بكرسي متحرك ونظارة ذكية.. تطويع التكنولوجيا لتيسير حياة أصحاب الهمم
بكرسي متحرك ونظارة ذكية.. تطويع التكنولوجيا لتيسير حياة أصحاب الهمم
شهد عصر التكنولوجيا والنهضة الصناعية، صناعة الكثير من الأجهزة والأدوات التي جعلت حياتنا أسهل وأكثر راحة، وفي حين أن بعض الابتكارات التكنولوجية الحديثة صممت لهدف واحد وهو المتعة والترفيه، إلّا أن العديد منها صُنع لهدف إنساني أسمى كتلك الاختراعات التي اهتمت بأصحاب الهمم لتحدث فرقًا في حياتهم.
بعض تلك الأجهزة بات يعتمد على شبكة الإنترنت فشارك في وضع أصحاب الهمم في قلب كل شيء وفي الوقت والزمان دون أن يفوتهم شيء.
وتغطي هذه الأجهزة على اختلافها، كل أنواع الإعاقات ومنها إعاقة السمع، والبصر وغيرها، وفي ما يلي عرض لبعضها.

جهاز لحماية المكفوفين من الاصطدام
أظهرت دراسة جديدة أنه يمكن لجهاز مبتكر أن يخدم أصحاب الهمم من المكفوفين أو ضعاف البصر وأولئك الذين يعتمدون على العصي الطويلة أو الكلاب المدربة والتي تعد من الوسائل الأكثر شيوعًا بالوقت الحالي، بحسب ما نشرته "ديل ميل" البريطانية.
ويقول فريق علماء بمركز بحثي أمريكي في بوسطن بماساتشوستس، إن أصحاب الهمم الذين يعانون مشكلات بصرية معرضون بشكل كبير لخطر الاصطدام والسقوط، ولا يوجد دليل يذكر حتى الآن على فاعلية بعض الأجهزة الإلكترونية التي يتم تسويقها مباشرة للمستهلكين بدعوى تحذير مرتديها من الأشياء المحيطة.
وأعلن الباحثون عن اكتشافهم الجديد وهو عبارة عن جهاز إنذار مبكر مثبت على الصدر، يمكن أن يقلل من حوادث الاصطدام والسقوط بنسبة تصل إلى 37%.
وقال أستاذ طب العيون في كلية الطب بجامعة هارفارد، الباحث غانغ لو، إن الحركة بشكل مستقل هي "جزء أساسي من الحياة اليومية لكثير من الأشخاص أصحاب الهمم، الذين يعانون مشكلات بصرية، لكنهم يواجهون خطرًا أكبر بالاصطدام بالعقبات عندما يمشون بمفردهم".
وأضاف في تصريحات إعلامية، أنه "على الرغم من أن العديد من أصحاب الهمم من المكفوفين يستخدمون العصي الطويلة لاكتشاف العوائق، فإنه يتم تخطي جميع مخاطر الاصطدام"، مشيرًا إلى أنه وفريقه البحثي سعوا إلى تطوير واختبار جهاز يمكنه زيادة وسائل المساعدة على الحركة اليومية، من خلال تحسين سلامتها.
نظارة تعيد الرؤية لضعاف البصر
طورت شركة كندية نظارات ذكية جديدة أطلقت عليها اسم ESight 3 تساعد فاقدي وضعاف البصر على الرؤية بوضوح وقوة، فضلا عن التعرف على الأشياء المحيطة بهم، مع ملاحظة أنها غير مناسبة للأفراد المصابين بالعمى التام، إلا أنها تعد مفيدة للغاية لأولئك الذين يعانون من ضعف جزئي في الرؤية.
وعلى الرغم من طرح الشركة للنظارة منذ عامين للمستخدمين، فإنها لقيت رواجا كثيفا في الفترة الأخيرة لما تمثله من أهمية لدى فاقدي وضعاف البصر.
وتشبه هذه النظارة نظارات الواقع الافتراضي، إلا أنها تستعمل تقنية الواقع المعزز، والتكنولوجيا الرقمية لتمكين ضعاف البصر أو شبه المكفوفين من التمتع برؤية العالم الحقيقي.

وتعتمد النظارة على كاميرا بدقة HD عالية السرعة وشاشتين من نوع OLED، فيما يمكن للشخص الذي يرتدي النظارة أن يرى صورا واضحة، حيث يمكن للكاميرا الأمامية ذات الدقة 1080P أن تسجل فيديوهات حية لكل شيء في الأفق، لترسله إلى جهاز وحدة المعالجة توضع في الجيب أو الحقيبة، ثم إلى زوج من شاشات OLED.
وتتم عملية معالجة الفيديو بطريقة حسابية لتعزيز التباين والجودة، بحيث تتيح لمستخدميها رؤية أفضل للعالم من حولهم، كما تمتلك الخوذة ميزة التركيز تلقائياً، ما يسمح للمكفوفين بسهولة الانتقال من النظر إلى الأشياء الموجودة ضمن مدى رؤية قصير، وبين الرؤية المتوسطة المدى وصولاً إلى الرؤية البعيدة المدى.
ويمكن لمستخدمي eSight 3 التحكم يدوياً في الألوان والتباين والتركيز والسطوع والتكبير، إذ يجري ذلك بواسطة جهاز تحكم مربوط بالنظارات، وهي مزوّدة بطارية تسمح بتشغيلها نحو 6 ساعات.
ويستطيع مستخدمو نظارة eSight 3 التحكم بالتركيز، والسطوع، والألوان، والتكبير، والتباين بشكل يدوي، وبقدرة تبلغ 24 ضعفا، إذ يمكن لهذه النظارة مساعدة المصابين ببعض أمراض العين المؤلمة، وبعض أشكال الزرق، وغيرها من الحالات.
تطبيقات لمساعدة ضعاف السمع
تعمل شركة متخصصة في أجهزة علاج ضعف السمع على تطوير تطبيقات جديدة للهواتف الذكية لزيادة الصوت على أجهزة مساعدة، أو تحويل تلك الأجهزة إلى سماعات لإجراء مكالمات هاتفية ومشاهدة تسجيلات مصورة ومواد موسيقية بموقع يوتيوب على الإنترنت.
ويعاني نحو 36 مليون أمريكي من مشكلات في السمع وفقا لبيانات المعهد الوطني للصمم، لكن نحو 5% فقط ممن قد تفيدهم الأجهزة المساعدة يستخدمونها.
وقال لارس فكسموين رئيس شركة جيان ريساوند الدنماركية المصنعة لأجهزة علاج ضعف السمع في تصريحات إعلامية، إن الناس يحتاجون دائما لوسائل جيدة مساعدة للسمع، لكن ما يميز هذه الوسائل عن وسائل باقي الشركات هو إمكانية استخدامها مع الهواتف الذكية وحاجتها إلى تطبيقات.

ويحوّل التطبيق المجاني الجديد واسمه "ريساوند سمارت" المخصص لأجهزة آيفون وسائل علاج السمع إلى سماعات للرأس ويسمح لمستخدميها بضبط الإعدادات الأساسية في أجهزتهم السمعية عن بعد ويخزن إعدادات محددة لأماكن بعينها.
وقال مسؤول قطاع السمعيات بالشركة، لوريل كريستنسن: لنفترض أنك في مكان تتردد عليه طوال الوقت مثل مقهى حيث يمكن إجراء تعديلات الصوت وسيتذكر جهازك المساعد الإعدادات الخاصة بهذا المكان في كل مرة تذهب إليه.
وتنتج الشركة وسائل مساعدة للسمع تطلق عليها اسم ريساوند لينكس، تبلغ كلفة الواحدة منها نحو 6000 دولار، ويمكن استخدامها مع جهاز آيفون أو من دونه.
كرسي مجهز لمعاقي الحركة
تمكن مخترع بريطاني من الفوز بجائزة قدرها مليون دولار، بعدما استطاع أن يطور كرسيا متقدما للأشخاص المقعدين، حتى يتحركوا بشكل أكثر راحة وسلاسة.
يمتاز هذا الكرسي الذي جرى تصميمه لمساعدة معاقي الحركة، بوزنه الخفيف، وهو مشروع قائم منذ ثلاث سنوات.
وجاء هذا المشروع في إطار مبادرة من 4 ملايين دولارات تم منحها إلى باحثين لأجل مساعدة الأشخاص الذين يعانون شللا في أطراف الجسم السفلية.
والفائز بهذه الجائزة، أندرو سلورانس، (51 عاما)، هو أيضا من مستخدمي الكرسي المتحرك، وتبعا لذلك، فقد كان يدرك أن انحراف الكرسي إلى الخلف من بين أبرز مسببات الحوادث.
وحاول المخترع أن يجد حلا لهذه العقبة من خلال الكرسي المتحرك الذي جرى تصميمه وأطلق عليه اسم "Phoenix i".

من مزايا هذا التصميم أنه يتيح توزيع الوزن على الكرسي، بشكل تلقائي، من أجل إبقاء المستخدم في حالة توازن وتجاوب.
عصا تساعد المكفوفين
أعلن باحثون بجامعة ستانفورد الأمريكية، ابتكار عصا ذكية مزودة بمستشعرات تساعد أصحاب الهمم من المكفوفين أثناء السير في الشوارع.
وأجرى الباحثون تجارب على العصا الذكية، مؤكدين أنها تزيد من سرعة المكفوفين بنسبة 18 بالمئة.
وبحسب موقع "سيانس أليرت" العلمي، يقول الباحثون إنهم استعاروا التقنية المستخدمة في السيارات ذاتية القيادة، يمكنها تحديد المعيقات في البيئة المحيطة للكفيف وتنبيهه بشأنها، ودفعه بعيدا عنها إلى مكان آمن.
وتعتمد العصا الجديدة على تقنية (LIDAR) التي تحدد الضوء والمدى، إذ تستخدم هذه التقنية أشعة الليزر لاكتشاف الأشياء وتحديد المسافة منها، وتشبه هذه التقنية طريقة عمل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وتعتمد عصا المكفوفين الجديدة أيضا على العديد من خوارزميات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك بناء طريقة لبناء خريطة لمنطقة غير معروفة، مع تتبع موقع وحركة الكفيف.
وحسب وسائل إعلامية، تم تطوير العصا الجديدة بمساعدة أشخاص مكفوفين قدموا ملاحظات قيمة، وفق ما قال فريق تصميم الابتكار الجديدة. وتشكل الوسيلة الجديدة ثورة كبيرة في حيات المكفوفين، نظرا لوجود نحو 250 مليون شخص في العالم يعانون مشكلات في البصر تصل حد فقدانه التام.

والنماذج الحالية من العصي الذكية مكلفة وثقيلة إلى درجة تبدو معها غير عملية، لكن العصا الجديدة تبدو أكثر سهولة وبسعر يصل إلى 400 دولار فقط.
ويقول المهندس الميكانيكي في جامعة ستانفورد، باتريك سليد: "نريد شيئا أكثر سهولة من مجرد عصا مزودة بمستشعرات".
وأضاف: "نريد شيئا لا يبلغك فقط بأن هناك شيئا يعترض طريقك، بل يخبرك بماهية هذا الشيء ويساعدك في الالتفاف حوله".