"برنامج التحصين التجريبي".. أداة "منظمة الصحة" للقضاء على الملاريا في إفريقيا
"برنامج التحصين التجريبي".. أداة "منظمة الصحة" للقضاء على الملاريا في إفريقيا
أصدرت منظمة الصحة العالمية دعوة لتوسيع نطاق التدخلات الجديدة والقائمة المنقذة للحياة، بما في ذلك برنامج "التحصين التجريبي في إفريقيا"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الملاريا الذي تم الاحتفال به 25 إبريل الجاري.
ونقل الموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس قوله: "لدينا الأدوات اللازمة لدحر الملاريا، وهي مجموعة من التدخلات بما في ذلك مكافحة النواقل والأدوية الوقائية والاختبار والعلاج".
وباعتماد موضوع اليوم العالمي لمكافحة الملاريا 2023 تحت عنوان "حان الوقت للقضاء على الملاريا: الاستثمار والابتكار والتنفيذ"، أصدرت منظمة الصحة العالمية نداء للعمل من أجل الوقاية من الملاريا وتشخيصها وعلاجها، لا سيما بين السكان المهمشين.
لقاحات تجريبية جديدة
ووفقا لأحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن الملاريا في العالم، الذي نشر في ديسمبر، سيكون هناك ما يقدر بنحو 247 مليون حالة إصابة جديدة بالملاريا في عام 2021.
قالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة إن ما يقرب من 1.5 مليون طفل معرضين لخطر الإصابة بمرض الملاريا والوفاة في غانا وكينيا ومالاوي تلقوا أول لقاح للملاريا على الإطلاق كجزء من برنامج تجريبي تنسقه منظمة الصحة العالمية.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمثل الإقليم الإفريقي لمنظمة الصحة العالمية نحو 95% من جميع الحالات و96% من جميع الوفيات في عام 2021، وفي هذه المنطقة، تحدث نحو 80% من الوفيات الناجمة عن الملاريا بين الأطفال دون سن الخامسة.
كما يتيح التطعيم ضد الملاريا فرصا جديدة للعاملين الصحيين لفحص الأطفال الذين ما كانوا ليأتوا إلى المراكز الصحية أو المستشفيات لولا ذلك وفحصهم للكشف عن عدم وجود المزيد من التحصينات.
الأرواح التي تم إنقاذها
تعمل البرامج التجريبية للقاح الملاريا، التي أطلقت في عام 2019، على زيادة الإنصاف في الوصول إلى أدوات الوقاية للفئات الأكثر ضعفا، وقالت منظمة الصحة العالمية إنهم ينقذون الأرواح بالفعل.
وإذا كان التنفيذ واسع النطاق، تقدر وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة أنه في كل عام، يمكن أن تنقذ اللقاحات عشرات الآلاف من الأرواح.
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية: "يضاف إلى هذه اللقاحات لقاح آمن وفعال للملاريا يمكن أن ينقذ حياة عشرات الآلاف من الأطفال كل عام.. وبفضل الاستثمارات المستمرة والجهود المتزايدة للوصول إلى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، أصبح القضاء على الملاريا في العديد من البلدان في متناول اليد".
وأحرزت البلدان تقدما في توسيع نطاق الحصول على خدمات الملاريا للسكان الأكثر تعرضا للخطر، وعلى الرغم من هذا التقدم، لا يزال العديد من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالملاريا محرومين من الحصول على خدمات الملاريا.
آفاق التدخلات الجديدة
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الاستثمار المستمر في تطوير ونشر لقاحات جديدة وأدوات الجيل التالي سيكون مفتاحا لتحقيق الأهداف العالمية لمكافحة الملاريا لعام 2030.
ويمكن للقاح ثانٍ للملاريا، في حال الموافقة عليه، أن يساعد في سد الفجوة الكبيرة بين العرض والطلب ومواصلة الحد من معدلات المراضة والوفيات الناجمة عن الملاريا.
وفي الوقت نفسه، هناك 28 منتجا جديدا قيد البحث والتطوير تشمل أدوات مبتكرة مثل أنواع جديدة من الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات، والطعوم المستهدفة التي تجذب البعوض، والهندسة الوراثية للبعوض.
وقالت المنظمة إن التحديات في توسيع نطاق الحصول على خدمات الملاريا قد تفاقمت، لا سيما في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بسبب جائحة كوفيد-19، والأزمات الإنسانية المتقاربة، والقيود المالية، وأنظمة المراقبة الضعيفة، وانخفاض فعالية الأدوات الرئيسية لمكافحة الملاريا.
وللتصدي لهذه التهديدات ومساعدة البلدان على وضع برامج أكثر قدرة على الصمود في مكافحة الملاريا، أصدرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا سلسلة من الأدوات الجديدة: استراتيجية لاحتواء مقاومة الأدوية المضادة للملاريا في إفريقيا، وإطار عمل اشتركت في وضعه منظمة الصحة العالمية وموئل الأمم المتحدة، لتوجيه قادة المدن في مكافحة الملاريا في المناطق الحضرية.
مرض الملاريا
الملاريا مرض يُسببه طفيل ينتقل إلى البشر عبر لدغة البعوض حامل العدوى.
ويَشعُر الأشخاص المصابون بالملاريا بإعياء شديد عادةً مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة مصحوبة برجفة.
على الرغم من أن المرض غير شائع في المناخات المعتدلة، فلا تزال الملاريا شائعة في البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية حيث يصاب ما يقرب من 290 مليون شخص بالملاريا كل عام، ويموت أكثر من 400 ألف شخص بسبب هذا المرض.
وتوزع برامج الصحة العالمية الأدوية الوقائية وشباك النوم (الناموسيات) المعالَجة بمبيدات الحشرات لحماية الأشخاص من لدغات البعوض والحد من انتشار عدوى الملاريا.
وأوصت منظمة الصحة العالمية بتطعيم الأطفال القاطنين بالبلدان ذات معدلات الإصابة العالية بالملاريا، بلقاح الملاريا.