تصاعد الأزمة الإنسانية.. اليمن يواجه ثالث أكبر أزمة جوع في العالم
تصاعد الأزمة الإنسانية.. اليمن يواجه ثالث أكبر أزمة جوع في العالم
في بلد أثقلته سنوات الحرب المستمرة، يقف اليمن اليوم على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة، إذ تتزايد مؤشرات المجاعة بشكل حاد، فيما يتعرض العاملون في المجال الإنساني لمخاطر متصاعدة تعوق جهودهم في إيصال المساعدات، ومع تفاقم الصراع وتدهور الأوضاع المعيشية، بات ملايين اليمنيين يواجهون خطر الجوع والمرض في واحدة من أسوأ الأزمات العالمية.
وبمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، دقّت عشرات المنظمات الأممية والدولية ناقوس الخطر محذّرة من أن استمرار استهداف العاملين الإنسانيين يشكّل تهديدًا مباشرًا لحياة الملايين الذين يعتمدون على الدعم الخارجي للبقاء.
وبينما يتواصل احتجاز موظفين أمميين ومنظمات غير حكومية تعسفيًا، ترتفع أعداد المحتاجين إلى المساعدات، ما يعكس حجم التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن المنهك بالحرب.
وحذّرت 68 منظمة أممية ودولية، اليوم الثلاثاء، في بيان مشترك بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، من تزايد المخاطر التي تهدد العاملين في المجال الإنساني باليمن، مؤكدة أن البلاد تقف على أعتاب ثالث أكبر أزمة جوع على مستوى العالم.
عنف ضد العاملين الإنسانيين
قالت المنظمات، إن اليمن شهد منذ مطلع العام الجاري 17 حادثة عنف ضد العاملين في المجال الإنساني والأصول التابعة لهم، فيما لا يزال عشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية محتجزين تعسفياً لدى سلطات الأمر الواقع (جماعة الحوثي)، بينهم من تجاوزت مدة احتجازه عامًا كاملاً.
وأضاف البيان أن استهداف العاملين في المجال الإنساني "لا يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي فحسب، بل يعد أيضًا هجومًا غير مباشر على ملايين اليمنيين الضعفاء الذين يعتمدون على المساعدات المنقذة للحياة".
وأشارت المنظمات إلى أن الوضع الإنساني في اليمن بلغ مستويات حرجة، إذ من المتوقع أن يعاني أكثر من 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول سبتمبر المقبل، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وتفشي الأمراض.
أثر وخيم على الأطفال والنساء
حذرت المنظمات من أن هذه الأوضاع سيكون لها أثر وخيم على الأطفال بشكل خاص، إلى جانب الفئات الأكثر ضعفًا مثل النساء والفتيات والنازحين واللاجئين والمهاجرين وذوي الإعاقة.
وطالب البيان بضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني وتمكينهم من أداء مهامهم دون تدخل أو قيود غير مبررة، إلى جانب الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الموظفين المحتجزين.
ويواجه اليمن منذ نحو عقد حربًا مدمرة بين القوات الحكومية والحوثيين، أدت إلى انهيار المنظومة الاقتصادية والخدمات الأساسية، وصنعت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث تهدد المجاعة الملايين وتضع حياة جيل كامل على المحك.