الجيش الإسرائيلي يقتل 9 فلسطينيين خلال توغل في مخيم جنين
الجيش الإسرائيلي يقتل 9 فلسطينيين خلال توغل في مخيم جنين
قتل الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عشرة فلسطينيين في الضفة الغربية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، تسعة منهم في مخيم جنين حيث ينفذ عملية هي الأوسع منذ نحو 20 عاما وتخلّلها قصف جوي بطائرات مسيّرة.
وتشنّ إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الاثنين، بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين وتخلّلها قصف بالطيران المروحي للمرة الأولى منذ سنوات، وفق وكالة فرانس برس.
وبيّنت هويات القتلى التسعة في مخيّم جنين أنّ ثلاثة منهم لا تتعدّى أعمارهم 17 عاماً، والبقية ما بين 18 و23 عاماً، من ضمنهم قتيل في مدينة البيرة أصيب خلال تظاهرة تضامناً مع جنين.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان: "قواتنا دخلت عش الإرهابيين في جنين.. وهي تدمر مراكز القيادة وتصادر كمية كبيرة من الأسلحة".
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، إنّ القوات الإسرائيلية تضرب "بقوة كبيرة" منطقة جنين.
جنين.. مسرح للمواجهة
وصارت مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها والذي يقيم فيه نحو 18 ألف فلسطيني مسرحًا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيليّة التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات يشنها مستوطنون على فلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل تسعة أشخاص في جنين إضافة إلى شخص في البيرة، وإصابة 100 آخرين بينهم 20 في حالة خطيرة.
وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي إنّ الهجوم الإسرائيلي يتمّ من الجو والبرّ.
وأضاف: "قُصفت منازل ومواقع عدّة.. الدخان يتصاعد من كلّ مكان".
ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، فيما تهرع سيارات الإسعاف لنقل الجرحى إلى المستشفيات.
وقال إن الجيش الاسرائيلي اقتحم مخيم جنين وما زالت الاشتباكات المسلحة جارية، ويُسمع صوت الانفجارات في المخيم، كما انتشر الجيش في شوارع مدينة جنين وفي محيطها.
وفي 19 يونيو قتل الجيش الإسرائيلي سبعة أشخاص في عملية في جنين التي قصفتها مروحياته لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).
من جانبها، أعلنت السلطة الفلسطينية في بيان عقب اجتماع طارئ ترأسه الرئيس محمود عباس "وقف جميع الاتصالات واللقاءات مع الجانب الإسرائيلي".
وأضاف البيان أنّ مخرجات اجتماعات العقبة وشرم الشيخ "لم يعد لها جدوى ولم تعد قائمة" وذلك "في ظل عدم الالتزام الإسرائيلي" بها.
وأكّد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أنّ "ما تقوم به حكومة إسرائيل في جنين ومخيّمها جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".
وطالبت الخارجية الفلسطينية "بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا"، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى "الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين".
توفير الحماية
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إنه "قلق للغاية" بشأن العنف ودعا إلى احترام القانون الإنساني الدولي.
وأعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن "إدانتها الشديدة للجرائم التي اقترفتها قوات الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد".
ودعت "مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
من جهتها، أعلنت جامعة الدول العربية عقد اجتماع طارئ، الثلاثاء.
أما الولايات المتحدة، فقالت على لسان متحدّث باسم خارجيتها "نحن ندعم أمن إسرائيل وحقّها في الدفاع عن شعبها ضدّ حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والجماعات الإرهابية الأخرى".
وشدّد المتحدث على "ضرورة اتّخاذ جميع الاحتياطات الممكنة للحيلولة دون مقتل مدنيين".
ارتفاع حصيلة القتلى
وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع يناير إلى ما لا يقلّ عن 186 فلسطينياً، و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.
يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2,9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى نصف مليون يهودي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وتسيطر إسرائيل على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منذ عام 1967.