"الإمارات للإفتاء الشرعي": يوم الأخوة الإنسانية يجسد مبادئ الإخاء والتعاون المشترك

"الإمارات للإفتاء الشرعي": يوم الأخوة الإنسانية يجسد مبادئ الإخاء والتعاون المشترك

أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن يوم الأخوة الإنسانية يجسد مبادئ الإخاء والسلمية، والتعاون المشترك لما ينفع البشرية، وفق وكالة أنباء الإمارات، وام.

واعتبر رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي العلّامة عبدالله بن بيّه، أن الاحتفاء الدولي بيوم الأخوة الإنسانية الذي اقترحته دولة الإمارات العربية المتحدة يدل على المكانة التي وصلت إليها الدولة بفضل توجهات قيادتها الحكيمة، حيث أصبحت المرجع والنموذج في ترسيخ قيم السلام والتسامح والمحبة في العالم.

وأضاف أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بأدوار ريادية، حيث استضافت توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين الإمام الأكبر شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان رئيس الكنيسة الكاثوليكية، كما سارعت بتقديم يد العون والتضامن من دون النظر إلى دين أو عرق، جاعلة من إغاثة الإنسان حيثما كان البوصلة والهدف الأسمى لجهودها، ومجسدة التضامن الذي تدعو له الأديان والأخلاق النبيلة.

وأشار "بن بيّه" إلى أن لدى الإنسانية مشتركات كثيرة أدَّى تجاهلها وإذكاء الخصوصيات بدلها إلى كثير من الحروب والدمار، وإلى ابتعاد البشرية عن القيم التي أرساها الأنبياء -عليهم السلام-، قيم الخير والمحبة والتراحم.

وأوضح أن هذه المشتركات على مستويات مختلفة، منها المشتركات على مستوى الدين الواحد، ومنها مشتركات على مستوى مجتمع الديانات، ومنها مشتركات عامة يجتمع فيها جميع البشر وتتجسد في القيم الإنسانية، مؤكداً أن تفعيل هذه الدوائر والوصل بينها في تناغم وانسجام هو الذي من شأنه أن يرأب الصدع ويزيل سوء الفهم ويخفِّف من غلواء الاختلاف ويمهد للسلام الدائم.

رؤية للمستقبل

وقال مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الدكتور عمر حبتور الدرعي، إن جوهرَ "الإنسانيةِ" وتقدُّمَها وحياتَها في أُخوتها وتواصلِها وتسامحِها، لافتا إلى أن "الأخوةُ الإنسانية" بها نَستظلُّ في حاضرنا، وهي اليد التي نصافح بها العالم، ونَستشرفُ برؤيتها المستقبلَ.

وأضاف أن مبادرة الأخوّة الإنسانية انطلقت من دولة الإمارات وبرعاية كريمة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وها نحن نحتفي بها في عام الاستدامة، فأخوّة اليوم هي ازدهار الغد؛ إذ الأخوّة الإنسانية حافز الاستدامة وطريقها وبوابتُها الفسيحة، وتعود عليها بالرسوخ والثبوت، رسوخًا يصل عروقها بأبوّة آدم عليه السلام، وتلك حقيقة لا تتغير مهما تبدلت الأحوال والظروف.

وأكد أن هذه المناسبة التي تَتَلون بألوان العالم والإنسانية، وتَتَزامن مع "عام الاستدامة"، نستدعي في إحيائها كل المعززات لها، وننهض بأجيالنا ومنجزاتنا الحضارية، ورؤانا وآمالنا الكبيرة، للوعي بها، وتجسيدِها سلوكًا وممارسة، مجتمعات وأفرادا، مبرهنين أن "الأخوة الإنسانية مسؤولية الجميع"، وأنها سلوك إماراتيٌّ أصيل، فدولة الإمارات "أيقونة الأخوة الإنسانية".

تحقق مقاصد الإسلام

وقال عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الدكتور أحمد الحداد، إن ذكرى يوم الأخوة الإنسانية تتجدد في 4 من نوفمبر، ويتجدد الحديث معها عن أثر هذه الوثيقة بين البشرية، معتبرا هذه الوثيقة التي يعتز بها المسلمون؛ لأنها تحقق مقاصد الإسلام في السلام والوئام بين الأنام.

وأضاف "الحداد"، أن الوثيقة حظيت باهتمام كبير من العالم، حتى غدا يوم 4 من نوفمبر يوما عالميا لنشر قيم السلام والسماحة والإخاء بين البشر.

وقال إن الواجب على الإنسانية أن تحيي هذه الذكرى بتطبيق مبادئها الإخائية والسلمية، والتعاون المشترك لما ينفع البشرية، فهذا هو المغزى الأساس من جعل هذا اليوم يومًا عالميا نحتفي فيه بالأخوة الإنسانية العالمية.

دعوة العيش المشترك

وقال عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي القاضي المستشار إبراهيم آل علي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تبنت وثيقة عالمية هي: "وثيقة الأخوة الإنسانية"، من خلال ترسيخ مفهوم التسامح الذي تنتهجه دولتنا الفتية باعتبارها دولة السلام والأمان التي تتميز بتنوعها الثقافي والحضاري، وتتجسد فيها دعوة العيش المشترك والتألف والتآخي بين مختلف شرائح المجتمع على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم الدينية، وهو مفهوم يتفق ومبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء التي تؤكد احترام الأديان وكرامة الإنسان.

ونوه إلى أن دول العالم تحتفل في الرابع من فبراير من كل عام بهذه المناسبة، لتؤكد تعاون الشعوب وتآلفهم لخلق السلام على الأرض وبث روح التعاون بينهم، لما فيه خير البشرية جمعاء دون تعصب أو تحيز لدين معين أو ملة معينة، ونبذ الطائفية الدينية والتعصب المذهبي وإحلال السلام والوئام بين الشعوب والأمم، من أجل عمارة الأرض وتحقيق سعادة البشرية وازدهارها.

الكرامة الإنسانية

وقالت عضوة مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الدكتورة شمة يوسف الظاهري، إن الكرامة الإنسانية هي المصطلح الأعلى والأشمل لبيان القيمة الإنسانية والبشرية، والناظر في الشريعة الإسلامية وأحكامها يجد أن مكمنها وغايتها هو تحقيق مصلحة الإنسان بدرء المفاسد عنه في الدنيا والآخرة؛ لينعم بسعادة الدارين، فأتت الشريعة بكمالها، وتمام أحكامها، ومبادئ أخلاقها؛ لحفظ المقاصد الكلية الخمس: (الدين والنفس والعقل والنسل والمال).

وأكدت أن صون الكرامة الإنسانية من أوجب الواجبات لتقدم المجتمعات وازدهارها فينبغي تمكين الإنسان وإعطاؤه كل الأولوية واحترامه، وتقديره، لمجرد آدميته التي يتمتع بها، أيا كان جنسه أو لونه أو عرقه، ما ينعكس بالخير على المجتمعات الإنسانية، وهذا ما أكدته وثيقة الأخوة الإنسانية بمبادئها وأهدافها السامية.

تعايش سلمي

وقال عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الشيخ أحمد الشحي، إن من أهم القيم التي يحتاج إليها الناس في تعاملهم مع بعضهم على اختلاف ثقافاتهم وأعراقهم وأديانهم؛ التعايش السلمي فيما بينهم، واحترام بعضهم بعضًا، فلا يظلم أحدٌ أحدًا، ولا يعتدي أحدٌ على أحد، فتصان الأنفس والأرواح، وينتشر السلام والاستقرار في المجتمعات، وتسود الرحمة والتكافل، وتلك مقاصد مهمة من مقاصد الإسلام، الذي اعتنى عناية كبيرة بحفظ الضروريات الكبرى، وأرسى المبادئ والقيم التي تحفظها.

وأوضح أن البشر إخوة في النسب البعيد، كلهم يرجعون إلى أصل واحد، وهو آدم عليه السلام، وذلك يقتضي منهم أن يتعاملوا معًا وفق أقوم خلق وأهدى سلوك، وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية وحدة الأصل الإنساني، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ}، وفي الحديث النبوي: «الناس ولد آدم، وآدم من تراب»، وفي ذلك حثٌّ على التواضع واستصحاب الأخلاق الحميدة في التعامل مع الناس جميعًا.

وأضاف: تجلت تلك المبادئ بأبهى صورة في سيرة نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان قدوةً في صدقه ووفائه وعدله وعفوه وإحسانه وبره ورحمته وصبره ونصحه وتعليمه وشفقته ولطفه، ولذلك وصفه الله تعالى بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.

وأكد أن ترسيخ هذه الأخلاق الحضارية الراقية من الأهمية بمكان، فهي تهذب التطرف والتعصب، وترسخ التراحم والتكافل، وتغرس في النفوس محبة الخير للناس، فلا يقول الإنسان إلا الكلمة الطيبة، ولا يحرص إلا على الفعل الجميل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية