البطريق والمناخ في بؤرة اهتمام اجتماع هلسنكي بشأن معاهدة القارة القطبية الجنوبية
البطريق والمناخ في بؤرة اهتمام اجتماع هلسنكي بشأن معاهدة القارة القطبية الجنوبية
تستضيف فنلندا "الاجتماع التشاوري السنوي لمعاهدة القارة القطبية الجنوبية" بدءا من اليوم الأحد، ومن المتوقع أن يناقش أكثر من 300 مشارك الاهتمامات المشتركة المتعلقة بالقارة.
ومن المقرر أن تركز أطراف المعاهدة على تحسين سبل حماية طيور البطريق وآثار تغير المناخ وزيادة السياحة في القطب الجنوبي خلال المؤتمر الذي يستمر حتى 8 يونيو، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وتعتزم فنلندا، التي تستضيف المؤتمر لأول مرة، انتهاز فرصة الاجتماع لوضع روابط بين المنطقتين القطبيتين فيما يتعلق بتغير المناخ، ولأول مرة، سيكون للمؤتمر يوم محدد للمناخ.
ودعت منظمة "تحالف القارة القطبية الجنوبية والمحيط الجنوبي" البيئية أطراف "الاجتماع التشاوري السنوي لمعاهدة القارة القطبية الجنوبية" إلى وضع بطريق الإمبراطور المتوطن في القارة القطبية الجنوبية تحت حماية خاصة من خلال تحديد محميات جديدة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.