ترحيب عربي ودولي باتفاق الرياض وطهران على استعادة العلاقات
ترحيب عربي ودولي باتفاق الرياض وطهران على استعادة العلاقات
رحبت العديد من الدول العربية والأجنبية بالاتفاق الذي أعلنت عنه كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الإيرانية، بعودة استئناف العلاقات بين البلدين بعد قطيعة استمرت نحو 7 سنوات، والذي يأتي برعاية صينية، فيما يراه مراقبون بأنه سيشكل حركة تغييرات كبيرة للأوضاع السياسية والدبلوماسية في المنطقة.
ورحّبت الولايات المتحدة الأمريكية بالاتّفاق، لكنّها أضافت أنه ينبغي رؤية "ما إذا كانت إيران ستفي بالتزاماتها"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "سنرى.. إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق، فهذا ليس نظامًا يفي بكلامه عادةً".
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فقال في بيان إن "علاقات حسن الجوار بين إيران والمملكة العربية السعودية أساسية لاستقرار منطقة الخليج".
من جهتها، رحّبت فرنسا بالإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسيّة بين السعودية وإيران، داعيةً في الوقت نفسه طهران إلى "التخلّي عن أعمالها المزعزعة للاستقرار".
إشادة عراقية وفرحة لبنانية
في بغداد، اعتبرت وزارة الخارجيّة العراقية أنّ الاتّفاق "يُعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة.. ويؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".
ورحّب وزير الخارجيّة اللبناني عبدالله بوحبيب بالاتّفاق، معتبرًا أنه "سيترك أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة".
في لبنان أيضا، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله: "هذا تحوّل جيّد، لماذا نكون سعداء؟ لأن لدينا ثقة في أنه لن يكون على حساب شعوب المنطقة، بل لمصلحة شعوب المنطقة".
وأعرب الأردن عن أمله في أن "تُسهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وبما يحفظ سيادة الدول وعدم التدخّل بشؤونها الداخليّة وبما يخدم المصالح المشتركة".
مصر والإمارات وقطر يرحبون
ورحّبت الإمارات العربية المتحدة وقطر باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية، فضلًا عن موقفين مماثلين صدرا عن منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي.
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد على تويتر، السبت، إن عودة العلاقات بين السعودية وإيران خطوة هامة نحو الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وعبر المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أمس الجمعة، عن ترحيبه باتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.
وكتب أنور قرقاش في تغريدة على تويتر: "نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونثمن الدور الصيني في هذا الشأن".
من جانبها، ثمنت مصر، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران بما سيسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي: "تقدر مصر هذه الخطوة الهامة، وتُثمّن التوجه الذي انتهجته السعودية في هذا الصدد، من أجل إزالة مواضع التوتر في العلاقات على المستوى الإقليمي، وتأكيد ارتكازها على مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة من حيث احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها، وترسيخ مفاهيم حُسن الجوار وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة".
أمّا في إسرائيل، عدوّة إيران اللدودة، فقد اعتبر زعيم المعارضة يائير لبيد، أنّ "الاتّفاق بين السعودية وإيران يشكّل فشلًا تامًّا وخطرًا لسياسة الحكومة الإسرائيليّة الخارجيّة".
استئناف العلاقات
أعلنت إيران والسعودية، الجمعة، استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي على تغييرات إقليمية دبلوماسية كبرى.
وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) ووكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، أنه على أثر محادثات، "تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران".
انقطعت العلاقات بين الرياض وطهران عام 2016، عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعيّا معارضا يُدعى نمر النمر.
وأوردت وكالة "إرنا"، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني أجرى محادثات مكثفة مع نظيره السعودي في الصين "من أجل حل المشكلات بين طهران والرياض بشكل نهائي".
في بيانهما المشترك، شكرت إيران والسعودية "العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022".
وأعرب الجانبان عن "تقديرهما وشكرهما قيادة وحكومة جمهوريّة الصين الشعبيّة على استضافة المحادثات ورعايتها وجهود إنجاحها".