أزمة سقف الدين تقلص جولة بايدن الآسيوية وتلغي قمة "كواد"
أزمة سقف الدين تقلص جولة بايدن الآسيوية وتلغي قمة "كواد"
ألغى الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارة إلى أستراليا وبابوا غينيا الجديدة كانت مقررة بعد مشاركته في قمة زعماء "مجموعة السبع" في اليابان، التي تبدأ الجمعة، بعدما اضطر للعودة إلى واشنطن بهدف استكمال مفاوضات رفع سقف الدين الأمريكي.
وعقب إعلان بايدن، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن اجتماع قمة تحالف "كواد" الذي كان مقرراً خلال زيارة بايدن إلى أستراليا، لن يمضي قدماً، علماً أنه كان يفترض مشاركة اليابان والهند في قمة التحالف، الذي يضم أيضاً الولايات المتحدة وأستراليا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في بيان، إن بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء الأسترالي، الثلاثاء، وأبلغه بقرار تأجيل الزيارة، ودعا بايدن ألبانيز إلى زيارة دولة رسمية إلى الولايات المتحدة، في توقيت يتفق عليه مسؤولو البلدين، وفقاً لما نقلته شبكة "سي إن إن".
وأضافت جان بيير، أن فريق الرئيس تحدث إلى رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة.
حضور قمة السبع
ورغم إلغائه المحطتين الأخيرتين، سيتوجه بايدن إلى هيروشيما في وقت لاحق، الأربعاء، لحضور قمة دول "مجموعة السبع" التي تستمر 3 أيام (بين 19 و21 مايو).
ويأتي إلغاء زيارة أستراليا وبابوا غينيا، بعد عقد بايدن اجتماع ثانٍ مع قادة الكونجرس الأمريكي، وعلى رأسهم كيفين مكارثي رئيس مجلس النواب الجمهوري، في مسعى للتوصل إلى اتفاق لرفع سقف الدين، بما يتيح للحكومة الأمريكية اقتراض المزيد من الأموال، وتجنب التخلف عن سداد ديونها، وسط تحذيرات وزيرة الخزانة جانيت يلين من أن واشنطن قد تتخلف عن سداد التزاماتها وديونها في موعد قد لا يتخطى 1 يونيو المقبل.
وأثار خطر تخلف الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها المالية، قلقاً في الأسواق العالمية، ولدى زعماء العالم، ومن بينهم قادة "مجموعة السبع" ودول أخرى مثل البرازيل وإندونيسيا، إذ إن ذلك قد يؤدي إلى تبعات عالمية تنشر الفوضى في الأسواق المالية، وتهدد بركود عميق، وارتفاع جديد للتضخم العالمي المرتفع أصلاً.
اتفاق بحلول الأحد
وعقب اجتماعه مع قادة الكونجرس، عبر بايدن، الثلاثاء، عن ثقته في تحقيق تقدم في مفاوضات الاتفاق بشأن سقف الدين، في حين قال مكارثي، إنه يمكن التوصل لاتفاق بحلول نهاية الأسبوع، مشيراً إلى عقد "مفاوضات إضافية".
وأضاف بايدن للصحفيين عقب الاجتماع: "عقدت اجتماعاً جيداً وبناء مع رئيس مجلس النواب بشأن سقف الدين، لكن لا يزال هناك كثير يتعين فعله"، مؤكداً أن "التخلف عن سداد الديون ليس خياراً".
وانتهت مفاوضات بايدن مع رئيس مجلس النواب الجمهوري كيفين مكارثي، الثلاثاء، بعد أقل من ساعة من بدئها.
وتحدث مكارثي بعد اجتماعه مع بايدن وقادة آخرين في الكونجرس، بنبرة متفائلة وغير متوقعة، إذ قال إنه "من الممكن التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع"، لكنه أكد أن الجانبين "ما زالا بعيدين عن بعضهما البعض".
وسبق أن حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، من أن الولايات المتحدة قد تصبح غير قادرة على سداد التزاماتها المالية بحلول الأول من يونيو إذا لم يوافق الكونجرس على رفع سقف الدين.
ويراقب زعماء العالم، الذين يواجهون أصلاً أزمة تضخم في بلادهم، بقلق شديد أزمة رفع سقف الدين الأمريكي، التي تهدد آفاق النمو الاقتصادي العالمي، وسط مخاوف من تبعات تنشر الفوضى في الأسواق المالية وتهدد بركود عميق، وتقويض الثقة في الاقتصاد الأمريكي في حال تخلف واشنطن عن سداد ديونها، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".
وهيمن انسداد طريق التفاوض بشأن رفع سقف الدين الأمريكي لما يزيد على 31 تريليون دولار، بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب الأمريكي، هيمن على الاجتماعات التحضيرية لقمة زعماء دول "مجموعة السبع" هذا الشهر.
وخلال اجتماع وزراء ومسؤولي مالية دول المجموعة في هيروشيما الأسبوع الماضي، ناقش مسؤولون آفاق أزمة الدين الأمريكية، إلى جانب موضوعات رئيسة أخرى مثل التعامل مع الصين، والعقوبات على روسيا.
وقال وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت في نيجاتا اليابانية التي احتضنت الاجتماع: "إنه أمر خطير يهدد الاقتصاد العالمي.. سيكون من المدمر إذا خرج مسار الناتج الإجمالي المحلي للولايات المتحدة، أكبر محرك للاقتصاد العالمي، عن مساره بفعل الفشل في الوصول إلى اتفاق".