مقتل 4 أشخاص ونزوح الآلاف جراء إعصار عنيف في نيوزيلندا
مقتل 4 أشخاص ونزوح الآلاف جراء إعصار عنيف في نيوزيلندا
كشفت الشرطة النيوزيلندية، اليوم الأربعاء، عن أن أربعة أشخاص على الأقل بينهم رجل إطفاء لقوا حتفهم بعد أن ضرب إعصار عنيف البلاد، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وتسبب الإعصار "جابرييل" في عمليات إجلاء واسعة النطاق وانقطاع التيار الكهربائي وإلحاق أضرار بالممتلكات عبر مساحات شاسعة من جزيرة "نورث أيلاند".
وانتشلت فرق مكافحة الحرائق والطوارئ جثة تقع تحت انهيار أرضي نجم عن الإعصار في موريواي، بالقرب من أوكلاند، ويعتقد أنها لرجل إطفاء متطوع مفقود منذ انهيار أحد المنازل ليلة الاثنين.
وتوفي ثلاثة أشخاص في منطقة خليج هوك التي تضررت بشدة، فيما حذر وزير إدارة الطوارئ كيران ماكنولتي من أن عدد القتلى قد يرتفع.
وقال ماكنولتي: "أريد أن أكون واضحا حقا، إنه ليس توقعا، إنه مصدر قلق أحمله باستمرار، نحن نتحدث عن حدث مناخي هائل غير مسبوق".
ولا يزال عدد من البلدات معزولا تماما بسبب الفيضانات الشديدة والانزلاقات.
وقال وزير إدارة الطوارئ، إن نحو 10 آلاف و500 شخص نزحوا بسبب العاصفة، بينما انقطعت الكهرباء عن 144 ألفا.
من جانبها، قالت الشرطة النيوزيلندية إن هناك 1442 بلاغا عن أشخاص فقد الاتصال بهم، معظمهم من المناطق الشرقية من نورث آيلاند.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل 3 أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.