غذاء ودواء ووقود.. مساعدات حيوية تنعش الأمل في السويداء المنكوبة
غذاء ودواء ووقود.. مساعدات حيوية تنعش الأمل في السويداء المنكوبة
أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، وصول قافلة ثانية محملة بالمساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، في خطوة تهدف إلى تخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.
وضمت القافلة التي سيرها الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مواد غذائية، مياه شرب، دقيق قمح، وقودًا، أدويةً، ولوازم صحية عاجلة، إضافةً إلى إمدادات مقدمة من وكالات الأمم المتحدة المختلفة.
وبحسب مكتب أوتشا، لا تزال الاحتياجات الإنسانية في السويداء مرتفعة للغاية، إذ أدت الأعمال العدائية الأخيرة إلى تضرر إمدادات الكهرباء والمياه والاتصالات بشكل كبير، وتوقفت المخابز عن العمل بسبب نقص الوقود والدقيق، فيما تواجه الأسواق المحلية نقصًا حادًا في المواد الغذائية.
موجة نزوح واسعة
وقدّر مكتب الأمم المتحدة عدد النازحين بسبب التصعيد الأخير في السويداء بأكثر من 145 ألف شخص، بينهم من فرّ داخل المحافظة وآخرون توجهوا إلى محافظتي درعا وريف دمشق المجاورتين.
تعمل الأمم المتحدة حاليًا مع شركائها لتقديم مساعدات إنسانية متنوعة للنازحين، تشمل الغذاء، المياه، الرعاية الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي، إضافة إلى خدمات الحماية.
وفي المناطق التي استقبلت النازحين، قدمت الفرق الطبية المتنقلة أكثر من 3,500 استشارة طبية شملت رعاية الصدمات وصحة الأم والدعم النفسي. كما تلقى نحو 38 ألف شخص مساعدات غذائية، وتم توزيع أكثر من 1,000 مجموعة مواد غير غذائية -مثل البطانيات والفرش- ما ساعد في تلبية احتياجات أكثر من 5,000 نازح.
تحركات لتقييم الاحتياجات
وأكد مكتب أوتشا استمرار التنسيق مع السلطات المحلية والشركاء على الأرض لتأمين الظروف الأمنية اللازمة لإرسال بعثات مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة إلى السويداء بهدف تقييم الوضع وتقديم مزيد من المساعدات. كما يُخطط لإرسال بعثات مماثلة إلى درعا وريف دمشق خلال الأيام القادمة.
شهدت محافظة السويداء منذ أشهر تصعيدًا أمنيًا أدى إلى تعطيل شبه كامل للخدمات الأساسية ونقص حاد في الوقود والغذاء والمياه. وتعد هذه الأزمة جزءًا من الوضع الإنساني الأوسع في سوريا التي يعيش فيها أكثر من 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وفق تقارير الأمم المتحدة.
الهلال الأحمر العربي السوري يُعتبر الشريك الأساسي للأمم المتحدة في إيصال المساعدات داخل سوريا، بينما يواجه العاملون الإنسانيون تحديات كبيرة في تأمين الممرات الآمنة والوصول للمحتاجين نتيجة الوضع الأمني المتقلب.