لمكافحة العواصف الترابية.. يوم دولي للتحذير من أكثر الظواهر المناخية رعباً بالعالم
يحتفل به في 12 يوليو من كل عام
أحد أكثر مشاهد ظواهر التغيرات المناخية ترويعا هو مشهد السحب الداكنة من الرمال والغبار أثناء ابتلاعها كل شيء في طريقها، لتنذر بحالة من الفوضى والخوف في مختلف أنحاء كوكب الأرض.
ويحيي العالم، اليوم الدولي لمكافحة العواصف الرملية والترابية، في 12 يوليو من كل عام، للتحذير من ظاهرة مناخية تشكل قلقا عالميا لجهود التنمية المستدامة.
وتُعد العواصف الرملية والترابية عنصرًا أساسيًا في الدورات الكيميائية الحيوية الطبيعية للأرض، ولكنها كذلك ناتجة جزئيًا عن الدوافع التي يتسبب فيها الإنسان، بما في ذلك تغير المناخ، والإدارة غير المستدامة للأراضي، وهدر المياه.
وتمثل ظاهرة العواصف الرملية والترابية تحديًا هائلاً وواسع النطاق أمام الجهود المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وتقول الأمم المتحدة، إن تلك العواصف أصبحت مصدر قلق عالمي في العقود الأخيرة بسبب آثارها الكبيرة على البيئة والصحة والزراعة وسبل العيش والرفاه الاجتماعي والاقتصادي.
وتسهم العواصف الرملية والترابية في تغير المناخ وتلوث الهواء، كما أن آثارها محسوسة في كافة بلدان العالم المتقدمة منها والمتنامية على السواء.
وتشكل العواصف الرملية أيضا تحديات أمام الجهود المبذولة لتحقيق 11 هدفا من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، ولا سيما الأهداف المتعلقة بالقضاء على الجوع وتوفير المياه النظيفة ومدن صحية مستدامة والعمل المناخي وغيرها.
ووفق تقديرات أممية، يدخل سنويا 2 مليون طن تقريبا من الرمال والغبار إلى الغلاف الجوي، وتحدث العواصف الرملية والترابية في الغالب في المناطق الجافة والصحراوية، ويمكن أن تحملها الرياح لمسافات طويلة لتصل إلى مناطق أبعد بكثير.
وتتيح جزيئات الغبار، التي تنتشر عن طريق العواصف الرملية والترابية، العناصر الغذائية للنظم البيئية البحرية، ولكنها يمكن أن تسهم كذلك في موت المرجان وتكوين الأعاصير.
ويمكن أن تتسبب العواصف الرملية والترابية في أمراض الجهاز التنفسي، واضطرابات القلب، وتهيج العين والجلد، ويمكن أن تنشر كذلك أمراضًا أخرى مثل التهاب السحايا.
وتتسبب العواصف الرملية والترابية في تعطيل عمليات النقلين الجوي والبري، وتؤثر العواصف الرملية والترابية في الأنشطة والإنتاجيات الزراعية.
ويمكن أن تسهم تلك العواصف كذلك في عمليات التصحر، ويمكن أن تحد ممارسات الإدارة المستدامة للمياه والأراضي من آثار العواصف الرملية والترابية.
وينشأ ما لا يقل عن 25 بالمئة من انبعاثات الغبار العالمية عن الأنشطة البشرية، حيث تضاعف الغبار الصحراوي في بعض المناطق في أثناء القرن الماضي.
ووفق التقارير البيئية، فإنه من الصعب السيطرة على تأثير هذه الظواهر، حيث قد يتسبب النشاط البشري في جزء من العالم في عواصف رملية وترابية في جزء آخر، وبالتالي كما تتسبب الأنشطة البشرية في وقوع العواصف الرملية والترابية، فإن من الممكن أن تكون كذلك عناصر فاعلة في تقليلها.
وأكدت الأمم المتحدة مرارا الحاجة إلى التعاون على الصعيدين العالمي والإقليمي لدرء العواصف الرملية والترابية والتعامل معها وتخفيف آثارها بتحسين نظم الإنذار المبكر وتبادل المعلومات المتعلقة بالمناخ والطقس للتنبؤ بالعواصف الرملية والترابية.
وشددت على أن متانة الإجراءات المتخذة لمكافحة العواصف الرملية والترابية والحد منها تتطلب تحسين فهم الآثار الوخيمة متعددة الأبعاد لهذه العواصف، بما فيها تدهور صحة الناس ورفاههم وسبل معيشتهم وزيادة التصحر وتدهور الأراضي وانحسار الغابات وفقدان التنوع البيولوجي وإنتاجية الأراضي وتهديد الأمن الغذائي، وتأثير تلك العواصف في النمو الاقتصادي المستدام.
واستجابة لعدة قرارات الجمعية العامة بشأن مكافحة العواصف الرملية والترابية، تم تدشين ائتلاف الأمم المتحدة المعني بمكافحة العواصف الرملية والترابية، والتزمت منظومة الأمم المتحدة بنهج استباقي لمكافحة تلك العواصف، وتعزيز التعاون والتنسيق في ما يتصل بها على الصعد العالمية والإقليمية ودون الإقليمية.
ويختص الائتلاف الأممي بتعزيز وتنسيق استجابة تعاونية لمنظومة الأمم المتحدة في ما يتصل بالعواصف الرملية والترابية، وتسهيل تبادل المعارف والبيانات لتعزيز الإجراءات الفعالة والمتسقة بشأن العواصف الرملية والترابية في إطار منظومة الأمم المتحدة وخارجها.
ويركز أيضا على تشجيع وتعزيز التعاون فيما يتصل بالمبادرات وبالإجراءات بين أعضاء الائتلاف، بما في ذلك مبادرات التوعية والتمويل، وتيسير الحوار والتعاون بين البلدان المتضررة من تلك العواصف ومنظومة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالعمل الجمعي على العواصف الرملية والترابية.
ويتولى الائتلاف مهمة تسهيل بناء قدرات الدول الأعضاء وإذكاء الوعي فيها وتعزيز استعدادها وتعاملها مع تبعات العواصف الرملية والترابية في المناطق الحرجة.