"عائشة".. قابلة أفغانية تحذر من انهيار النظام الصحي

"عائشة".. قابلة أفغانية تحذر من انهيار النظام الصحي

 

"عائشة" البالغة 29 عاماً، قابلة في مرفق صحي ريفي في أفغانستان، تخرجت في مدرسة القبالة الإقليمية التي يدعمها برنامج Sehatmandi الحكومي، والذي يوفر خدمات الرعاية الأولية الأساسية بما في ذلك صحة الأم والوليد والطفل.

 

ونقل تقرير لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، ما نشرته على موقعها الرسمي اليوم الثلاثاء، عن "عائشة": "لقد ولدت في منطقة نائية للغاية حيث لم تكن المرافق الصحية متوافرة، لقد شاهدت العديد من الأمهات الحوامل يمتن بسبب عدم وجود مرافق رعاية صحية في قريتي أو في الطريق إلى المستشفيات الذي يقع على بعد أكثر من 50 كيلومتراً".

 

وتضيف "عائشة": "قررت أن أصبح قابلة وأخدم النساء والأطفال في القرى.. أنا أحب عملي وأحضر العديد من الولادات في المؤسسات التي ساهمت في الحد من وفيات الأمهات".

 

وتقول "عائشة": “للأسف، فإن هذه الخدمات الصحية الحيوية التي تنقذ حياة الكثيرين في المجتمع قد تعرضت لتهديد شديد، بعد أن توقف برنامج Sehatmandi العمود الفقري للنظام الصحي في أفغانستان، والذي يوفر الرعاية لملايين الأشخاص من خلال 2331 مرفقاً صحياً، فمنذ أن استولت طالبان على السلطة، تم سحب التمويل الرئيسي للبرنامج”.

 

وتوضح "عائشة": "في قريتنا، يعتبر مرفق الرعاية الأولية في القرية حيوياً، حيث يخدم 58 ألف شخص، بما في ذلك 1340 امرأة في سن الإنجاب و 11600 طفل دون سن الخامسة، الأهم من ذلك، أنه يوفر رعاية التوليد في حالات الطوارئ، بما في ذلك خدمات الولادة القيصرية، وبدون هذا يكون على النساء السفر بعيداً، وتعريض أنفسهن وأطفالهن للخطر".

 

وتقول عائشة: "بسبب نقص التمويل، لم يتلقَ العاملون في المرفق الصحي رواتبهم منذ شهور، وتواجه العيادة نقصاً في الأدوية والإمدادات، ولا يستطيع المرضى الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية التي يحتاجون إليها، إذا تم إغلاق هذا المرفق، فإن زيادة اعتلال الصحة والوفيات أمر لا مفر منه".

 

ويتكرر الوضع في جميع أنحاء البلاد لأن برنامج Sehatmandi لم يعد قادراً على تلقي الدعم المالي المناسب بسبب التغيير في حكومة أفغانستان منذ أغسطس 2021، عندما سيطرت طالبان على كابول، ووجد المانحون أنه من المستحيل توفير التمويل من خلال النظام الجديد، وتم سحب التمويل الكبير.

 

وتم تمويلها سابقاً من قبل البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهناك الآن تحديات خطيرة أمام استمرار خدمات الرعاية الصحية الأولية الحيوية هذه.

 

وتعد أفغانستان من بين 115 دولة ومنطقة تساعد فيها شراكة التغطية الصحية الشاملة في تقديم دعم منظمة الصحة العالمية والخبرة الفنية في تعزيز التغطية الصحية الشاملة من خلال نهج الرعاية الصحية الأولية.

 

والشراكة هي واحدة من أكبر مبادرات منظمة الصحة العالمية بشأن التعاون الدولي من أجل التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأولية، يتم تمويلها من قبل الاتحاد الأوروبي (EU)، ودوقية لوكسمبورغ الكبرى، والمعونة الأيرلندية، وحكومة اليابان، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، والمملكة المتحدة - وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية وبلجيكا وكندا وألمانيا. 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية