المالكي يمثل أمام القضاء المغربي لاستهزائه بالقرآن

حالة من الغضب والسخط والاستنكار الشديدة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تجرؤ "اليوتيوبر" المغربي، إلياس المالكي، على الاستهزاء بالقرآن الكريم في "لايف" على قناته المسماة بـ"التافهة". 

وكان المالكي المثير للجدل، قد ظهر في "لايف" على قناته على "اليوتيوب"، وهو يستهزئ بالقرآن الكريم بتحريف آيات سورة الفلق وبطريقة تهكمية مرفقة بالتلفظ بكلمات نابية، ما أثار غضب المغاربة واستفز مشاعرهم. 

وشن النشطاء المغاربة هجومًا شرسا على المالكي، منددين بفعله مؤكدين وجوب محاسبته، وانطلقت حملات فيسبوكية مطالبة بإلغاء متابعته وحذف الاشتراك بقناته وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما استجاب له الآلاف في ظرف قياسي، ليجعلوا تلك الحسابات خاوية على عروشها. 

والغريب، أن اليوتيوبر رد على حالة الاستنكار بتدوينة "سب" من خلالها المغاربة بكلمات بذيئة، متعهدا بالامتناع نهائيا عن بث "لايفات" لهم، لأنهم "كايتسناوه يغلط"، على حد تعبيره.

يشار إلى أن إلياس المالكي يتربع على صدارة المنصات الاجتماعية خلال الأشهر الماضية، وذلك من خلال فيديوهات "الستريم" التي اشتهر بها والتي تحقق نسب مشاهدة مرتفعة.

إلياس أمام القضاء

حاول المالكي تقدم اعتذار على صفحته الرسمية في "إنستغرام" يؤكد من خلالها أنه لم تكن له نية في تحريف القرآن، وإنما مجرد زلة لسان، لكن النشطاء المغاربة أجمعوا على رفض اعتذاره، مطالبين بتدخل النيابة العامة ومتابعة الجاني بتهمة ازدراء المقدسات. 

ولجأ كثير من رواد السوشيال ميديا المغاربة إلى تقديم شكاوى إلى النيابة العامة المغربية، عبر الموقع الإلكتروني المخصص لذلك، وكذا عبر مراسلة الصفحات الرسمية لمديرية الأمن الوطني. 

وأكد المالكي في مباشر له أمس أنه مستدعى من طرف شرطة مدينة الجديدة، وأنه سيذهب ليمثل أمامهم.

تراشق لا نقداً

بعد ما طالبت بمحاسبته، هاجم إلياس المالكي الديفا المغربية لطيفة رأفت، ووصفها بـ"خالتي لطيفة"، بعد أن أقدمت على التعليق عما بدر منه من فعل تجاه الدين الإسلامي. 

وكتبت لطيفة: "إلياس ولدي أولا أنا ما كنعرفك ولا كنعرف حساباتك ولا قناتك يعني ما عنديش معك حساب شخصي باش نهاجمك.. أنا غنلوم أي حد قام بفعل مماثل لما قمت به".

وتابعت الديفا :"والسماح طلبه من رب العالمين ماشي مني أنا.. أنا عبدة مثلك خطاءة ولنا أخطاء نتمناو من الله عز وجل يسمحنا وغفرلنا، إذا السماح والعفو طلبه من خالقك أولدي…. نطلب من الله يسمح لينا جميعا وثق بأن الله غفور رحيم".

هذا وردت لطيفة بطريقة لبقة وسلسة على استهزاء المالكي قائلة :"لتدكير خالتك عنها 57 عاما ماشي 80 حيت الله يطول ربي فعمري 800 عام عاد غدي ندخل السوشل ميديا".

جريمة ازدراء أديان

قال الأستاذ بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وعضو لجنة الملكية الفكرية بالمجلس الأعلى للثقافة، الدكتور أحمد سعيد عزت عامر، إن تلك الجريمة تُوصف قانونا بأنها ازدراء أديان، ومن ثم وجبت محاكمة إلياس مالكي.

وأضاف أستاذ القانون في تصريحات خاصة لـ"جسور بوست"، إن القانون المغربي واضح في ذلك، وما فعله هذا الشخص يضمن سجنه مثلما حدث في 2021 مع الفتاة التي أسمت سورة الكوثر بـ"الويسكي"، حيث عوقبت بالسجن ثلاث سنوات وبغرامة مالية كبيرة.

الدكتور أحمد سعيد عزت عامر

واستطرد: قارئ القرآن مجرد مؤدٍ للقرآن المكتوب، حيث يعتمد على مصنف سابق الوجود ويتلوه بصوت مميز وبأسلوب مبتكر، والتلاوة للقرآن هي حق مجاور يعني حق أداء فقط لا إبداع وابتكار وزيادة ونقصان، والقرآن مصون بذاته من كل تحريف أو تبديل مهما تكالبت عليه أصحاب النفوس غير السوية، ولذا لقراءة القرآن لا بد من الحصول على إجازة من الأزهر الشريف، بحكم أن من مهامه الإشراف على من يقرأ القرآن على العامة، وعليه فإن تلاوة أي شخص بدون إجازة مخالف للقانون، وللأزهر الشريف إقامة دعوى وأخذ إجراءات قانونية لكل من تلا القرآن علانية بدون الحصول على إجازة، وكذلك له حق المطالبة بحجب الفيديو من مصر وتوقيع العقوبة على من ارتكب تلك الجريمة.

ليست المرة الأولى

لم تكن واقعة إلياس المرة الأولى التي يساء فيها للقرآن الكريم، حيث سبق وأدانت المحكمة الابتدائية بمراكش، مهاجرة مغربية بالحبس النافذ، بعد متابعتها من طرف النيابة العامة، في حالة اعتقال من أجل المس بالمقدسات الدينية للشعب المغربي على منصات التواصل الاجتماعي. 

وقضت المحكمة بـ3 سنوات ونصف سنة حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة قدرها 50.000 درهم. 

ووفقًا لتقارير صحفية، تورطت المعنية بالأمر، التي تبلغ من العمر 23 سنة وتحمل الجنسية الإيطالية، في تحريف سورة من القرآن الكريم ونشرها على صفحتها بمنصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" سنة 2019.   

وجاءت متابعة المتهمة بعد توقيفها من طرف أمن مطار الرباط- سلا يوم 20 يونيو الماضي، جراء مذكرة بحث وطنية من طرف أمن مراكش منذ سنة 2019 عقب مغادرتها التراب الوطني، إثر حصولها على شهادة الباكالوريا، وذلك من أجل "نشر منشور يسيء إلى الدين الإسلامي". 

وتابعت حينها النيابة العامة المتهمة بصك اتهام يتضمن "الإساءة إلى الدين الإسلامي عبر منشورات وتوزيعها وبثها للعموم عبر الوسائل الإلكترونية والسمعية والبصرية التي تحقق شرط العلنية"، وهذه الأفعال منصوص عليها وعلى عقوبتها في القانون الجنائي، وكانت المدانة قد حرفت سورة "الكوثر" ونشرت التحريف على حسابها بمنصة التواصل الاجتماعي تحت اسم "سورة الويسكي".