ما يصل إلى مليوني مهاجر، تتسلل غالبيتهم بصورة غير شرعية على متن قوارب مكتظة بالمهاجرين. 

وفي سياق الهجرة غير الشرعية، تتدفق أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول القرن الإفريقي إلى محافظة شبوة، عبر سواحل مديريةِ رضوم؛ إذ عادةً ما تقوم عصابات التهريب بإنزالهم ليلًا في شواطئ المديرية لتبدأ رحلة تهريب أخرى عبر البر يتكفل بها مهربون آخرون ينقلون المهاجرين إلى مدينة عتق، مركز المحافظة، وفقا لوكالة "2 ديسمبر".

ويتفاقم مستوى القلق اتساقًا مع توسع هذه الظاهرة، التي تتنامى بشكلٍ يزيد من المخاطر الصحية، ويضاعف الأعباء الاقتصادية، كون هذه الأفواج المتدفقة لا تخضع لأي فحوصات طبية، ولا تمتلك أي مصدر دخل، فضلًا عن المخاطر الأمنية في ظل حالة قلق خشية استخدام المهاجرين من قِبل عصابات الفوضى والجماعات التخريبية.

يقول المواطن محمد العولقي، إن مدينة عتق تكتظ بالمهاجرين الأفارقة الذين يهيمون بغير هُدى في الحارات والحوانيت والمساجد والأسواق، ما يرفع نسبة الخطر من تفشي الأمراض والأوبئة، لا سيما وأن المهاجرين عادة ما يتدفقون من مناطق موبوءة في القرن الإفريقي.

ومن جانبها، أبدت الجهاتُ الأمنيةُ بالمحافظة، قلقَها إزاءَ التواجدِ الكثيفِ لهؤلاء المهاجرين داخلَ الحاراتِ والتجمعاتِ السكنيةِ في عاصمةِ المحافظة.

وأكد مدير عام إدارة البحث الجنائي بمحافظة شبوة، العقيد عبدالكريم علي لمروق، أن هذا الانتشارَ أسهمَ في ارتفاعِ معدلِ الجريمةِ داخل مدينة عتق، وأن رجال الأمن ضبطوا، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، 16 إفريقيًا بينهم امرأة في قضايا مخدرات وقضيتي حيازة حشيش، بينما الآخرون قُبض عليهم كعصابة بحوزتها 6 كيلوجرامات من المخدرات.

وأشار العقيد لمروق، إلى تسجيل جريمة قتل بحق عدد من أفراد أسرة في مرخة السفلى، وقف وراءها مهاجر إفريقي، علاوة على عدد من قضايا السرقة والدعارة، لافتًا إلى وجود عصابات تقوم باستئجار عشرات الشقق والمساكن في مدينة عتق بأسعار خيالية لتسكين المهاجرين، الأمر الذي يثير الشكوك حول استخدامها لأغراض غير مشروعة ومخلة بالآداب، كالدعارة والاتجار بالمخدرات، وكذا ابتزاز المهاجرين من خلال تصويرهم ومراسلة ذويهم في دولهم ومطالبتهم بإرسال فديات مقابل إطلاق سراحهم.

وشدد لمروق على ضرورة وضع منظومة إجراءات، وفي مقدمتها إلزام أصحاب العقارات بعدم تأجير عقاراتهم للاجئين غير الشرعيين، على أن يتم التنسيق مع المنظمات المعنية بوضعهم في مخيمات تحت المراقبة الأمنية والصحية.

وتزايدت المطالبات الشعبية للحكومة والسلطات المحلية والجهات المختصة في المحافظة، بوضعِ استراتيجيةٍ أمنيةٍ وصحيةٍ تجاه استمرارِ تدفقِ المهاجرين الأفارقةِ، وبما يضمنُ إقامةِ مخيمات خاصةٍ لاحتوائهم تحتَ إشرافٍ حكوميٍ للحدِّ من مخاطرِ تواجدِهم الكثيرةْ.

مئات القتلى

وفق تقارير أممية، فإن أكثر من 500 من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، قتلوا في اليمن منذ اندلاع الحرب.

وقالت منظمة الهجرة الدولية، في تقرير حديث لها عن ضحايا الهجرة غير المشروعة منذ عام 2014، إن "أكثر من 50 ألف شخص حول العالم فقدوا حياتهم أثناء رحلات الهجرة منذ أن بدأ مشروع المهاجرين المفقودين في توثيق الوفيات عام 2014".

وذكرت المنظمة في تقريرها أن ما لا يقل عن 522 شخصا وصلوا من القرن الإفريقي لقوا حتفهم في اليمن، غالبيتهم بسبب العنف.

وفي مارس من العام الماضي قتل وأصيب المئات من المهاجرين الأفارقة في مجزرة حرق ارتكبتها ميليشيا الحوثي في أحد مراكز الاحتجاز بالعاصمة صنعاء.

وتجبر ميليشيا الحوثي الآلاف من المهاجرين الأفارقة على القتال في صفوفها مقابل المال، بالإضافة إلى وفاة العشرات غرقا في البحر في حوادث متكررة أثناء محاولتهم الانتقالي من الساحل الإفريقي إلى شواطئ اليمن.

ويصل آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلى اليمن شهريا من إفريقيا، أغلبهم من الصومال وأثيوبيا، حيث أعلنت منظمة الهجرة مؤخراً عن وصول حوالي 50 ألف مهاجر إلى اليمن خلال عام 2022.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية