لبنان: توتر الأجواء بمحيط مسبح صيدا الشعبي.. وصدامات بسبب لباس البحر
لبنان: توتر الأجواء بمحيط مسبح صيدا الشعبي.. وصدامات بسبب لباس البحر
شهد مدخل المسبح الشعبي في مدينة صيدا اللبنانية صداماتٍ بين مؤيّد ومعارض للباس البحر، فيما منعت القوى الأمنيّة الجميع من النزول إلى الشاطئ، وإقامة أيّ مؤتمر أو نشاط.
وسُجّلت مواجهاتٌ بين القوى الأمنيّة وعدد من السيّدات على كورنيش صيدا البحريّ ونجحت الأجهزة الأمنية في احتواء الموقف ومنع تصاعدها وفق صحيفة النهار اللبنانية.
ومن جانبه، شكر رئيس بلدية صيدا محمد السعودي شرطة البلدية والأجهزة الأمنية على "جهودهم ونجاحهم في احتواء ما حصل اليوم على رصيف شاطئ المسبح الشعبي، والفصل بين أصحاب وجهات النظر المتباينة حول لباس الشاطئ".
وقال: "لقد تم اليوم احتواء تداعيات كان يُمكن أن تكون أكبر لولا تواجد الأجهزة الأمنية، وهذا ما كنا نتخوّف من حصوله وكان وراء قرارنا بمنع أي مؤتمر صحفي أو نشاط أو تجمعات على شاطئ المسبح الشعبي، ويهمنا التأكيد على رواد المسبح الشعبي وتذكيرهم بضرورة التقيد التام بالضوابط العامة المعتمدة سنويا عند افتتاحه رسميا".
كان قد صدر عن "حملة الشاطئ لكلّ الناس"،" النادي العلمانيّ صيدا"، "حزب الخضر" و"تجمّع علّ صوتك" بيان جاء فيه: "على الرغم من مرور أكثر من يومين على الاعتداء الذي تعرّضت له مواطنتان على الشاطئ الصيداوي من قبل أحد المشايخ ومجموعة من اتباعه، وعلى الرغم من حملات الاستنكار التي ضجّت بها وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعيّ، إلّا أنّنا لم نرصد أيّ موقف من السلطات المحلية والوطنية والقضاء اللبنانيّ تجاه التعدّي على كرامات الناس وعلى الحريات الشخصية للمواطنات وخرق القوانين اللبنانية والنظام العام".
وأضاف البيان: "إنّنا كمواطنين لبنانيّين أوّلاً وصيداويّين ثانياً نؤمن بالتنوّع والاختلاف وحريّة التعبير، ضمن نطاق القانون واحترام حقوق الغير، نرفض هذا التّنمّر والاعتداء على المواطنات والمواطنين من أيّ جهة".
وتابع: "وإنّنا ندعو المجلس البلديّ بصفته السلطة المحلية المسؤولة، ونواب المدينة، والمرجعيات الدينية المعنية والقضاء المختصّ، والقوى الأمنية المعنية بالمحافظة على الحريات العامة ومنع التعدّيات، باتّخاذ الموقف المناسب من عملية التعدّي التي قام بها الشيخ المعنيّ ومجموعته، حفاظاً على الحريّات الشخصية التي يكفلها القانون، ومنعاً لتسيّب الأمور".
ورفعت بلدية صيدا لافتة كبيرة عند مدخل شاطئ مسبح صيدا الشعبيّ وقبيل افتتاح الموسم، ذكّرت فيها روّاد الشاطئ بمجموعة من الشروط والإرشادات، من بينها التقيّد باللباس المحتشم ومنع إدخال المشروبات الروحيّة.
وحملت اللافتة توقيع بلدية صيدا ووزارة الأشغال العامّة والنقل وجمعيّة أصدقاء شاطئ صيدا.
ودعت روّاد المسبح إلى التقيّد بهذه الضوابط والإرشادات العامة المتّبعة سنوياً في المسبح الشعبيّ، مشيرة إلى أنّ البلدية وشرطتها وإدارة المسبح والجمعيّة ستسهر على تطبيقها.
وعلى إثر الدعوات الموجّهة على وسائل التواصل الاجتماعيّ للتجمّع عند شاطئ مسبح صيدا الشعبيّ وما قابلها من دعوات لتجمعات مضادّة على خلفية ما جرى على الشاطئ منذ أيام، حين تواجدت سيّدة بلباس البحر، والجدل الذي أثير حول الموضوع، أعلن رئيس البلدية المهندس محمد السعودي في بيانٍ صادر عن مكتب البلدية الإعلامي، أنّ البلدية لم تفتتح بعد فعاليّات المسبح الشعبيّ على الشاطئ، وبالتالي فإنّه يمنع حصول أيّ نشاط أو تحرّك إلّا بعد الحصول على ترخيص وإذن رسميّ مسبق من البلدية، "حرصاً على سلامة الجميع وعلى مدينتا الحبيبة وأهلها الكرام".
وختم: "سيتمّ إحاطة محافظ الجنوب منصور ضو وقيادة القوى الأمنية والعسكرية في المنطقة بمضمون هذا القرار".
أزمات متفاقمة
يشهد لبنان تفاقماً كبيراً في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية إلى جانب أزمته السياسية القائمة في لبنان، بعد الانفجار المزدوج الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، الناجم عن تفجير مئات الأطنان من المواد شديدة الانفجار المخزنة في المرفأ، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 بجروح جسدية وآخرين بضائقة نفسية وتشريد، كما تضررت منازل أكثر من 300 ألف شخص.
ويرى الخبراء أن لبنان تحول من بلد متوسط الدخل إلى منخفض الدخل لعدة أسباب، منها السياسة المالية والنقدية المتبعة منذ التسعينيات التي أثبتت أنها كارثية، بجانب سعر الصرف الثابت والفوائد المرتفعة والعجز المالي رغم تنبيهات صندوق النقد الدولي.