عضو بمنظمة الفاو: السدود العملاقة والفوالق البحرية أسباب الزلازل.. وأمريكا الأكثر عرضة لها
عضو بمنظمة الفاو: السدود العملاقة والفوالق البحرية أسباب الزلازل.. وأمريكا الأكثر عرضة لها
يقول محمد مراد إيلدان، إن "القوة العظمى التي يمكن أن تهز الأرض إما: الزلازل الضخمة وإما الأفكار الكبيرة"، وعادة يخشى الناس ما لا يقدرون على التحكم فيه وما يجهلونه، ولذا تعد الزلازل مصدرًا للكوارث، فضلًا عن الدمار، لما تُلحقه بالمدن وأهلها.
ولكن ما هي أسباب الزلازل، وهل أنواع التربة جميعها واحدة يؤثر فيها الزلزال أم أنها تختلف، وما هي أكثر الدول المعرضة لها؟
أكدت العديد من الأبحاث أن طبيعة التربة تؤثر بشكل مباشر على حجم الأضرار الناجمة عن الزلازل.
ووفقًا لتقارير متخصصة، تشير الأبحاث إلى أن الزلازل في التربة الصخرية الصلبة تكون مخاطرها أقل، خلافا للتربة الرملية المشبعة بالمياه.
وتشير الأبحاث إلى أن التربةَ الصخرية تكون أقوى في مقاومة الزلازل من التربة الضعيفة، لأنها -بسبب وجود الصخر فيها- تتميز بمقاومة احتكاك كبيرة.
وفيما يتعلق بالتربة الجافة أو قليلة الرطوبة، فهي مناسبة لتأسيس المباني والمنشآت خصوصا في المناطق المصنّفة بأنها ضعيفة النشاط الزلزالي.
وعلى النقيض، فإن التربةَ الرملية المشبعةَ بالرطوبة مثل التربة الرملية الموجودة قرب البحار فإن تعرضها لهزات أرضية قد يؤدي إلى انهيار المنشآت المُقَامَةِ عليها.
تسييل التربة يفاقم من حدة الأضرار
كما أن تسييل التربة مع وقوع الزلازل يعمل على تفاقم الأضرار، وتحدث ظاهرة تسييل التربة عندما تفقد التربة صلابتها نتيجة تشبعها بالماء.
ومن الأضرار التي تنجم عن ذلك، خسائر فادحة في الممتلكات، وغرق وميل المباني، وانهيار المنحدرات، وهبوط وتشقق سطح الأرض.
وبالنظر إلى هذه الأضرار، فإن الخبراءَ ينصحون دائما بأن تكون كافة الأبنية ملائمة لطبيعة التربة، تفاديا لوقوع الكوارث.
الفوالق البحرية والزلازل
علق عضو منظمة الفاو، وأستاذ الموارد المائية واستصلاح الأراضي بجامعة القاهرة، الدكتور نادر نورالدين محمد، بقوله، إن البحار الموجودة على سطح الكرة الأرضية ما هي إلا فوالق، فمصر يحيط بها البحر المتوسط شمالًا ويفصلها عن أوروبا، والبحر الأحمر يفصلها عن آسيا، وقد يكوّنا مصادر للزلازل تبدأ من قاع البحار، وقد تتسبب في تسونامي لو كان الزلزال قويا لدرجة رفع سطح المياه، ومنطقة شرق تركيا والتي تفصلها عن سوريا هي منطقة فالق عظيم وهناك منطقة في الجنوب وتسبب زلازل، وكذلك اليابان لأنها جزيرة ناشئة من دفع المياه لها وتكونت اليابسة، وبالتالي دائمًا ما تتكرر فيها الزلازل.
وأضاف أستاذ استصلاح الأراضي في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، هناك أماكن ثابتة تحدث فيها الزلازل منها أمريكا، فالفالق العظيم في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية حول ولاية كاليفورنيا دائم تكوين الزلازل، وكذلك جبال الأنديز، وفي إفريقيا هناك أخدود عظيم نسميه الوادي المتصدع، وكان من أسباب اعتراض مصر على إقامة السد الإثيوبي أنه مقام على فالق، وقد يزيد من الحركات الزلزالية وتحركات قشرة الأرض تحت السد.
وأتم نورالدين، ولذا في بعض المراجع أرجعت زلزال السد الكبير في تركيا وسوريا إلى سد أتاتورك العظيم المعمول بسعة 49 مليار وأمامه 20 سدًا.. ربما يكون السبب في الزلزال الذي لم نرَ مثيله منذ قرابة مئة عام، ولذا بدأ تفريغ بعض هذه السدود لتفريغ الضغط على قشرة الأرض، وفي أمريكا كان هناك سد كبير تسبب في زلازل وتهدم بسببها السد وتكرر في الصين أيضًا.
اليابان نموذجاً
تعتبر اليابان نموذجا ناجحا في تفادي أضرار الزلازل، تشتهر اليابان بناطحات السحاب الأكثر مقاومة للهزات الأرضية في العالم، رغم وقوعها في بؤرة حزام الزلازل.
ووفقًا للأحداث والتاريخ، عانت اليابان من الزلازل طويلًا، كان أسوأها زلزال كانتو الكبير، عام 1923، وبلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر، ودمّر طوكيو ويوكوهاما، وأودى بحياة أكثر من 140 ألف شخص.
وتطبق اليابان منذ ذلك الحين معايير صارمة على الأبنية، أبرزها قانون يحدد متطلبات المباني لمقاومة الزلازل، بما في ذلك السماكة الموصى بها للأعمدة والجدران لمواجهة الاهتزاز الأرضي.
وقانون آخر خاص بالمباني الشاهقة، يوصي باستخدام مُخمّدات تمتص الكثير من طاقة الزلزال، بحيث يتم وضعُ طبقات من المطاط السميك على الأرض، لامتصاص الهزات بشكل كبير.
ووفقًا لتقارير صحفية، تفرض اليابان قانونا يُعد الأكثر تقدما للمباني المقاومة للزلازل، وهو أيضا الأعلى تكلفة.
وفيه معايير لبناء هيكل المبنى نفسه بشكل معزول عن الأرض، “بواسطة طبقات من الرصاص والفولاذ والمطاط التي تتحرك بشكل مستقل مع الأرض تحتها عند حدوث الهزات الأرضية”.
ويقول المحللون إن نقطة التحول في اليابان مع الزلازل كانت في عام 1923، بعد زلزال كانتو، كما أن المباني في اليابان تأخذ في الاعتبار التربة التي تبنى عليها، فالتربة عامل مهم جدا، وتجرى عليها دراسات عديدة، للوصول إلى أفضل أساس للمباني.