السجن لناشطة مناخ ألمانية استخدمت الغراء لإلصاق نفسها بعمل فني
السجن لناشطة مناخ ألمانية استخدمت الغراء لإلصاق نفسها بعمل فني
حُكم على ناشطة مناخية ألصقت نفسها بالغراء بلوحة شهيرة في متحف للفنون في برلين العام الماضي بالسجن لمدة 4 أشهر دون إمكانية إطلاق سراحها بشكل مشروط.
وقضت محكمة محلية في برلين، الأربعاء، بأن الناشطة، 24 عاما، التي تمسكت بالإطار الخشبي للوحة المسماة "الباقي على متن الرحلة إلى مصر" التي رسمها لوكاس كراناخ الأكبر عام 1504، مذنبة بإلحاق أضرار جنائية بالممتلكات، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت متحدثة باسم المحكمة إن هذه هي المرة الأولى التي يحكم فيها على متظاهر مرتبط بجماعة "لاست جنيريشن" بالسجن في برلين لم يتضمن أي فترة إطلاق سراح مشروط.
وقالت القاضية سوزان وورتمان في حكمها إن أي نوع من الحكم مع وقف التنفيذ غير وارد، لأن المتهمة تصرفت بشكل غير معقول ومن المرجح أن تستمر في المشاركة في أنشطة مماثلة.
وقال محامي الدفاع عن الناشطة إن الإطار الخشبي لم يكن عملا فنيا وتم شراؤه عام 1952 وليس له قيمة واستأنف الحكم على الفور.
وتشهد ألمانيا نشاطا متزايدا لنشطاء المناخ والبيئة، وتعد جماعة الجيل الأخير أبرز مجموعة في هذا المجال، وبالإضافة إلى إغلاق الطرق في المدينة، يقوم أنصار "الحركة" بتنظيم تجمعات احتجاجية للمطالبة بحماية البيئة ومعالجة التغيرات المناخية ووقف التلوث.
وأغلقت المجموعة شارعا لأول مرة في الرابع والعشرين من يناير عام 2022، وتلا ذلك العديد من عمليات الإغلاق في طرق سريعة ما تسبب في اختناقات مرورية طويلة، بالإضافة إلى إحداث اضطرابات في متاحف ووزارات.
وكثيرا ما كان متظاهرون من المجموعة يلصقون أنفسهم، الأمر الذي كان يطيل أمد إجلائهم.
وتطالب المجموعة الحكومة بتكوين "مجلس مجتمعي" يتم فيه تعيين أشخاص بشكل عشوائي لإعداد خطوات لكي تصبح ألمانيا محايدة مناخيا اعتبارا من 2030.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.