اليوم الدولي للاجئين.. 110 ملايين شخص حول العالم يعيشون "الغربة"
يحتفل به في 20 يونيو من كل عام
بعدد غير مسبوق، يواجه اللاجئون وطالبو اللجوء في العالم أوضاعا إنسانية متردية لم يسبق لها مثيل، عقب انفجار الأوضاع في السودان وأفغانستان وأوكرانيا وغيرها.
ويحيي العالمي، اليوم الدولي للاجئين في 20 يونيو من كل عام، لتسليط الضوء على عزيمة وشجاعة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم هرباً من الصراعات أو الاضطهاد.
ويعتبر اليوم العالمي للاجئين مناسبة دولية لحشد التعاطف والتفهم لمحنتهم والاعتراف بعزيمتهم من أجل إعادة بناء حياتهم واستعادة حقوقهم وتلبية احتياجاتهم وأحلامهم.
واللاجئون هم الأفراد الذين يضطرون لمغادرة ديارهم حفاظا على حرياتهم أو إنقاذا لأرواحهم، لأنهم لا يتمتعون بحماية دولتهم، بل غالباً ما تكون حكومتهم هي مصدر تهديدهم بالاضطهاد.
حكم بالموت
وفي حال عدم السماح لهم بدخول بلدان أخرى وعدم تزويدهم في حال دخولهم بالحماية والمساعدة، تكون هذه البلدان قد حكمت عليهم بالموت أو بحياة لا تطاق في الظلال، دون الحصول على سبل الرزق ودون حقوق.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يفر 20 فردا كل دقيقة من الحروب والاضطهاد والإرهاب مخلفين وراءهم كل شيء، لأنهم أحيانا لا يجدون إلا اختيارا بين الخيار السيئ والخيار الذي هو أسوأ منه.
وﻳﺮﻛﺰ ﻳﻮم اﻟﻼﺟﺊ اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻌﺎم 2023 ﻋﻠﻰ إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة إدماجهم، وذلك تحت شعار "الأمل بعيداً عن الديار.. من أجل عالمٍ أكثر شمولاً للاجئين".
وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن ﺷﻤوﻞ اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﺘﻲ وﺟﺪوا ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣﺎن ﺑﻌﺪ اﺿﻄﺮارﻫﻢ ﻟﻠﻔﺮار ﻣﻦ اﻟﺼﺮاعات واﻻﺿﻄﻬﺎد يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺪﻋﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﻌﺎﻫﻢ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، وﻟﺘﻤﻜﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
ويمثل ذﻟﻚ الطرﻳﻘﺔ المثلى ﻹﻋﺪادﻫﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ دﻳﺎرﻫﻢ وإﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺴﻨﻰ ﻟﻬﻢ اﻟﻈﺮوف ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺄﻣﺎن وﻃﻮاﻋﻴﺔ، أو ﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻزدﻫﺎر إن أﻋﻴﺪ ﺗﻮﻃﻴﻨﻬﻢ إﻟﻰ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى.
القدرة على الصمود
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: "خلال فترة عملي التي امتدّت لعقدٍ مفوّضا ساميا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كنت شاهدا على ما يتمتّع به اللاجئون من قدرة على الصمود في مواجهة الصدمات، وعلى ما يقدمونه من إسهامات في جميع مناحي الحياة".
وأضاف غوتيريش في كلمته بهذه المناسبة أن "مثابرتهم في مواجهة الشدائد تمثل لي مصدرا للإلهام في كل يوم، وأن اللاجئين يجسّدون الروح الإنسانية بأفضل صورها".
وتابع: "ما يحتاجونه، بل ويستحقونه، هو الدعم والتضامن، وليس الصدّ وإغلاق الحدود في وجههم، وبينما نحتفل باليوم العالمي للاجئين، فإننا بصدد معلومة إحصائية مفجعة".
والأسبوع الماضي، أعلنت الأمم المتّحدة، اليوم الأربعاء، أن هناك 110 ملايين شخص اضطروا للفرار من ديارهم، وذلك في ارتفاع غير مسبوق لعدد اللاجئين بالعالم.
زيادة غير مسبوقة
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، في تقريرها السنوي، إن عدد النازحين أو اللاجئين كان يبلغ 108.4 مليون شخص في نهاية العام الماضي، بزيادة قدرها 19.1 مليون عما كان عليه العدد في نهاية 2019، وهي زيادة غير مسبوقة.
وأدى النزاع الأخير في السودان إلى تفاقم الوضع الذي كان أصلا استثنائيًا في 2022 بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والأزمة الإنسانية في أفغانستان.
ومن جانبه، قال رئيس المفوضية فيليبو غراندي، في مؤتمر صحفي بجنيف: "هذا ما وصلنا إليه اليوم، لدينا 110 ملايين شخص فروا بسبب الصراع والاضطهاد والتمييز والعنف، يضاف إليها غالبا دوافع أخرى لا سيما تأثير تغير المناخ، هذا يشكل إدانة لوضع عالمنا".
وأوضحت المفوضية أن 35.3 مليون شخص هم من اللاجئين، و62.5 مليون من النازحين من أصل العدد الإجمالي المسجل في 2022.
وأشارت إلى 5.4 مليون طالب لجوء و5.2 مليون آخرين يحتاجون إلى حماية دولية، وقال المفوض السامي إن كل هؤلاء الأشخاص يواجهون "بيئة أكثر عدائية في كل مكان تقريبًا".
ووفق إحصاءات منظمة العفو الدولية (غير حكومية، مقرها لندن) تستضيف الدول النامية نحو 84 بالمئة من اللاجئين، ويأتي على رأسها تركيا وإيران وباكستان ولبنان والأردن وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.