الشيخ زايد.. تاريخ يُسرد في دار الأوبرا المصرية بعين رأت الأحلام
الشيخ زايد.. تاريخ يُسرد في دار الأوبرا المصرية بعين رأت الأحلام
"الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط، ولا فائدة في المال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب"، هكذا قال الشيخ زايد في رؤية تعكس فلسفة الرجل التي اتبعها لتأسيس دولة الإمارات العربية وجعلها دولة متطورة ومزدهرة فأصبحت محط أنظار العالم.
وتقديرًا لسيرة الشيخ زايد كان الفيلم الإماراتي "حجر الرحى، العين.. أول من رأت الأحلام"، للمخرج ناصر الظاهري.
يوثق الفيلم سيرة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عدة دول، كانت البداية بالقاهرة، وذلك على مسرح سينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية، والذي يأتي ضمن البرنامج الثقافي لمركز أبوظبي الذي يقام خلال فعاليات الدورة الرابعة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
واستغرق العمل على "حجر الرحى، العين.. أول من رأت الأحلام" مدة عامين، ويوثق سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، منذ توليه حكم مدينة العين عام 1946 وإدارته الحكيمة لشؤون المنطقة، ليستعرض بأسلوب سينمائي فريد كيفية نهوضه على كل المستويات بالمنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي، وتنظيم شؤونها، والنهوض بها على المستويات كافة.
تلك الفترة هي حجر الرحى في حلم زايد الكبير والبعيد في تأسيس إمارة قوية ومتطورة، إذ تولى حكم أبوظبي عام 1966، وعمل من أجل بناء مدينة عصرية متكاملة ومتطورة، ومنها كبر الحلم مرة ثانية، ودار حجر الرحى ليشمل حلمه الكبير بتأسيس دولة قوية ومستقلة ومرموقة في المستقبل، وكان ذلك عام 1971، وظل يعمل من أجل وطنه وشعبه، والعرب والمسلمين والإنسانية جمعاء حتى وفاته عام 2004.
والفيلم من إخراج ناصر الظاهري المخرج والإعلامي الإماراتي، الذي ولد في العين وله عدد من المؤلفات تضم 14 كتاباً، وفاز بالعديد من الجوائز الأدبية، والإعلامية، على المستوى المحلي والعربي والدولي، وهو يعمل في حقل السينما، ككاتب ومنتج ومخرج، وقد فاز فيلمه الوثائقي الطويل “في سيرة الماء.. والنخل.. والأهل” بـ21 جائزة دولية من مختلف دول العالم، وله العديد من الأفلام التجريبية والوثائقية الأخرى التي لقيت نجاحاً كبيراً.
وثائقي بنكهة عالمية
وعن اسم الفيلم ورسالته، قال الكاتب الروائي والمخرج السينمائي ناصر الظاهري، إن الفيلم كان بمثابة دين إنساني في رقبتي للشيخ الاستثنائي الشيخ زايد، وهو من باب تذكير الأجيال الجديدة التي تعيش في رخاء وفضل من أفضال الشيخ زايد بأن ينظروا إلى الوراء ويروا كم اجتهد الناس قبلهم وكم تعبوا من أجل إخراج ماء من بين الصخور أو زراعة نخيل الصحراء، ولقد سررت بافتتاح الفيلم وعرضه بالعاصمة المصرية "القاهرة"، وسينتقل من مدينة إلى أخرى وأيضًا بعض العواصم الأجنبية.
واستطرد المخرج الإماراتي في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست": “كلمة عين قد تكون العين التي يرى بها الإنسان أو إمارة العين التي حكمها الشيخ زايد، وهي أول من رأت الأحلام التي بدأت في العين ثم في أبوظبي، ثم اتسع إلى تأسيس دولة نتفاخر بها اليوم”.
واستغرق إنتاج الفيلم مدة عامين ويحتوي على 37 شخصية عايشت الشيخ زايد من جوانب مختلفة، وكانت هناك شخصية نسائية واحدة في الفيلم، لأن البدايات من حوله كانت معظمها رجال، لكن تنبه هو وبدأ في تعليم النساء، ويحظى الفيلم بصبغة عالمية فتصحيح الألوان كان في فرنسا والصوت في فنزويلا، والمونتاج في هولندا والموسيقى في أوكرانيا.
كانت العين أول مكان يشهد على أحلام الوالد المؤسس، الشيخ زايد، حيث كانت إمارة منعزلة مغلقة، وهي تمثل رابع أكبر مدن الإمارات، فبدأ الشيخ زايد بتحريك الرحى، على حد تعبير الكاتب.
وقام بمد يد التطوير إلى المدينة المنعزلة، حيث قام بتوصيل المياه إلى المزارع والأراضي، وقام بإحياء أسواق جديدة، وبنى قلاعًا، ونشر الخير والعمار بها، كوّن الشيخ زايد طيب الله ثراه، جزءاً من الحلم في هذه الواحة المنعزلة، العين، ثم تحرك بحجر الرحى إلى حلم إمارة أجمل وأكثر قوة واستقراراً، غير أن العين والقلب جناحان كانا يريدان أن يطيرا بنا إلى حلم الدولة الأكبر.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست": الفيلم فرصة جميلة كي نتذكر القائد المؤسس والوالد الشيخ زايد وما صنع من أجلنا من عوالم مدهشة،
حجر الرحى في القاهرة
وبدوره، علق مدير مركز أبوظبي للغة العربية، سعيد حمدان الطنيجي، بقوله، إن الفيلم هو افتتاح لبرنامج مركز أبوظبي للغة العربية والمشاركة في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، وهو حدث مهم على المستوى الدولي وفي هذا المعرض سنقدم برامج مميزة ومتنوعة.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست": حجر الرحى، عن الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، وعن نظرة من حوله له ومرحلة ما قبل بناء الدولة ومرحلة البناء، ويسلط الضوء على الفترة الممتدة ما بين عام 1946 وعام 1966، أي قرابة 20 عامًا، حيث يقدم لمحة من مسيرة الوالد المؤسس العامرة بالإنجازات خاصة في مدينة العين، وكيف دارت فكرة وحلم الوطن وكأنه الرحى الذي دار وانتقل إلى أبوظبي والإمارات.
ويأتي هذا الفيلم ضمن البرنامج المتميز الحافل الذي يشارك به مركز أبوظبي للغة العربية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ليسلط من خلاله الضوء على مبادراته ومشاريعه المختلفة في مجال النشر والترجمة، ويصيغ شراكات جديدة مثمرة، تدعم الأهداف الاستراتيجية للمركز، التي يهدف من خلالها إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية لغة ثقافة وإبداع، وتمكين إنتاج المحتوى العربي، ودعم المبدعين في مختلف المجالات.
وتمثل مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية تعزيزاً للشراكة المتميزة التي تجمع بين المركز، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعد من أكبر التظاهرات الثقافية على مستوى المنطقة، ويستقطب ما يقرب من مليوني زائر سنوياً، إلى جانب عدد ضخم من الناشرين والمتخصصين في صناعة النشر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ما يسهم في نشر رسالة المركز والتعريف بها، ويدعم تحقيق أهدافه وخططه الاستراتيجية المختلفة.