موزمبيق.. الإعصار "فريدي" دمر 55 جناحاً للولادة في مقاطعة زامبيزيا

اجتاح الإعصار المداري "فريدي" والفيضانات الواسعة موزمبيق، ما أسفر عن مقتل 183 شخصًا وتشريد أكثر من 640 ألف شخص، ودمرت العاصفة وتداعياتها 55 جناحًا للولادة جزئيًا أو كليًا في مقاطعة زامبيزيا، وما زاد الأمر تعقيدا، واجهت البلاد أسوأ تفشي لوباء الكوليرا منذ عقدين.

ووفقا لبيان نشره الموقع الرسمي صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، من بين المتضررين من الكارثة ما يقرب من 31 ألف امرأة حامل.

وقال طبيب أمراض النساء والتوليد الذي يقدم حاليًا الدعم الطبي في مركز علاج الكوليرا في كيليماني، مقاطعة زامبيزيا، الدكتور إيكويبال أبيليو: "في كل خبرتي المهنية كطبيب، لم أرَ عددًا كبيرًا من النساء الحوامل في هذه الحالة".

وحتى 14 إبريل 2023، تم الإبلاغ عن أكثر من 27 ألف حالة إصابة بالكوليرا في عشر مقاطعات من مقاطعات موزمبيق الإحدى عشرة، يمكن أن يكون المرض الذي ينتقل عن طريق المياه ضارًا بشكل خاص بالنساء الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد، لأنه يزيد من خطر الإملاص ووفيات الأمهات.

وقال "أبيليو" إن ما يصل إلى ثلاث نساء حوامل في اليوم يأتون إلى مستشفى كيليماني مصابات بالكوليرا خلال الشهر الماضي، ولكن بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان والشركاء، أصبح المركز الصحي أكثر قدرة على مواجهة تفشي المرض.

وأضاف: "بفضل الدعم الفني والتدريب والإمدادات، تمكنا من الاستجابة للوضع لتقليل المضاعفات".

تلبية احتياجات النساء 

وفي حين دمرت العاصفة وتداعياتها 55 جناحًا للولادة جزئيًا أو كليًا في مقاطعة زامبيزيا، ومع انتشار الكوليرا، دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان الجهود المبذولة لإنشاء مساحة مخصصة لعلاج النساء الحوامل المصابات بالمرض، حيث يمكنهن تلقي رعاية التوليد المتخصصة مع تقليل مخاطر العدوى.

وتعمل الوكالة الأممية أيضًا مع وزارة الصحة في موزمبيق لتطوير إرشادات لإدارة حالات الكوليرا أثناء الحمل، وتدريب مقدمي الرعاية الصحية للأمهات والأطفال على الاستجابة لتفشي المرض، مع مشاركة 60 شخصًا حتى الآن.

وقالت أخصائية صحة الأم في صندوق الأمم المتحدة للسكان في موزمبيق، الدكتورة ماريلينا أورسو: "إن إدارة حالات الكوليرا أثناء الحمل أمر صعب للغاية، لأنك بحاجة إلى الوقاية من الكوليرا ومضاعفات الولادة وعلاجها.. يجب على مقدمي الرعاية الصحية التدخل على الفور أثناء مراقبة رفاهية الجنين ومنع انتشار الكوليرا نفسها".

معالجة أزمة ثلاثية

يدعو المجتمع الإنساني في موزمبيق إلى 138 مليون دولار لتقديم المساعدة إلى 815 ألف شخص مستهدف تأثروا بالأزمة الثلاثية للكوليرا والفيضانات والإعصار المداري فريدي، وتكمل هذه الجهود حملة التطعيم ضد الكوليرا التي قامت بها الحكومة، والتي لقحت أكثر من 1.2 مليون شخص.

وتوسيع نطاق التدخلات الإنسانية، يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على أرض الواقع مع الشركاء، ويوزع مجموعات الكرامة، ويشتري مجموعات الصحة الإنجابية، وينشئ مرافق صحية مؤقتة في الخيام لضمان استمرار خدمات صحة الأم والوليد وسط الكارثة، تم تركيب ستة في جميع أنحاء زامبيزيا اعتبارًا من منتصف إبريل.

وستبدأ العيادات المتنقلة في العمل قريبًا، حيث ستوفر خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للمناطق النائية دون الوصول عن كثب إلى المرافق الصحية المتاحة.

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانم: "لا تتوقف النساء عن الحمل وإنجاب الأطفال عند حدوث الأزمة، يجب أن نوفر لهم الخدمات والدعم الذي يحتاجون إليه".