"الصليب الأحمر" يعثر على رفات أكثر من 1700 شخص في ناجورنو كاراباخ

"الصليب الأحمر" يعثر على رفات أكثر من 1700 شخص في ناجورنو كاراباخ

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن العثور على رفات أكثر من 1700 شخص بعد أكثر من عام من البحث فى سفوح الجبال والمناطق النائية والتضاريس الوعرة المليئة بالألغام في منطقة ناجورنو كاراباخ التي تصاعد فيها النزاع عام 2020، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وتعد منطقة مرتفعات ناجورنو كاراباخ محل نزاع بين أرمينيا وأذربيجان في إقليم ناجورنو كاراباخ منذ فبراير 1988 عندما أعلنت المنطقة انسحابها من جمهورية أذربيجان واندلعت اشتباكات متجددة بين أذربيجان وأرمينيا في 27 سبتمبر 2020، مع اندلاع معارك عنيفة في منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها.

وقالت اللجنة، في بيان صحفي اليوم الخميس فى جنيف، إن أكثر من 4500 شخص ما زالوا فى عداد المفقودين بسبب الصراع منذ التسعينات، وأن ما يقارب 300 شخص في عداد المفقودين من تصعيد النزاع في ناجورنو كاراباخ في عام 2020، مشيرة إلى أن عملها المحايد فى المنطقة يشمل أكثر من 360 عملية لاستعادة الرفات من ساحات القتال السابقة.

وقال مسؤول اللجنة الدولية كريستوفر بول والذى يقود المتخصصين الإقليميين فى هذه العمليات، إن فرق العمل تواجه أخطاراً جسيمة أثناء قيامها بالبحث وأن العمليات هي جزء من عمل اللجنة الدولية الطويل الأمد كوسيط محايد في المنطقة منذ عام 1992.

وفي السياق، قال المدير الإقليمي للجنة لأوروبا وآسيا الوسطى مارتن شويب، إنه وإلى جانب المتضررين من نزاع ناجورنو كاراباخ هناك مئات الأشخاص في عداد المفقودين في أوكرانيا بعد ما يقارب ثماني سنوات من النزاع وكذلك أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين في البلقان.

 

تاريخ الصراع

يعود الصراع لفترة تفكك الاتحاد السوفييتي، حيث دخل البلدان في حرب تتعلق بخلافات حول ترسيم الحدود من عام 1992 إلى عام 1994، ونتج عن تلك الحرب مقتل ما لا يقل عن 20 ألفاً وتشريد مليون شخص، 70% منهم فروا من الأراضي التي يسيطر عليها الأرمن، بينما فر الباقون من الأرمن من الأراضي التي تسيطر عليها أذربيجان.

وتعتبر «ناجورنو كاراباخ» قلب هذه الحرب، وهي منطقة من المرتفعات الجبلية الجميلة، وترجمتها الحرفية تعني «الحديقة السوداء الجبلية»، إلا أن الأرمن يفضلون تسميتها «آرتساخ» وهو اسم أرمني قديم لها.

 

صراع قديم

كجزء من التوسع السوفييتي في منطقة القوقاز خلال الفترة بين عامي 1919-1920، خُصص إقليم «ناجورنو كاراباخ» لجمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفييتية، على الرغم من أن معظم سكانه من الأرمن، ولم يكن يشكل هذا الأمر مشكلة كبيرة، طالما أن كلاً من أرمينيا وأذربيجان تعتبران جزءاً من الاتحاد السوفييتي، إذ عاش الأرمن في الجمهورية المجاورة لهم، وكذلك الأمر مع الأذريين. 

وكانت الاختلافات الدينية بين أرمينيا الأرثوذكسية ذات الأغلبية المسحية وأذربيجان ذات الأغلبية المسلمة أقل أهمية في دولة اشتراكية، ولكن عندما أصبحت الاحتجاجات العرقية والدينية شائعة في ثمانينات القرن الماضي، بدأ السكان الأرمن في الشكوى من أوضاعهم، مع منع السلطات في باكو الجالية الأرمنية من ممارسة عقائدها ووضع قيود على حرياتها الفكرية والدينية.

ونتج عن ذلك انفجار أعمال عنف في الفترة بين عامي 1988 و1990، في كل من إقليم «ناجورنو كاراباخ» ومدينتي باكو وسومقايت في أذربيجان، وأدت المذابح المنظمة ضد الأرمن إلى تطبيق الجيش السوفييتي الأحكام العرفية في محاولة لوقف النزاع، ولكن من دون جدوى.

وبحلول عام 1991، ومع انهيار الاتحاد السوفييتي، أصبحت الحرب بين الدولتين اللتين نشأتا حديثاً على الأراضي المتنازع عليها والتي أعلنت من جانب واحد استقلالها عن أذربيجان، أمراً لا مفر منه.

واندلعت الحرب في أواخر شتاء 1992، ولم تتمكن المنظمات الدولية من احتواء الصراع، وفي ربيع 1993 استولت القوات الأرمنية على مناطق بما يعادل 9% من الأراضي الأذربيجانية. وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين البلدين بوساطة روسية في مايو عام 1994، بعد انتصار الطرف الأرمني. إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام. 

ورغم المفاوضات التي جرت تحت إشراف «مجموعة مينسك» التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (روسيا والولايات المتحدة وفرنسا)، فإن باكو ويريفان لم تتوصلا إلى اتفاق حول الوضع الذي ستكون عليه منطقة ناجورنو كاراباخ.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية