في اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام.. 70 دولة حول العالم لا تزال ملوثة

في اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام.. 70 دولة حول العالم لا تزال ملوثة
حملة توعية للأطفال حول الألغام الأرضية

بعد مرور أكثر من عقدين على اعتماد معاهدة حظر الألغام التاريخية وإنشاء دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، تمّ تدمير ملايين الألغام الأرضية، ولكن الأراضي في ما يقرب من 70 دولة على مستوى العالم لا تزال ملوثة ولا يزال الأبرياء يقتلون أو يشوهون.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، يوجه اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، الذي يحتفل به سنويا في 4 إبريل، الوعي بالأسباب التي تجعل الألغام الأرضية واحدة من أكثر أسلحة الحرب غدرا وعشوائية.

لدى المصور الوثائقي والناجي من الألغام الأرضية والمناصر العالمي للأمم المتحدة للأشخاص ذوي الهمم في حالات النزاع وبناء السلام، جايلز دولي، العديد من القصص المفجعة ليرويها، معظمها عن الأطفال الذين شوهتهم الألغام الأرضية في طريقهم إلى المدرسة أو المنزل أو اللعب.

منها "مينغا"، التي لم تكن لديها لعبة من قبل في قريتها في أنغولا، حيث يكتفي الأطفال بالعصي أو العجلات المكسورة، لكن هذا كان شيئا مختلفا، كانت خضراء ومعدنية، أرادت أن تشارك أخواتها اللعب، لذلك التقطتها لأخذها إلى المنزل.

فقدت "مينغا" البالغة من العمر ست سنوات بصرها وذراعها اليسرى في عام 2009، بعد سبع سنوات من انتهاء الحرب في أنغولا.. كانت واحدة من العديد من الأطفال الذين ولدوا في سلام ولكنهم تضرروا من حرب لم تعرفها أبدا.

خطر الموت اليومي

تظهر أحدث التقديرات أنه في عام 2021، قتل أو شوه أكثر من 5500 شخص بسبب الألغام الأرضية، معظمهم من المدنيين، نصفهم من الأطفال، وبعد مرور أكثر من عقدين على اعتماد معاهدة حظر الألغام، لا يزال نحو ستين مليون شخص في نحو 70 دولة وإقليما يعيشون مع خطر الألغام الأرضية بشكل يومي.

أطلقت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام حملة "الأعمال المتعلقة بالألغام لا يمكن أن تنتظر" احتفالا باليوم الدولي، حيث لا تزال بلدان مثل أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وفييت نام وكمبوديا تعاني من عقود من التلوث بالألغام الأرضية.

يذكر أنه يمكن أن تظل الألغام الأرضية كامنة لسنوات أو حتى عقود حتى يتم تفجيرها.

يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالته بمناسبة اليوم الدولي: "حتى بعد توقف القتال، غالبا ما تخلف النزاعات وراءها إرثا مرعبا: الألغام الأرضية والذخائر المتفجرة التي تتناثر في المجتمعات".

وأضاف: "لا يجلب السلام أي ضمان للسلامة عندما تكون الطرق والحقول ملغومة، وعندما تهدد الذخائر غير المنفجرة عودة السكان النازحين، وعندما يجد الأطفال أشياء لامعة تنفجر ويلعبون بها".

والألغام الأرضية، التي يمكن إنتاجها بأقل من دولار واحد، لا تميز بين المقاتلين والمدنيين، ويشكل استخدامها انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وهي لا تكلف الأرواح والأطراف فحسب، بل تمنع المجتمعات المحلية أيضا من الوصول إلى الأراضي التي يمكن استخدامها للزراعة أو بناء المستشفيات والمدارس، فضلا عن الخدمات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية. 

أوكرانيا

على الرغم من الجهود الدولية لمنع استخدام الألغام الأرضية، فإنها لا تزال تزرع في حالات النزاع بما في ذلك في أوكرانيا بعد الغزو الروسي في فبراير 2022. 

وقد حذرت اليونيسيف ودائرة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا مؤخرا من أن نحو 30% من البلد قد تكون ملغومة نتيجة للأعمال العدائية.

ميانمار

وفي ميانمار، لاحظ مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية، وهو مجموعة مجتمع مدني تدعمها الأمم المتحدة وتقدم تقارير عن استخدام الألغام الأرضية، استخداما "جديدا وموسعا إلى حد كبير" للألغام من قبل القوات الحكومية.

كما تستخدم جماعات الميليشيات في بلدان مثل جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية الألغام الأرضية لمهاجمة الناس وتخويفهم وإبعادهم عن أراضيهم وبعيدا عن ديارهم.

الأطفال وأجنحة الفراشة

هناك أكثر من 600 نوع مختلف من الألغام الأرضية مجمعة في فئتين عريضتين؛ الألغام الأرضية المضادة للأفراد والألغام الأرضية المضادة للدبابات.

تأتي الألغام المضادة للأفراد بأشكال مختلفة ويمكن العثور عليها مدفونة أو فوق الأرض، وهناك نوع شائع، يعرف باسم منجم "الفراشة"، يأتي بألوان زاهية، ما يجعله جذابا للأطفال الفضوليين.

فيتنام

تشكل الألغام الأرضية أيضا مشكلة رئيسية في العديد من البلدان التي تعتمد على الزراعة، ففي مقاطعة بينه دينه في فيتنام، حيث يعيش الكثير من الناس على زراعة الأرز، ظلت 40% من الأراضي ملوثة بالألغام الأرضية بعد أكثر من أربعة عقود من انتهاء الحرب. 

أفغانستان

وفي أفغانستان، حيث شوهت الألغام الأرضية أو قتلت أشخاصا أكثر من أي مكان آخر، تمت إزالة أكثر من 18 مليون لغم أرضي منذ عام 1989، ما أدى إلى تحرير أكثر من 3011 كيلومترا مربع من الأراضي التي استفاد منها أكثر من 3000 مجتمع معظمها ريفي في جميع أنحاء البلاد.

عالم خالٍ من الألغام

أحرزت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام وشركاؤها تقدما في مختلف جوانب تحقيق عالم خال من الألغام، بما في ذلك إزالة الألغام، وتثقيف الناس، وخاصة الأطفال، حول مخاطر الألغام، والدعوة لمساعدة الضحايا وتدمير المخزونات.

ومنذ أواخر التسعينيات، تم تدمير أكثر من 55 مليون لغم أرضي، وأصبح أكثر من 30 دولة خالية من الألغام، وتم تقليل الإصابات بشكل كبير وتم إنشاء آليات، بما في ذلك صندوق الأمم المتحدة الاستئماني للتبرعات للمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام، لدعم الضحايا والمجتمعات المحتاجة. 

واليوم، هناك 164 بلدا طرفا في معاهدة حظر الألغام التي تعتبر واحدة من أكثر اتفاقيات نزع السلاح تصديقا حتى الآن، ومع ذلك، وعلى الرغم من التقدم المحرز، هناك حاجة إلى جهود عالمية أوسع لحماية الناس من الألغام الأرضية.

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: "دعونا نتخذ إجراءات لإنهاء تهديد أجهزة الموت هذه، ودعم المجتمعات أثناء تعافيها، ومساعدة الناس على العودة وإعادة بناء حياتهم بأمان".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية