مديرو معارض الدول العربية: "القاهرة الدولي للكتاب" الأبرز ثقافياً ومعرفياً
موسم ثقافي لالتقاء العرب والمثقفين
تعتبر معارض الكتاب في الدول العربية، فرصة حقيقية لتلاقي الأفكار وتبادلها، ويحفل العالم العربي عادة بالمعارض التي يشارك فيها أهم الكتاب والمثقفين العرب، بالإضافة إلى أهم دور النشر ومؤسسات الإنتاج الثقافي.
وفي هذا التوقيت يجتمع العرب على أرض معرض القاهرة الدولي للكتاب، وتشارك فيه 53 دولة عربية وأجنبية، ويعد الحدث السنوي الأهم الذي يعكس مكانة مصر الثقافية، ودورها في الدوائر العربية والإقليمية، وأثره في حركة الإبداع والتنوير.
ويتضمّن المعرض، الذي يحمل شعار "على اسم مصر.. معاً نقرأ نفكر نبدع"، نحو 500 فعالية متنوّعة، فضلاً عن مبادرات ثقافية وفكرية، وتحلّ المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف الدورة الحالية.
وتشهد الدورة الحالية زيادةً في عدد دور النشر، وذلك بعد موافقة الهيئة المصرية العامّة للكتاب، على مشاركة جميع الدور التي تقدّمت للاشتراك في المعرض، فضلاً عن تخصيص جناح لدور النشر الصغيرة.
ويعدّ معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتب في الشرق الأوسط، وقد اعتبرته وكالة الصحافة الفرنسية عام 2006، "ثاني أكبر معرض من نوعه في العالم، بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب".
ويزور المعرض نحو مليوني شخص سنوياً، بحسب ما أعلنت وزارة الثقافة المصرية في الدورة الماضية.
"جسور بوست" طافت بمعارض بعض الدول العربية داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب، وناقشتهم في مشاركتهم وجديدها، وهي: "البحرين، قطر، تونس، الإمارات، سلطنة عمان".
لأول مرة.. جامعة السلطان قابوس في المعرض
قال رئيس معرض سلطنة عمان، سالم بن سعود الهملي، إن سلطنة عمان اعتادت المشاركة في هذا الحدث الثقافي الضخم "معرض الكتاب"، لأهميته من حيث التنوع الفكري والثقافي وتجميعه أكبر دائرة حوله من المثقفين والناشرين والمتابعين من كافة الدول العربية وغيرها.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، وحرصت سلطنة عمان على المشاركة بأكثر من مؤسسة لديها، بداية من وزارة الأوقاف التي اعتادت المشاركة سنويًا، كانت أيضًا لدينا وزارة الشباب والرياضة ووزارة الإعلام وجامعة السلطان قابوس، التي تشارك للمرة الأولى في هذا المحفل، ولدينا تنوع في المطبوعات والمنشورات منها كتب في المجال السياسي، وفي التاريخ العماني والحضاري وكتب في الشعر والشرعي والفلسفة، وكذلك المؤلفات التي قامت بها جامعة السلطان قابوس إلى جانب ندوات ثقافية تقام على هامش المعرض.
وأردف، انطباعنا عن المعرض أنه ثري به نتاج فكري حضاري وفكري، نتعرف من خلاله على نتاج غيرنا من الدول، ونحاول دراسة بعض الأشياء ونتواصل مع غيرنا، ويتفاعل معنا المصريون وحالة الشراء جيدة، وبدورنا نقدم خصومات للزائرين.
الحدث الأبرز
قال مدير معرض البحرين الدولي للكتاب، بشار جاسم، إن مملكة البحرين شاركت هذا العام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بجناح تحت اسم: "هيئة البحرين للثقافة والآثار"، وسعدنا بهذه المشاركة، وبتوجيهات من الشيخ خليفة بن أحمد، حريصون على التواجد في المحافل الدولية، ومن أهمها وأبرزها معرض القاهرة للكتاب.
وقال في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، حرصنا على إحضار إصدارات هيئة الثقافة والآثار، ولدينا أكثر من مشروع منها مشروع كتب البحرين الثقافية وغيرها من مشاريع تدعم الكاتب البحريني في جميع المجالات كالآثار والعادات والتقاليد والشعر والأدب، لعرض فكر الكاتب البحريني على جمهور متنوع.
وتابع، مشروعنا يحمل ترجمة أهم 50 عملا على مستوى العالم من اللغة الأجنبية إلى العربية التي تحمل أكثر من 11 مليون مفردة، مقابل اللغة الإنجليزية التي تحمل قرابة مليون مفردة، ومن تلك الكتب "قصة الفن، قاموس بلاكويل، في ميزان النقد" وغيرها، وهي كتب تخدم الكثيرين من الباحثين، ومنها كتب تحمل أكثر من 200 عنوان، لخصت في مجلد واحد.
وعن تأثير الوضع الاقتصادي العالمي على حركة البيع والشراء قال، إن العامين الماضيين كانت بهما كوفيد-19 والحرب ما أثر سلبًا على السوق العربي، وظهر ذلك في زيادة أسعار الشحن والنشر، وهذا المعرض ثقافي وليس تجاريا بغرض تجميع أكبر عدد من الدول لعرض دور النشر وما أنتجته على المتلقي وتبادل المعرفة.
تونس تشارك بجناحين
وعن مشاركة تونس في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته 54، قالت رئيسة مصلحة التعريف بالكتاب، الإدارة العامة للكتاب، وزارة الشؤون الثقافية بتونس، يمنية المرواني، إن تونس هذا العام تشارك وبقوة، وتتمثل في جناحين أحدهما يؤسسه جناح الناشرين التونسيين بهدف البيع، ويتكون من إصدارات الناشرين المنخرطين في الاتحاد، وجناح رسمي لعرض منشورات الوزارة ومقتنياتها من الإصدارات الجديدة.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، وتشارك تونس لأهمية المعرض بغرض التبادل الثقافي، ونعرض إصدارات تونسية من مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي، وهو مهم، وهو من المستجدات الثقافية، المشجع على الثقافة، وتميزه على المستويين الإفريقي والعربي لمراهناته على المبادرات الشبابية في الصناعات الثقافية، ومن خلالها يتم بعث مشاريع شبابية ذات صبغة رقمية للتعريف بالتراث والآثار وتقريب التراث من كل الأعمار.
واختتمت، هناك مشاركة من وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية وتتمثل في عرض رقمي للمخزون التراثي بتقنية جديدة، وسيكون للرواد موعد معها بداية من 31 من الشهر الجاري، ولدينا مشاركات مبدعين وكتاب والعديد من الأنشطة الثقافية على هامش المعرض.
وبدورها، أضافت ممثلة مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي، هندة سحنون وصاحبة شركة تونسية لترويج التراث التونسي بطريقة ثلاثية الأبعاد مع محتوى تعليمي، هنا في مصر معرض هذا العام ثري وبه تفاعل كبير وتجربة جيدة، والزوار يتفاعلون مع التراث التونسي، لقد كانت أول تجربة لي في المشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، واستفدت كثيرًا وأحببتها.
قطر.. جئنا لتبادل الثقافة والمعرفة
قال ممثل جناح وزارة الثقافة بقطر، أحمد محمد العمادي، إن معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر المعارض الدولية التي تثمن وتنشر الثقافة وبها تنوع، استجبنا لدعوة مصر وسعدنا بالمشاركة بأحدث إصدارات وزارة الثقافة وكتاب قطريين وشعراء وكل جديد وحديث، وما يعطي انطباعا عن قطر للجمهور العربي الحريص على زيارة المعرض.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، موضحا أن المعروض في الجناح يمثل تراث قطر، ودورنا تعريف بالكاتب والراوي القطري وكل جديد، الآن وبعد نهاية كأس العالم كانت هناك فعاليات ثقافية من جميع أنحاء دول العالم عرفت الكثير من الجمهور على طباع قطر ودورها وثقافتها، ونحن هنا لاستكمال ذلك، وما حدث من نجاح في تنظيم قطر لكأس العالم نتيجة لدعوات الجماهير العربية.
أبوظبي في العاصمة المصرية
وبدوره، علق مدير مركز أبوظبي للغة العربية، سعيد حمدان الطنيجي، بقوله، إن الفيلم الوثائقي هو افتتاح لبرنامج مركز أبوظبي للغة العربية والمشاركة في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، وهو حدث مهم على المستوى الدولي وفي هذا المعرض سنقدم برامج مميزة ومتنوعة.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست": "حجر الرحى"، عن الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، وعن نظرة من حوله له ومرحلة ما قبل بناء الدولة ومرحلة البناء، ويأتي هذا الفيلم ضمن البرنامج المتميز الحافل الذي يشارك به مركز أبوظبي للغة العربية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ليسلط من خلاله الضوء على مبادراته ومشاريعه المختلفة في مجال النشر والترجمة، ويصيغ شراكات جديدة مثمرة، تدعم الأهداف الاستراتيجية للمركز، التي يهدف من خلالها إلى ترسيخ مكانة اللغة العربية لغة ثقافة وإبداع، وتمكين إنتاج المحتوى العربي، ودعم المبدعين في مختلف المجالات.
وتمثل مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية تعزيزاً للشراكة المتميزة التي تجمع بين المركز، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يُعد من أكبر التظاهرات الثقافية على مستوى المنطقة، ويستقطب ما يقرب من مليوني زائر سنوياً، إلى جانب عدد ضخم من الناشرين والمتخصصين في صناعة النشر على الصعيدين الإقليمي والعالمي، ما يسهم في نشر رسالة المركز والتعريف بها، ويدعم تحقيق أهدافه وخططه الاستراتيجية المختلفة.