الأمم المتحدة: 40% من مخيمات نازحي اليمن مهددة بالفيضانات والحرائق

وسط هشاشة المأوى وانعدام الأمان، يعيش ملايين النازحين في اليمن على حافة كارثة إنسانية جديدة، بعدما كشفت الأمم المتحدة عن أن 40% من مواقعهم معرضة بشكل مباشر لمخاطر الحرائق أو الفيضانات، في ظل تردي البنية التحتية وضعف الخدمات الأساسية في البلاد التي مزقتها الحرب.

الأمم المتحدة تحذر من تهديد مزدوج

وأعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأحد، أن نحو نصف مواقع النزوح في اليمن باتت تحت تهديد مباشر من الكوارث الطبيعية، مشيرة إلى أن الخيام والملاجئ العشوائية التي تؤوي النازحين لا تقوى على الصمود أمام الأمطار الغزيرة أو الحوادث المرتبطة بالنيران.

وقالت المفوضية، عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، إن "40% من مواقع النازحين في اليمن معرضة لخطر الحرائق أو الفيضانات"، ما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني لعائلات تعيش أصلاً في ظروف بالغة القسوة.

برامج توعوية لدرء الخطر

وأوضحت المفوضية أنها أطلقت برامج توعية وتدريب في بعض المخيمات، لتزويد العائلات النازحة بالمعرفة والمهارات اللازمة للوقاية من الحرائق والاستجابة السريعة لها، وهو ما قد يسهم في تقليل الخسائر البشرية وحماية الأرواح في المجتمعات الأكثر هشاشة.

وتأتي هذه التحركات في وقت لا تتوفر فيه أساسيات الحماية من الكوارث في معظم مخيمات النزوح المنتشرة في مناطق مختلفة من اليمن، والتي غالباً ما تقام في مناطق منخفضة أو عرضة للتقلبات المناخية.

مأساة مستمرة منذ عقد

منذ اندلاع الحرب في 2015 بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي وجماعة الحوثي، يعيش اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، وفق تقييمات أممية متكررة.

وقد أدت الحرب إلى نزوح نحو 5 ملايين شخص داخل البلاد، معظمهم يعيشون في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، وتعتمد على المساعدات الإنسانية التي تشهد في الآونة الأخيرة تراجعاً حاداً في التمويل الدولي.

يُعد اليمن من أكثر الدول تأثراً بتغيرات المناخ والكوارث البيئية في المنطقة، حيث تتسبب الأمطار الموسمية والسيول في إغراق العديد من مخيمات النزوح سنوياً، فيما تسجل أيضاً حوادث متكررة لحرائق ناتجة عن استخدام وسائل طهو أو تدفئة غير آمنة. وتطالب المنظمات الدولية بتكثيف الدعم لتوفير مأوى آمن وحلول مستدامة تحمي حياة الملايين من الضياع في دوامة الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة.