أحمد مهنا.. فنان يرسم الوجع والأمل من قلب غزة
أحمد مهنا.. فنان يرسم الوجع والأمل من قلب غزة
وسط ركام الحرب ورائحة الجوع، يطل الفنان الفلسطيني أحمد مهنا برسالة إنسانية مختلفة، إذ حوّل صناديق المساعدات الغذائية إلى لوحات فنية توثق وجع شعبه وصموده، وعبر مئة لوحة متنقلة، يسعى مهنا لأن يضع معاناة مليوني إنسان من غزة أمام أعين الجمهور الأوروبي، ليكشف ما وراء الأرقام والإحصاءات من قصص إنسانية تعيش بين الدمار والخوف والأمل.
فن يولد من تحت الحصار
ولد مهنا وعاش في غزة، وهناك اختار أن يكون الفن طريقه لمداواة الجراح، ليس فقط بريشته بل أيضا بعمله كمعالج للأطفال عبر الفن، ومع اشتداد الحرب ونفاد أدواته، لجأ إلى أبسط المواد المتاحة؛ بقايا القهوة والشاي وعلب الكرتون، ليصنع منها لغة بصرية تجسد الصمود وتحوّل أدوات الإغاثة إلى رسائل إنسانية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

رحلة الفن عبر أوروبا
المعرض، الذي ينظمه برنامج الأغذية العالمي بدعم من الاتحاد الأوروبي، يجوب مدنًا أوروبية ليضع الأزمة الإنسانية في غزة في سياق شخصي وملموس، لوحات مهنا لا تروي فقط معاناة الجوع والنزوح، بل تنقل أيضا قوة الأمل التي لا تزال تنبض في قلوب الغزيين رغم قسوة الحرب، إنها شهادة بصرية على أن الإنسانية أقوى من محاولات محوها.
صوت غزة في وجه العالم
من خلال المعرض، يتحول الفن إلى جسر إنساني بين غزة والعالم، ويذكّر بأن خلف الأخبار المتكررة هناك أرواح تبحث عن الحياة، يقول مهنا إن كل لوحة هي صرخة من قلب القطاع المحاصر ورسالة أمل لأطفاله الذين يحاول مساعدتهم على تجاوز صدمات الحرب بالفن.
تعيش غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ يواجه أكثر من نصف مليون إنسان خطر المجاعة، فيما يحتاج أكثر من مليوني نسمة إلى مساعدات غذائية عاجلة، ومنذ بداية التصعيد في أكتوبر 2023، ضاعف الاتحاد الأوروبي تمويله لبرامج الإغاثة، حيث قدّم 86 مليون يورو لبرنامج الأغذية العالمي، لكن القيود الصارمة على دخول المساعدات وتوزيعها ما تزال تحرم المدنيين من الغذاء والإمدادات الحيوية، في ظل هذا الواقع، لا يقتصر المعرض الفني على كونه حدثا ثقافيا، بل يمثل صرخة إنسانية عاجلة للفت أنظار العالم إلى ضرورة وقف الحرب وضمان تدفق المساعدات بشكل آمن ومنتظم.
