تشاد.. ارتفاع عدد النازحين السودانيين إلى أكثر من نصف مليون
والأمم المتحدة تطلب المساعدة
أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مئة ألف لاجئ سوداني فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلع النزاع في السودان قبل 6 أسابيع، ما يرفع العدد الإجمالي إلى أكثر من نصف مليون شخص.
تشهد الخرطوم وأجزاء أخرى من السودان معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وحذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن "عدد اللاجئين الجدد تجاوز عتبة المئة ألف"، داعية إلى مساعدات مالية عاجلة، بحسب وكالة فرانس برس.
وقد يُضطر ما يصل إلى 200 ألف آخرين للفرار إلى تشاد في الأشهر الثلاثة القادمة، على ما قالت ممثلة المفوضية في تشاد، لاورا لو كاسترو في بيان.
ومع اقتراب الموسم الماطر، قالت المفوضية إنها بحاجة لـ"دعم لوجستي هائل" لنقل اللاجئين من مناطق حدودية حفاظا على سلامتهم.
وقبل اندلاع النزاع، كانت تشاد -أحد أفقر بلدان العالم- تستضيف 588 ألف لاجئ بينهم 409 آلاف سوداني يتحدرون خصوصا من إقليم دارفور في غرب السودان، بحسب المفوضية.
وذكرت الوكالة بأنها تحتاج إلى مبلغ قدره 214,1 مليون دولار لتوفير الحماية والمساعدات الضرورية لجميع اللاجئين والنازحين في تشاد، ويشمل المبلغ 72,4 مليون دولار للفارين من أزمة السودان.
وأوضحت المفوضية أنه تم الحصول على 16 في المئة فقط من هذا المبلغ.
عقوبات أمريكية
أعلن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، الخميس، أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية وقيوداً على التأشيرات على السودان بعد فشل طرفي القتال في الالتزام بوقف إطلاق النار، فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن تفكر في اتخاذ إجراءات بحق قائدي الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال سوليفان إن الولايات المتحدة ستواصل فعل كل ما في وسعها لمنع طول أمد الصراع والمعاناة في السودان.
وأضاف أن "فشل وقف إطلاق النار يزيد مخاوف واشنطن من صراع طويل الأمد ومعاناة واسعة النطاق".
وأكد أن واشنطن وشركاءها "سيواصلون تحميل الأطراف المتحاربة المسؤولية عن العنف غير المبرر وتحدي إرادة الشعب السوداني".
شرط استئناف الوساطة
وقالت الولايات المتحدة، الخميس، إنها ما زالت مستعدة للقيام بوساطة بين طرفي النزاع في السودان شرط أن يكونا "جديين" في مسألة الهدنة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية خلال زيارة بلينكن إلى أوسلو، إن الولايات المتحدة والسعودية "مستعدتان لاستئناف تسهيل المحادثات المعلقة لإيجاد حل تفاوضي لهذا الصراع عندما تظهر القوات بوضوح من خلال أفعالها أنها جدية في التزام وقف إطلاق النار".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن هناك "انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين" في النزاع.
وأضاف أن "هذه الانتهاكات دفعتنا بصفتنا مسهّلا لهذه المحادثات، إلى التساؤل بجدية عما إذا كانت الأطراف مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها نيابة عن الشعب السوداني".
جاء ذلك بعدما قصف الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة في الخرطوم، الأربعاء، بعد انسحابه من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة والسعودية للسماح بإيصال مساعدات إنسانية إلى السودان المهدد بمجاعة.
أدى الصراع منذ 15 إبريل لقتل أكثر من 800 شخص وفرار أكثر من مليون داخل وخارج البلاد، بجانب انهيار الخدمات الأساسية في العاصمة، وتم الإعلان عن العديد من الاتفاقيات لوقف إطلاق النار وعمل هدنة لأغراض إنسانية، ولكن تم انتهاكها جميعا.