باكورة إنتاج نتفليكس للشرق الأوسط يثير ضجة هائلة ومطالبات بمنع بث الشبكة بمصر

باكورة إنتاج نتفليكس للشرق الأوسط يثير ضجة هائلة ومطالبات بمنع بث الشبكة بمصر

رجل مثلي الجنس يخرج بعد سنوات من الاختباء، أب يجرى مكالمة هاتفية مع ابنته المراهقة حول أول لقاء جنسي لها، والزوجة التعيسة تبحث عن الرضا في إرسال الرسائل الجنسية مع الغرباء، هذه بعض الأسرار التي تم الكشف عنها في عشاء بين الأصدقاء في أول إنتاج فيلم على Netflix باللغة العربية، لمنطقة الشرق الأوسط وهو إعادة إنتاج للفيلم الإيطالي "Perfect Strangers"، والذي جاء تحت عنوان “أصحاب ولا أعز”.

وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، إنه بعد أيام من صدوره، احتل الفيلم المرتبة الأولى في قائمة الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع في مصر ولبنان ودول أخرى في المنطقة، وأثار شهية الجمهور للحديث ولكن بشكل صاخب للغاية حول ما يقدمه محتوى الفيلم من أفكار ومدى تناسبها مع مجتمعاتنا العربية، خاصة أن الكثير من الممارسات التي ظهرت في الفيلم تعتبر من المسكوت عنها في المجتمعات العربية ولكنها موجودة أيضا.

وأفادت الصحيفة بأن البعض حاول الاحتفاظ بها على هذا النحو في صمت وبدون إثارة ولا ضجة لكن عرض الفيلم لها لم يمر بسهولة. أثار الفيلم ضجة كبيرة في مصر لدرجة أنه أثار سلسلة من الدعاوى القضائية، وطالب أحد أعضاء البرلمان بجلسة تشريعية لمناقشة حظر Netflix تمامًا.

وفقا للصحيفة، الموضوع أصبح ساخنًا في غرف المعيشة وفي البرامج الحوارية وعبر الإنترنت، حيث أشاد به العديد من المشاهدين لبدء محادثة حول قضايا تتراوح من الحريات الاجتماعية بالمنطقة إلى مناقشة حرية التمثيل والممثل في الأفلام العربية.

يروي فيلم "الغرباء المثاليون" -الذي أصبح في وقت ما الفيلم الأكثر إعادة إنتاجًا في تاريخ السينما، بما في ذلك النسخ الفرنسية والروسية والمكسيكية- قصة الأصدقاء الذين يلعبون لعبة على العشاء: مع وضع هواتفهم على الطاولة، يتعين على الجميع مشاركة كل رسالة ومكالمة هاتفية يتلقونها مع بعضهم البعض.

ورأى بعض المخرجين في عالم السينما أن الإنتاج العربي فى نتفليكس لهذا الفيلم يمثل علامة فارقة.. ويضم الفيلم طاقمًا من النجوم من بينهم منى زكي المصرية والممثل الأردني إياد نصار، وكذلك من لبنان نادين لبكي وجورج خباز.. وتعرضت منى زكي التي تؤدي دور الزوجة لزوج غير راضٍ عن علاقتهما الخاصة لانتقادات خاصة من بعض المصريين لمشهد قصير تخلع فيه ملابسها الداخلية من تحت ثوبها.. ودفع ذلك نقابة الممثلين في البلاد للتنديد بالهجمات على النجمة.

في مقابلة تلفزيونية، اتهم عضو مجلس النواب، مصطفى بكري، الفيلم بـ"استهداف" قيم الأسرة في مصر، حيث أدت حملة قمع ضد مجتمع الميم إلى اعتقال العشرات، انتقد المشرع تصوير المثلية الجنسية وخص قصة الأب وهو يتنقل في أسئلة ابنته حول الجنس.. عندما سأله مذيع التلفزيون عن سبب دعوته لعقد جلسة في البرلمان بشأن فيلم لم يُصنع في مصر، أجاب بكري: "يجب علينا حظر Netflix".

لم ترد شركة البث على الفور على طلب للتعليق، Netflix حاصل على تصنيف عمري 16+ في الفيلم، والذي لا يشمل مشاهد العُري أو الجنس.. لطالما عالجت صناعة السينما الشهيرة في مصر قضايا مثل الزنا والرغبة الجنسية، ومنح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي جائزة للنسخة الإيطالية الأصلية "بيرفيتي سكونوسكيوتي" بعد طرحها في عام 2016.

وقالت أستاذة الإعلام عبير النجار، إن رد الفعل على الفيلم كان جزءًا من تصاعد الهجمات على الحريات الاجتماعية في المنطقة، وأشارت إلى أن الكثير من الغضب تركز على واحدة من النساء الرائدات وهي زكي، التي يتمتع نظيرها الرجل في الفيلم، زوجها الذي يظهر على الشاشة، أيضًا بميل إلى إرسال الرسائل الجنسية.

وقال رجل مصري ساخرًا على Facebook إن الواقع ربما كان أكثر إثارة للصدمة من الحبكة: "أيها الناس، إذا صنعنا فيلمًا واقعيًا عن مجتمعنا، فإن Netflix سيشعر بالحرج لعرضه".

في حين حثت امرأة لبنانية في تغريدة على منتقدي الفيلم "لأنه لا يمثل مجتمعنا"، على “مواجهة الواقع”، وكتبت: "حياتنا فوضوية كما في هذا الفيلم وأكثر"، يبدو أن البعض لم يشاهد أفلاما أكثر صخبا وقدرة على كشف المجتمع وتعريته فى واقعنا العربي أو ربما تناسوا قائمة طويلة من الأفلام لمبدعين كبار من أعمال صفعت المجتمع بقوة وكشفت حقيقته.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية