الفائزة بجائزة الشيخ زايد فئة الطاقة: نسعى لتحسين حياة اللاجئين ومواجهة تغيرات المناخ (حوار)
الفائزة بجائزة الشيخ زايد فئة الطاقة: نسعى لتحسين حياة اللاجئين ومواجهة تغيرات المناخ (حوار)
في حقل أضنى العقول، حُسمت المعركة بيد امرأة عربية بفوز شركتها بجائزة زايد للاستدامة للعام الجاري 2023 عن فئة "الطاقة"، باعتبارها أول شركة تتأهل للجائزة المخصصة لحلول وتقنيات تعزيز الاستدامة بالعالم العربي.
جاء الإعلان عن فوز شركة "نيوروتك" الأردنية بفضل تطويرها "خوارزميات" تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بجانب نظام يقوم على تقنيات "سلسلة الكتل"، بهدف توفير مصدر موثوق للطاقة في مخيمات اللاجئين بالأردن، وفق ما نشرته وكالة أنباء الإمارات "وام".
والجائزة هي أحد جهود الاستدامة العالمية، والتي كانت انطلاقتها تحت مسمى "جائزة زايد لطاقة المستقبل"، وهي جائزة عالمية تهدف إلى تخليد إرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتكرّم الجائزة التي تأسست عام 2008 مشاريع مستدامة تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والإلهام ضمن 5 فئات، هي: (الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والمدارس الثانوية العالمية)، والعام الجاري 2023 يصادف مرور 15 عامًا على تأسيسها.
"جسور بوست"، حاورت هبة عبداللطيف أسعد، مدير شركة نيورو تك الأردنية، التي تأسست عام 2018 وتخصصت في الطاقة المتجددة وأنظمة التحكم الذكية.
- ما الهدف من تطوير "خوارزميات" تعتمد على الذكاء الاصطناعي؟
- بداية أتمنى أن يسهم الفوز بالجائزة في تطوير المتحكم الذكي الذي صممته الشركة، والذي يهدف إلى تعزيز فاعلية وكفاءة استهلاك الطاقة في مخيمات اللاجئين والمجتمعات المحلية، التي تعاني نقص الكهرباء.
وتوظف الشركة الأردنية مفهوم تقاسم الطاقة، من خلال فصل الأحمال الكهربائية إلى تدفقات منخفضة وعالية، حسب أولويتها، ومن ثم يضمن المستفيدون الحصول على الكهرباء للاستخدامات اليومية، وتذهب الكهرباء الإضافية للمغذيات ذات الأولوية المنخفضة وفقًا لمدى توافر الطاقة، بحسب معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
بجانب عملها على خفض فواتير الكهرباء لوكالات الإغاثة، حيث وفرت الكهرباء لأكثر من 1000 لاجئ سوري بمخيم الأزرق للاجئين، وأسهمت هذه الخطوة في تخفيف الضغط عن قسم أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى المخيم، الذي كان يستقبل أعدادًا ضخمة من المرضى في أوقات محددة من اليوم بسبب نقص الطاقة، ولكن بعد مساهمة الشركة الأردنية بتوفير الكهرباء على مدار الساعة، أصبح بالإمكان معالجة المرضى في أي وقت على مدار اليوم.
فوزك يقول إن المرأة العربية قادرة وتستطيع متى مُنحت الفرصة، ما تعليقكِ على ذلك؟
أشعر بفخر واعتزاز كوني جزءا من هذا الحدث العالمي والوصول من خلال هذا المشروع لأكبر عدد من المستفيدين واللاجئين ومحاولة التوسع، وأفخر لكوني امرأة عربية، حيث استطعنا فهم المشكلة بشكل دقيق ومفصل حتى نتمكن من حلها.
بالطبع وراء نجاحك قصة ملهمة، فما ومن هو الشخص الأكثر تأثرًا بحياتكِ؟
أكثر أمر أسهم في نجاح المشروع هو كوني عاملة على هذه المخيمات، حيث فهمت معاناتهم وأرى قصصهم ومشكلات انقطاع الكهرباء لديهم، ما حفزني لإيجاد حل لتحسين حياتهم، ومن هنا انطلقت فكرة المشروع.
لقد فكرنا كيف نصمم متحكما ذكيا يتحكم في كمية الطاقة الموزعة على اللاجئين بطريقة عادلة وحكيمة، ويقسم الطاقة إلى قسمين أساسيين؛ الأول يشمل تغطية الأشياء الأساسية كالإنارة والتعليم والصحة وفيه تتاح الطاقة 24 ساعة، والقسم الثاني تخضع فيه كمية الطاقة لعدة معايير مثل عدد اللاجئين ووجود الأطفال والاحتياجات الخاصة والأهم كمية الطاقة المتوفرة، ونحاول حاليًا الوصول لأكبر عدد من المستفيدين سواء في الأردن أو خارجها ولذلك قمنا بعمل شراكات في إفريقيا.
ما الذي قدمه مشروعكم لتقليل حجم التحديات التي يواجهها العالم نحو تحقيق مستقبل مستدام؟
أنظمة الكهرباء تلعب بالخطوط الأمامية لمواجهة تغير المناخ، وعن طريق المتحكم الذكي الذي قمنا بتصميمه استطعنا إنشاء نظام قادر على تصنيع وتنظيم الكهرباء بشكل عادل، إلى جانب تخفيف الانبعاثات الكربونية سواء في المناطق المستهدفة في مخيمات اللاجئين التي أصبحت أكثر ذكاء، أو في مناطق الكائنة خارج المخيمات التي يقطن بها الأقل حظًا ومشكلات في توزيع الكهرباء.
كيف أتتكم فكرة التقديم في الجائزة؟
سمعنا عنها من خلال السوشيال ميديا وقررنا التقديم فيها للتشابه الكبير بين تطلعاتنا وأهداف الجائزة، ومن هنا قدمنا ليكون لنا دور وأثر خاصة أننا نحاول إيجاد حلول لما نواجهه في الشرق الأوسط ويواجهه العالم.
ما خططكم المستقبلية وهل ستكون متعلقة بمشاريع للتغيرات المناخية أو الطاقة؟
من أهم أهدافنا المستقبلية التركيز على إيجاد حلول ذكية قابلة للتطور والتوسع للوصول لأكبر عدد من المستفيدين، وقابلة للتطبيق لأكثر من سيناريو أو طريقة سواء في محدودية استهلاك الطاقة أو لتقليل الانبعاثات الكربونية المسببة لتغيرات المناخ.
كيف استقبل القائمون على المشروع والأردن الخبر؟
كنا محل فخر واعتزاز الأردن والوطن العربي، كوننا شركة عربية استطاعت توفير هذا الحل، وكان لها صدى كبير، وبشكل شخصي فخورة لإيجاد حل لمشكلاتنا بأيدينا لا بأيدي غيرنا.
إذا أردتِ توجيه كلمة لدولة الإمارات وللشباب والطلاب العرب ماذا تقولين لهم؟
أود توجيه الشكر لدولة الإمارات على هذه المسابقة العالمية، وأشجع الشباب العربي على التركيز على الحلول المساعدة على تنظيم حياتنا وحياة المستضعفين، ولا بد أن نضع بصمتنا نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، فبالإيمان بأفكارهم والعمل عليها بجد وجهد ستحققون نجاحات كبيرة.