في أسبوع الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.. "ماتا" موريتانية تكافح التطرف
في أسبوع الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.. "ماتا" موريتانية تكافح التطرف
زينبو ماتا، مسلمة من موريتانيا، هي واحدة من 50 امرأة يخدمن في الخطوط الأمامية لمنع انتشار التطرف العنيف في بلدها، بدعم من الأمم المتحدة.
تروي "ماتا" تجربتها بمناسبة أسبوع الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 19 إلى 23 يونيو.
تقول "ماتا"، وهي ابنة بابا ولد ماتا، وهو عالم موريتاني يحظى باحترام كبير: "ديننا هو دين حقيقي وصادق يعامل النساء بالعدل والإنصاف".
وبإلهام من والدها، شرعت "ماتا" في رحلتها الخاصة لدراسة القرآن والنصوص التقليدية الأخرى منذ صغرها، وتخرجت في أكبر مؤسسة إسلامية في موريتانيا ودرست الشريعة الإسلامية على مستوى الدراسات العليا.
ونشأت "ماتا" في أسرة إسلامية، وتعتقد أنه من مسؤوليتها وواجبها رد الجميل لمجتمعها.
التواصل المجتمعي
تقوم النساء المدربات دينيا، المعروفات باسم المرشدات، مثل "ماتا"، بتثقيف مجتمعاتهن حول مخاطر التطرف العنيف.
وتأسست شبكة المرشدات في عام 2021 بدعم من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) ووزارة الشؤون الإسلامية الموريتانية ورابطة النساء المعيلات للأسر، وهي تعمل على مكافحة التطرف العنيف في أماكن مختلفة، بما في ذلك السجون في موريتانيا.
وقالت "ماتا" إن موريتانيا تنتمي إلى منطقة الساحل في إفريقيا التي شهدت "توسعا للإرهاب والحركات المتطرفة".
وأضافت أنه ابتداء من عام 2005، نفذ إرهابيون إسلاميون عدة هجمات في جميع أنحاء البلاد، ما أثار استياء المسلمين المتدينين.
التصدي لرسائل الكراهية
وقالت: "نحن -الموريتانيين- متسامحون ونتفهم الآخرين، ونقبل ونرحب بأتباع الديانات الأخرى"، هذه الهجمات كانت مخالفة للثقافة الموريتانية والشريعة الإسلامية".
وعندما سئلت عن أفضل السبل للرد على الخطاب الذي يستخدم الإسلام ويشوهه، قالت إن الإجابة بسيطة: "القرآن".
وتم اختيار النساء خصيصا لخبرتهن في الإسلام، ويركزن على استخدام الحجج الإسلامية لمواجهة رسائل الكراهية والعنف.
وقالت: "نوضح آيات من القرآن ونشرح الحديث (مجموعة من أقوال النبي محمد)، وكلاهما يحث على السلام والأمن المدني والمجتمعي، ونشير إلى المفاهيم التي تستخدم في الخطاب المتطرف، مثل الجهاد، ونستخدم الحجج الإسلامية التي تبين القصد الصحيح لهذه الآيات، التي تحارب الأيديولوجيات المتطرفة".
وتحدد المرشدات أين وأي الجماعات معرضة لخطر الوقوع فريسة للحجج المتطرفة، ثم يستخدمون شبكتهم لتسهيل الحوارات في السجون أو المساجد أو المدارس أو الأسواق أو حتى المنازل.
وقالت: "ذات مرة، زرنا نحن مرشدات سجنا، وكانت هي المرة الأولى التي يسمح فيها بشيء من هذا القبيل في موريتانيا..في الداخل، وجدنا أن إحدى السجينات كانت قائدة قوية داخل احدى الجماعات المتطرفة .. كنا نحن فخورون بأننا تمكنا من إقناعها بالحجج الدينية بأن الإسلام دين صالح ومتسامح".
وأضافت: "في نهاية المطاف، أعلنت السجينة انسحابها من هذه الأفكار المتطرفة ووعدت بالانخراط في أنشطة تخدم الأمن والسلم الأهلي في موريتانيا".
نظم الإنذار المبكر
في عام 2022، وصلت مساعدات مرشدات إلى أكثر من 10 آلاف شخص، في نواكشوط، دعمت المرشدات زوجات وأخوات وأمهات المعتقلين، وساعدتهن على التخلي عن الأفكار العنيفة والمتطرفة.
وفي ولد ينكي، بالقرب من الحدود مع مالي والسنغال، ساهمت المرشدات في إنشاء نظام للإنذار المبكر من خلال تنبيه قوات إنفاذ القانون إلى الحالات المشبوهة.
وفي الوقت نفسه، في عادل بكرو، وهي مدينة متاخمة لمالي، قدمت شبكة المرشدات الدعم للشباب ضحايا الإرهاب الذين لجؤوا إلى موريتانيا، ما سهل اندماجهن في الحياة اليومية في بلدهن الجديد.
لم تشهد موريتانيا أي هجوم إرهابي منذ عام 2011، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى جهود أشخاص مثل زينبو ماتا وشبكة المرشدات، وفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
قالت "ماتا": "النساء قادرات على تحقيق أي شيء يفكرن فيه.. لديهن موهبة الإقناع وقلب الموازين لصالحهن، وعليهن استخدام هذه القدرة للمساعدة في خدمة بلدانهن".