"الصحة العالمية" تسعى لتجنب انتشار تفشي الكوليرا بين سكان ملاوي
"الصحة العالمية" تسعى لتجنب انتشار تفشي الكوليرا بين سكان ملاوي
تلقت ملاوي 1.4 مليون جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية من مجموعة التنسيق الدولية بدعم من التحالف العالمي للقاحات والتحصين، حيث تواجه البلاد خطر استمرار انتشار الكوليرا.
ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، يأتي ذلك في أعقاب تأثير الإعصار الاستوائي فريدي الذي ضرب 15 مقاطعة في جنوب ملاوي في أوائل مارس، الذي سيزيد من تقويض العديد من المحددات الاجتماعية للصحة الجيدة.
وتأثر ما يقرب من 2 مليون شخص، مع أكثر من 600 ألف شخص نازح داخليا، ومع تضرر مرافق المياه والصرف الصحي، فإن السكان في المناطق المتضررة معرضون لتفشي الأمراض، وخاصة الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا.
وتقول ممثلة منظمة الصحة العالمية في ملاوي، الدكتورة نعمة روسيبامايلا كيمامبو: "إن آثار إعصار فريدي على كل من الصحة وشبكات المياه والصرف الصحي يمكن أن تهدد التقدم المحرز في السيطرة على فاشية الكوليرا في ملاوي مع استمرار الاتجاه التنازلي الذي لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة، وبصفتنا منظمة الصحة العالمية، وبالتعاون مع اليونيسيف وشركاء آخرين، فإننا ندعم وزارة الصحة لحماية المكاسب التي اكتسبناها في الاستجابة لتفشي الكوليرا الحالي باستخدام لقاح OCV كتدخل مهم".
ودعمت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركاء آخرين، وزارة الصحة للاستجابة للاحتياجات الصحية العاجلة للمجتمعات المحلية المتضررة من الإعصار.
ودعمت المنظمة البلد في الحصول على لقاح شلل الأطفال الفموي كأحد النهج لتعزيز التأهب لفاشية الكوليرا والاستجابة لها.
وشرعت منظمة الصحة العالمية في اتخاذ ترتيبات لتأمين 1.4 مليون جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية من مخزون الطوارئ العالمي بناء على طلب من وزارة الصحة.
وقال وزير الصحة خوميز كاندوندو تشيبوندا: "تعمل الوزارة بجد مع منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين لتقليل معاناة الأشخاص المتضررين من الإعصار واستعادة النظام الصحي في المناطق المنكوبة.. إن OCV الذي تلقته ملاوي هو أداة إضافية حاسمة من شأنها تعزيز استراتيجيات مكافحة الكوليرا في المجتمعات الضعيفة".
وتشهد ملاوي أسوأ تفشٍ للكوليرا في تاريخ البلاد، حيث سجلت الفاشية التي بدأت في مارس 2022 رقما قياسيا بلغ 57656 حالة و1736 حالة وفاة حتى 13 إبريل 2023.
وكجزء من توسيع نطاق الاستجابة، دعمت منظمة الصحة العالمية وشركاء آخرون جهود وزارة الصحة في مجال الاستجابة للكوليرا من خلال نشر عدد كبير من الموظفين، وتوفير إمدادات الكوليرا الأساسية، وتجديد مرافق علاج الكوليرا، وعززت هذه التدابير جودة التدبير العلاجي لحالات الكوليرا وفاشياتها، ما أدى إلى الحد من الوفيات.
وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدام OCV كتدبير إضافي للحد من انتشار الكوليرا أثناء تفشي المرض والمساهمة في مكافحة الكوليرا في الأزمات الإنسانية التي تنطوي على مخاطر عالية للإصابة بالكوليرا.
وبعد وصول اللقاح، من المتوقع أن تجري البلاد حملة تطعيم في الأسابيع المقبلة، وسيتم توزيع اللقاحات على الفئات السكانية الضعيفة: في البؤر الساخنة للكوليرا، وفي المجتمعات التي تضررت فيها مرافق المياه والصرف الصحي، وفي المناطق التي يوجد بها عدد كبير من المشردين داخليا.
وتستهدف الحملة المخطط لها الأفراد الذين تبلغ أعمارهم سنة واحدة فما فوق والذين يعيشون في بؤر الكوليرا الساخنة.
يذكر أنه، يمكن الوقاية من الكوليرا، ولذلك، تعمل منظمة الصحة العالمية على ضمان حماية المجتمعات المحلية المعرضة للخطر من هذا المرض، ويعد OCV هو أحد التدخلات للحد من انتقال الكوليرا، وستكون الحملة جسرا لإطلاق تدخلات مرنة وطويلة الأجل في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
و"الكوليرا" هي عدوى إسهال حادة ناجمة عن تناول أو شرب الطعام أو الماء الملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا، وهي مرض خطير يمكن أن يسبب إسهالا مائيا حادا شديدا مصحوبا بالجفاف الشديد.
تؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين ويمكن أن تقتل في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها، وتشمل التدابير الموصى بها للوقاية من مرض الكوليرا ومكافحته توفير مياه الشرب المأمونة والصرف الصحي المناسب للسكان المعرضين للخطر والرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب لأولئك الذين يعانون أمراضا سريرية.
وتصورا لعالم لا تشكل فيه الكوليرا تهديدا للصحة العامة، أطلقت فرقة العمل العالمية المعنية بمكافحة الكوليرا خارطة الطريق العالمية للحد من وفيات الكوليرا بنسبة 90% بحلول عام 2030.
واعتمد مكتب منظمة الصحة العالمية للإقليم الإفريقي خارطة الطريق للإقليم، ومن خلال تنفيذ خارطة الطريق، سيتم دعم البلدان الموبوءة بالكوليرا لاحتواء الفاشيات من خلال الكشف المبكر والاستجابة السريعة، وتنفيذ استراتيجية وقائية مستهدفة وشاملة باستخدام اللقاحات في البؤر الساخنة للكوليرا، وتعزيز التنسيق الشامل متعدد القطاعات من خلال الشراكات وتعبئة الموارد لتنفيذ الخطط الوطنية لمكافحة الكوليرا.